الفصل 18

53 2 0
                                    

يجب علي التحرك و النهوض الان من السرير او ساستلم لدفء هاته الذراعين مجددا، لكن هيهات انها تحاصرني كقفص يحتجز عصفورا. حاولت بشتى الطرق الأخرى لكن دون جدوى فصار املي الاخير هو ايقاظ سبب هذه المشكلة ليتحمل المسؤولية لكن سباته ثقيل!
امل: حسام، حساااام.
دون جدوى، طوق ذراعيه حولي اكثر، و غرس رأسه في رقبتي
حسام: دعني أنام اكثر جدي، ارجوك. ان وسادتي مريحة جدا.
وسادة جنازتك !!! هو لن يستيقظ ما لم يتلقى صفعة على وجهه! بينما انا لا ازال افكر اذ بهاتفي يرن، حاولت الوصول إليه لكنني لم أستطيع، سمعت حسام يتذمر بكلمات غير مفهومة، و القى يده التي وصلت بكل سهولة للهاتف و اجاب عليه دون تردد
حسام بصوت ناعس: من معي؟
انت لن تعرف من حتى لو اخبرك الشخص، لأن هذا هاتفي!
حسام: اهلا؟ هلو؟ مرحبا؟
نزعت الهاتف من يده ما ادى لمفاجأته: مرحبا الدكتورة امل تتحدث
امير: مرحبا بك، لوهلة ظننت انك تحولت لرجل.
كان غاضبا احسست بذلك، حسام كان يراقبني بصمت و في عينيه نظرة ندم لكن ابتسامته الجانبية كانت دليلا أنه يستمتع بهذا الموقف. اخذ يدي الحرة و قام بعض اصبعي
امل: اوو، هذا مؤلم ايها الخبيث
امير: ماذا يحدث عندك؟
امل: لا، لا شيء سآتي للمشفى لاحقا، باي!
اقفلت الهاتف قبل أن اسمع رده، و استدرت لذلك الوحش اللطيف بجابي، رفعت حاجبي في تساؤل و وخزت خده
امل: هل ستفسر ام اضربك بكف على خدك الجميل لتستيقظ؟
اخذ يدي التي تخز في خده و قبلها ثم ابتسم: لم اكن مستيقظا كليا~ ستسامحينني لأن قلبك كبير يا اميرتي
مجددا مع هذا اللقب، أنه يزعجني بطريقة او بأخرى!
سحبت يدي و دفعته بعيدا، و نهضت من السرير متجهة الحمام و قبل أن ادخله استدرت لأرميه بكلماتي: غرفة الضيوف آخر الرواق إستعمل الحمام فيها و لا تزعجني.
اغلقت الباب بقوة مظهرة غضبي الطفولي منه قابله هو بضحكات كانت مدوية في الغرفة.
على كل انهيت تحظير نفسي بارتداء ثوب طويل ورديا رافقته بسترة خفيفة بيضاء و حذاء دون كعب و حقيبة بيضاء ايضا، فردت شعري القصير و اتجهت الى الطابق الأرضي انتظر حسام لنذهب انا و هو الى مقهى الجد لتناول الفطور بصحبته، و لدهشتي وجدته ينتظرني بالفعل امام الباب.
حسام: أخيرا انارت الشمس هذا المكان المظلم، و اشار الى قلبه بحركة درامية.
اتجهت نحوه مستسلمة: كان يجب ان تعمل في المسرح ايها الممثل الفاشل
حسام بحزن مصطنع: لهذا لم اجرئ، فكما قلت انا ممثل فاشل و قناص ممتاز.
هل هي انا ام ان لهذه الجملة معنى أخر؟ على كل تجاهلته و اتجهت لسيارتي.
حسام: هل ستقود الاميرة؟
امل بخبث: انا ملك الموت سأقودك لحياتك الأخرى
ركب بجانبي في السيارة و اعتلت وجهه ابتسامة مستفزة: اذا كان ملاكي بجمالك فلن أتذمر و ساتبعك حتى الى الجحيم.
شغلت السيارة و قدت بسرعة فائقة جعلته ينفجر ضاحكا و يفتح شباك السيارة ليصرخ.
امل: بدأت تخاف؟
حسام: الان بدأت المتعة الحقيقية يا عزيزتي!
ضحكت على حماسه الطفولي، و خففت السرعة ما جعله يعبس و ينظر لي بعينا كلب حزين
امل: لست من ستُسحب رخصته ايها الرائد. غمزت و اكملت القيادة حتى وصلنا الى المقهى. نزلت متوجهة للداخل بينما حسام باقي يتحدث في الهاتف مع مجهول و كانت تعابير الجدية بادية على وجه على غير العادة.
