أحاطت ذراع سوسكي خاصرتها في وسط الجمع الغفير من الضُّيوف حيث كانت سيرينا واقفة بجانبه قريبة جدًّا من صدره، كانت تشعر بأمان غريب حينما أحسَّته يرج كلما تحدث بصوته العميق الهزج، كانت عيناها مركزة بابتسامته الواثقة وأسنانه البيضاء المثالية، فشعرت بقلبها يتوقَّف لثانية عندما أطالت النَّظر إليه، فقرَّرت تحويل ناظريها إلى الضُّيوف مجدَّدًا.
صحيح أن سوسكي قد أمدها بمعلومات وصور أبرز الضيوف لهذه الليلة، إلا أنه طبعًا عرَّفها عليهم وجهًا لوجه. كان قلب سيرينا يختلج عندما نطق بكلمة محبوبتي أمامهم، قالها بنبرة واثقة فخورة جعلتها تشعر بشيء أفضل تجاه نفسها، وفجأة لم تعد تشعر بأهمية تقبُّلهم لها أم لا، وتذكَّرت كلمات سوسكي تلك الظهيرة.
ولعلَّ أكثر الضيوف تميُّزًا كانوا:
سويا أزاشيرو، رجل أعمال شهير في اليابان، رئيس شركة أزاشيرو للصُّلب والحديد. وكديدن عمله، كان للرَّجل وجهًا فولاذيًّا وباردًا لحدٍّ لا يوصف، ونظراته جليديَّة بثَّت القشعريرة في جسدها. صحيح أن أمارات وجهه كانت تشي بعدم اكتراثه لها بتاتًا إلَّا أنَّه صافحها بكياسة باردة. ولكن أكثر ما أثار التوجُّس في سيرينا كان المرأة التي استندت إليه، ارتدت الأخيرة كيمونو فاضخ أظهر نهديها بفحش اللذين ألصقتهما بظهر سيِّدها على نحو أثار استغراب سيرينا بشدَّة، فلم يبدو على السنيور أزاشيرو بأن يسمح بذلك مطلقًا. لقد أخافتها تلك المرأة حقًّا، كانت امرأة طويلة وذات هالة أثارت حذر سيرينا لأقصى الحدود ولم يرق لها أن تراها مجدَّدًا بعد هذا الحفل.
كوكاكو شيبا، راقت لسيرينا زعيمة عائلة شيبا، وأخت المتوفَّى كايِّن شيبا رأس العائلة السَّابق، بسبب شخصيَّتها المرحة والساخنة التي تجعل المرء يشعر بالودِّ تجاهها فورًا، لم تشعر سيرينا بخبث يصدر من هالتها مطلقًا. اشتهر آل شيبا بتصنيعهم للألعاب النارية، وكانت شركتهم الأشهر في هذا المجال، فقد توارث أبناء العائلة سرَّ المهنة الذي جعلهم الأفضل في هذه الساحة.