الفصلُ الثَّالث عشر

40 4 0
                                    

تسربلت سيرينا زي العزاء الرسمي بلونه الأسود على الطراز الياباني. لا ترتدي سيرينا اللباس التقليدي عادة، لكن بات الوضع مختلفًا الآن؛ فهي الزوجة المستقبلية لسوسكي آيزن من جهة، كما أنها أرادت تقديم احترامها لآل كوتشكي حسب العرف السائد من جهة أخرى.

انطلقت السيارة التي أقلتهما محاطة بحاشية من ست سيارات مرافقة أخرى، متجهة إلى قصر آل كوتشكي حيث كان العزاء.

تطلعت سيرينا إلى خارج النافذة حيث راحت تشاهد المطر يهطل بغزارة على شوارع طوكيو وراحت تفكر بماذا ستخبر أصدقاءها عندما تراهم؟ فمؤكد سيكونون جميعًا هناك ليقفوا جانب روكيا. هل لها وجهًا لتراهم أصلًا؟ هل سوف يأخذونها بالأحضان ويهونون عليها كما فعل أخوها؟ تنهدت سيرينا بصوت خفيض وهي تحاول تهدئة نفسها. هل سيقتضي الأمر للتطرق إلى الموضوع أصلًا؟ سيكون ذلك غير لائق البتة؛ سيؤذي ذلك مشاعر روكيا... أن تحاول تبرر لنفسها أمامهم في عزاء أختها. تمعنت سيرينا في خياراتها فرَست على أن تتصرف على طبيعتها وتترك الأمور لمسراها. لكن ذلك لم يساعد على تهدئة أعصابها المتقدة.

تنبهت سيرينا للدفء المفاجئ الذي اكتنف يدها لتحط عيناها عليها حيث كورتها يد آيزن وضغطتها بلطف. ظلت سيرينا تحدق بيديهما إلى أن رفعت ناظريها إلى آيزن. كان الأخير يبتسم ابتسامة خفيفة، خالية من الغطرسة والمكر اللذين باتت مؤخرًا تعتاد على رؤيتهما على وجهه.

"سيكون كل شيء على ما يرام." قال آيزن بلطف شديد لدرجة أنها كادت تصدق ما قاله، لكن سرعان ما أثارت حفيظتها كلماته التالية: "فقط كوني السيدة آيزن التي يجدر بك أن تكونيها."

رمشت سيرينا عدة مرات لتعقد حاجبيها بارتباك، لكن سرعان ما فهمت مقصده. حركت سيرينا رأسها بإيماءة صغيرة قبل أن تنظر من جديد إلى النافذة.

كان قصر آل كوتشكي يقف شامخًا حيثما كانت حاشيتهما متجهة، ببواباته الحديدية الضخمة والسياج الشاهق الذي أحاط القصر وحدائقه. تذكرت سيرينا المرة التي أتت فيها إلى هنا بصفتها منسقة الزهور لحفل ذكرى زواج السيد بياكويا من السيدة هيسانا؛ المرة التي خطف آيزن قلبها من دون رجعة. الأمر الذي لا تزال غير قادرة على استيعابه؛ إنها عاجزة عن كره هذا الرجل، مهما فعل ومهما أساء إليها، لا تستطيع أن تكن الكراهية له مع أنه لم يدع سببًا وجيهًا واحدًا لها كي لا تفعل. تذكرت سيرينا عناقها له الذي انبثق عن غريزة... وكأنها لا تزال تحاول أن تجد الأمان فيه.

توقفت السيارة فجأة، وسرعان ما أدركت أنهما قد وصلا إلى البوابة الداخلية لقصر كوتشكي. نزل السائق وفتح الباب لسيده ثم إنه التف حول السيارة كي يفتح بابها. كان آيزن قد وقف ينتظرها وقدم لها مرفقه كي تتأبطه، ففعلت. قبضت سيرينا على ردائها ورفعته قليلًا عن الأرض كي لا يبتل بالماء قبل أن يخطوا بتؤدة إلى داخل القصر حيث أرشدهما خادم إلى الغرفة التي أقيم بها العزاء. كان قلبها يتسارع مع كل خطوة تقترب فيها من القاعة إلى أن هبط إلى أخمص قدميها عندما دخلا وحطت عيناها على روكيا وبجانبها إيتشيغو والآخرين، فضغطت سيرينا ذراع آيزن. رمقها الأخير بطرف عينيه ودنا من أذنها كي يهمس شيئًا لكن خادمًا آخرًا قاطعه: "آيزن-ساما... يود بياكويا-ساما رؤيتك في الغرفة الخاصة."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سرابٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن