تآلفتْ أرواحُ النباتاتِ وتناسقتْ بزهو، منتظمةً بينَ ثنايا المباركاتِ والترحيب، عُلّقتْ أطرافُ الأزهارِ في الأركانِ وغطى الأفق حمرةُ الغسق.
اجتمعنَا اليومَ مُعلنين أسماءَ من كتَب أجملَ الخواطر، ومن كان في بالهِ حروفٌ تناسقت بكمالٍ كما تناسجت حُمرةُ الغسقِ بالأفق.
كلماتٌ كان لهَا تأثيرٌ ساحرٌ وسط النفوس؛ بسببِ ترابطِ فكرتها وتلاحمِ مبناها.ففائزتنا بالمركزِ الثالثِ هي hielo_01 بخاطرتها «حمامَةٌ».
مباركٌ لكِ فوزكِ، ودامَ قلمكِ نابضًا.أمّا عن نقدِ خاطرتكِ فها هو:
نقد - حمامة.
يُقال أنّ الأفكار تصنع الثّورة، وأنّها خالدة لا تموت، فلو أنّها كانت فاسدة فهل هذا سبب تداعي الكون اليوم؟
شملت الفكرة الرّئيسة لهذه الخاطرة دعوة الكاتبة إلى التحرّر من التّقاليد القديمة والأفكار البالية وسعيها لنيل الحريّة، ولعلّها فكرة شبه منتشرة في أدب الخواطر عدا أنّ طريقة عرض الكاتبة لها منحها شيئًا من التميّز، فابتدعت بذلك عن المُبتذل والمُعتاد بقليل رغم أنّه كان بمقدورها ابتكار قالب جديد لهذه الفكرة وتخلّيها عن رمز الحمامة الذي عادةً ما يقترن بكلّ حديث عن الحريّة، فلو أنّها جعلت الفكرة مُبطّنة بحيث تتحدّث عن صراع داخليّ مثلًا بين نفسين تعيشان داخل شخص واحد، أحدهما يشير للقديم والأخرى للجديد مع إبرازها للوعي الغائب وطريقة كلّ منهما في انتهاج الحريّة لكان هذا ليكون مميّزًا، عدا أنّ الخاطرة لا تزال تتّسم بتلك الجاذبيّة الغامضة، فكان هذا اقتراحًا موضوعيًّا.أن التحمت هذه الرّئيسية بفكرة ثانوية شملت الحريات الزّائفة التي يؤمن أصحابها أنّها الحريّة المرجوّة وكانت الكاتبة لهذا معارضة، ارتباط ملحميّ شديد جمع بين أطراف قضيّة واحدة تجسّد مفهوم الحريّة وتأثير الفكر البشريّ على القيود المفروضة تحت ظلّ التكامل المنطقيّ وردّ فعل الإنسان المتخبّط على كلّ سجن وقضبان تحاول قمعه، ثمّ انجرافه خلف ما لا يكاد يكون تحرّرًا مطلقًا.
فإنّها كانت مُستنبطةً مباشرةً من الواقع الأليم الذي يجسّد أشكال التحرّر الزّائفة الفاسدة فاتّسمت الخاطرة على إثر ذلك بواقعيّة حادّة ومنطق مُلفت مع عرض مباشر لأحد مقتطفات حياة القارئ اليوميّة التي يشهد عليها كلّ يوم، ربّما بشكل سطحيّ، لقد سلّطت الكاتبة الضّوء على ذلك فكانت هذه شجاعةً منها.
أنت تقرأ
ببالي خاطرة
Poetryتراودنا هواجس كثيرة، وتخاطرنا أفكارٌ مبعثرة، مشاعر تختلجنا وقضايا نحب أن نحكي عنها، فكيف السبيل للتعبير إن لم تكن كلماتنا؟ هل أردت يومًا أن تكتب خاطرة ولم تدرِ كيف؟ في جلسةٍ وقورة تلتحم فيها نغمات الغرامافون مع عبير رائحة القهوة، حيث الجد يجلس على ك...