نفسي اموت اوي 💔
ج / جاهز للموت الآن؟ بعد ساعة؟
كل يوم تعيشه هو فرصة لك لتستزيد من الصالحات، أو تتوب من السيئات، لتترقي في مدارج الكمال، أو ترتقي عن دركات النقص والخسران، لتزداد طيبا ونقاء وطهرا، لتزداد معرفة لله وحبا وخضوعا وذلا وذِكرا وركوعا وسجودا .. فلماذا تريد تفويت تلك الفرص؟
أما الموت فإنه آتيك لا محالة، وقد يكون أقرب إليك مما تتخيل، لكن لا تنس أن الموت ليس هو العدم، الموت بداية جديدة لتحصد ما زرعت، محفوفا بفضل الله وكرمه ولطفه إن منحك العفو والنجاة ونعيم الأبد.
الحياة آلامها كثيرة، ودواء الألم الصبر واحتساب الأجر والسعي لرفع الألم أخذا بالأسباب ومدافَعة لأقدار الله بأقدار الله، مستعينا بالله، طالبا منه بذل وخضوع أن يمنحك العفو والعافية، فإنه غني حميد، وما ابتلاك إلا لحكمة، حالك لا تخفى عليه بكل تفاصيلها، وأنت في موضع اختبار، فاسلك سبيل النجاة تفلح.
أقبِل على الله، وعلى كتابه، وارفع يديك في الأسحار واطلب ما شئت، وغيِّر نُظُم حياتك التي أورثتك البؤس والألم، تنَفس هواء الأسحار مخلوطا بتسبيح الواحد القهار، صلِّ مع المسلمين في المساجد، واركع مع الراكعين، املأ وقتك بما ينفعك في دينك أو دنياك، وارجُ رحمة الله وفضله.
حُفَّت الجنة بالمكاره، ومع أول غمسة يتلاشى كل ألم وبؤس كان في الدنيا كأنه ما كان، كأنك ما رأيت بؤسا قط، وتذهب أيام الألم، ويبقى لك سرور الأبد، إن أنت نجحت في الاختبار وكنت عبدا لله حقا على الوجه الذي يحب في حالة البأساء والضراء.
يا نفسُ ما هو إلا صبر أيامِ = كأنَّ مُدتها أضغاث أحلامِ.
يا نفسُ جوزي عن الدنيا مبادرةً = وخَلِّ عنها فإنَّ العَيش قُدَّامِ.
الشيخ القاسم الأزهري
