الفَصلُ الثَّالِثُ

508 24 0
                                    

حبًّا لمادرَي يا پادرَي! أرجوكَ لا تجعلني أقوم بهذا!

[مادري/ madre: أمي،  پادري/padre: أبي.]

سِي مَي فيغَّا.

[أنتِ ابنتي.]

سوريلَّا.

الدُّونَّا موزَيتِّي.

ستفعلينها من أجل عائلتنا.

برنسيپَيشَّا موزَيتِّي.

ابنة القيصر.

ليس لديَّ ما أخسره.

يوه!

فراولة-سان.

حبيبتي.

سوسكي!

انفرجت عيناها تفتح إذ بها تستيقظ بشهقة عالية وهي ترتعد جالسة. تسمَّرت فورًا بسبب الألم في رأسها الذي كاد يفلقه إلى نصفين. أنَّت بخفوت وهي تحتضن رأسها بين يديها، فوجدت نفسها في فراش وثير، وبين أغطية حريريَّة داكنة اللَّون. أغلقت عينيها وفركتهما. لابدَّ وأنَّ الكابوس قد أثقل رأسها بشدَّة، فقد كان حقيقيًّا لدرجة مرعبة. متثائبة، فتحت سيرينا عينيها بشكل كامل الآن، لتجفل إثر الألم الحاد المفاجئ في كتفها، فمسَّدته برقَّة وهي تنظر أنحاء الغرفة بعد أن توضَّحت رؤيتها كاملة.

دهمها الأمر أخيرًا، لتسأل قائلة: "أين أنا؟"

لم تكن غرفتها المليئة بصورها هي وأصدقائها، وملصقات أفلامها المفضَّلة.

"صباح الخير، سيرينا."

دار رأسها بحركة حادَّة لصوت الآتي لتراه يسير نحوها متهاديًا حتَّى جلس على حافَّة السَّرير، فابتعدت عنه متحاشية قربه، وقد أدركت حقيقة أنَّ الحلم لم يكن حلمًا، وإنَّما واقع لا مفرَّ منه.

"أين أنا؟" كانت نبرتها جافَّة.

"همم، لا صباح الخير إذن؟" طقطق بلسانه على نحو هازئ قبل أن يردف: "إجابة على سؤالكِ نحن الآن في منزلي." نظرت مرَّة أخرى إلى الغرفة، فلم تجدها أحد غرف الپنتهاوس خاصَّته الذي اعتادا أن يقضيا وقتهما فيه، فخمَّنت أنَّه عقارٌ آخرٌ.

لم تنظر إليه وهي تخبره: "لا أريد محادثتكَ فابتعد عنِّي."

تنهّد قائلًا: "يا للقسوة..."

زرَّت عينيها صوبه وقد أزعجتها -على غير العادة- زقزقة العصافير في الخارج. "هل أنتَ مع الياكُزا، سوسكي؟" لم تعرف لماذا سألت سؤالًا غبيًّا كهذا، ولكنَّها تعلَّقت بخيط الأمل بأن تكون فهمت ما قيل البارحة خطأً.

سرابٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن