بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءة تلهيك عن الصلاة
الفصل الثالث عشر
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
في المساء
جلست "تياما" على الفراش تفكر في ما حدث في اليوم السابق وما فعله "بدري" معها ،شعرت بالوحدة الشديدة فلا يوجد لديها من تلتجأ اليه ليحميها من بطش شقيقها حتى والدها لم تعد تثق به فقد تركه يصفعها سابقاً دون ان يحرك له جفن ،سمعت صوت "سماح" خارج غرفتها فتمددت سريعاً على الفراش لتتظاهر بالنوم وهي تسمع باب الغرفة يفتح وظلت كذلك للحظات حتى تأكدت من خروج "سماح" من الغرفة عندما سمعت صوت الباب يغلق مرة اخرى ففتحت عيناها مرة اخرى وجلست تفكر في ما ستفعله ،نظرت بطرف عيناها الى حقيبتها الشخصية وهبطت من الفراش لتتجه اليها مسرعة لترى متعلقاتها الشخصية ولكنها ذهلت عندما لم تجد بطاقتها الشخصية او حتى جواز السفر الخاص بها فلا توجد في حقيبتها اي اوراق تثبت هويتها فعلمت ان احد ما قد اخذهم من حقيبتها وللحظات فكرت ان احدى الفتيات هي من فعلت ذلك ولكنها لا تتذكر اخر كرة رأت اوراقها الشخصية فمن الممكن ان يكون "بدري" هو من اخذها عندما كانت تقطن معه في نفس المنزل اخذت هاتفها من على المنضدة المجاورة للفراش لتهاتف انجيليكا صديقتها لتخبرها بما حدث ولكن صديقتها لم تجب على الهاتف فتنهدت بأحباط وهي تتمدد مرة اخرى على الفراش وتفكر في ما ستفعله فلن تبقى هنا وستعود الى بلادها ولكن كيف ستفعل ذلك وهي لا تحمل اي اثبات شخصية يثبت هويتها ،اخذت تنظر الى سقف الغرفة حتى هدأ الاصوات الاتية من الخارج فنظرت الى ساعة هاتفها فوجدتها الواحدة بعد منتصف الليل فهبطت من على الفراش ببطء لتخرج الى خارج الملحق وما ان اصبحت في الحديقة حتى اخذت تتنفس بعمق فقد اصبحت تشعر ان وجودها هنا يشعرها بالاختناق ،التفتت فزعة عندما سمعت صوت خلفها فأخر ما تحتاجه الان هو الالتقاء بشقيقها ولكنها وجدت ان "دياب" هو من يقترب منها بينما عيناه لا تفارق وجهها وما ان وقف امامها حتى قال باللغة الانجليزيةلقد رأيتك من نافذة غرفتي فأتيت لاطمئن عليك ،كيف حالك الان؟
تياما: انا بخير
دياب: انا اسف على ما حدث معك واعدك انني لن اترك بدري يعاملك بتلك الطريقة مرة اخرى
تياما: لا تعد بما لن تستطع فعله دياب ،انت تعلم جيداً ان بدري لن يوقفه احد فحتى عثمان يوافقه على ما يفعله
دياب: من قال لك ذلك ،انتي لا تعلمين ما فعله عمي مع بدري بسبب احتجازه لك في غرفة المخزن
تياما: لا اعلم ولا اهتم ،انا فقط اريد الرحيل من هنا ولا احد منهم يسمح لي بذلك ولقد اكتشفت للتو ان اوراقي الشخصية ليست بحوزتي فيبدوا انهم قد اخذوها ليجبروني على البقاء
دياب: ولماذا تريدين الرحيل؟ ،هل تشعرين بالملل هنا ؟
تياما: لا ،انا فقط لا احب ان اجبر على شيء ،لقد اتيت الى هنا عندما وعدني عثمان بأن يتركني اعود عندما اريد ولكنه اخلف بوعده لي ويبقيني هنا رغماً عنينظر "دياب" الى "تياما" التي كانت شاحبة للغاية حتى شعرها الاشقر كان يبدوا عليه المرض فلم يعد متوهجاً كما كان وكأنه حزين على ما يحدث لصاحبته فتنهد وهو يقول بصدق