الجد: أهلا، كيف حالك؟
امل: بخير، ماذا عنك؟
الجد: حالي حال عجوز في 80 بالطبع.
لم اكن انتبه لحديث الجد لان عيني كانت تبحث عن حسام.
الجد: لا تقلقي سيخبرك بكل شيء اذا سألتي
امل: هاه؟ أنه.. لا لست قلقة. ضحكت باحراج
الجد: اجل بالطبع يا صغيرتي.
اغغ كم أكره عندما يدعي الجهل و هو يعلم كل شيء.
بعد مدة دخل حسام و لا تزال ملامحه جدية و ما إن رآني حتى تغيرت إلى ابتسامة جميلة.
حسام بحزن مصطنع: لقد خنتني مع جدي يا أمل؟! قلبي انفطر~
امل و هي ترتشف قهوتها: لو كانت هناك جائزة ملكة الدراما لربحتها دون منازع. ابتسم لي ثم نقر جبهتي باصبعه.
امل: اووو هذا مؤلم!
جلس حسام بجانبي و صب لنفسه كوب قهوة كبيرا على غير العادة و اخذ يشربه و هو شارد الذهن.
لم أستطيع استجماع شجاعتي لسؤاله و لم أستطيع نسيان الامر، فاخذت اشرب قهوتي انا الأخرى بهدوء الى ان تذكرت بأنه لدي موعد مع امين المكتبة لأنه وصلت شحنة كتب جديدة يريدني ان آخذ ما يعجبني منها!
أمل: حسام آسفة يجب علي التوجه الى المكتبة قبل الذهاب للمشفى، سأعتذر عن مرافقتك لي، الى اللقاء.
خرجت مسرعة دون انتظار رده لأنني احسست بأن لديه بالفعل شيئا مهما آخر.
وصلت للمكتبة في الوقت المناسب، أخذت الكتب التي أردتها، كلها كتب جيدة لكن استهواني كتاب عن الطب و رواية رومنسية تدعى "الانتقام الحلو" ربما احببت كلمة انتقام فقط.
اتجهت بعدها للعمل، و بينما انا اقوم بركن سيارتي رأيت سوزي تنزل من سيارة أمير و ينزل هو وراءها و علامات الانزعاج بادية عليه، ليس كأنني أهتم حقا فأنا و هو قطعنا علاقتنا بالفعل.
نزلت من السيارة و اتجهت الداخل لبدأ عملي، و قد كان يوم عمل مجهد خاصة في الصباح!
في استراحة الغداء اتجهت الى السطح كعادتي لآكل، اذ بي اتفاجأ بدخول أمير كالعادة دون استئذان.
امل: أظن أن مخترع الأبواب يبكي في قبره لأن ليس لها أهمية في وقتنا.
تقدم نحوي في غرور كعادته و جلس بجانبي صامتا.
بحق السماء ماذا يريد؟ يأتي ثم يجلس دون حديث، على كل تجاهلته و اكملت طعامي لكنه لم ينظر لي قط و لا حتى مرة واحدة .
أمير: من كان؟
امل باستغراب: أبحث في النت ستجد من اخترعه.
نظر لي بابتسامة تخفي وراءها غضبا كبيرا و وضع يده على يدي و سحبني نحوه حتى صرت اسيرة ذراعيه.
أمل: هاي، ماذا تفعل؟!
أمير: دعينا لا نلعب تلك اللعبة أمل، أنا أتحدث بكل هدوء و احترام الآن و هذا يستهلك تقريبا كل طاقتي.
أنا اعلم تحديدا عمن يتكلم و لا أريد أن اجاوب لسبب حتى أنا لا اعلمه، لكنني اعلم انني اذا نطقت الاسم ستحدث مصيبة
أمل ببراءة: أمم هذا جيد أن تتحكم بأعصابك لكنني لست السبب حقا، لما لا تسأل سوزي لأنها قدمت معك و أظن بقوة انها سبب انزعاجك.
نظر لي باستغراب: هل رأيتنا؟
أمل: اه أجل هذا الصباح، و كنت تبدو منزعجا لذا لم ارد القدوم و الحديث لأنك كنت تبدو على وشك الانفجار.
أمير متمتما: اذا كان كلامها صحيحا...
أمل: هاه؟ هل قلت شيئا؟ لم اسمعك
أمير: لا شيء مهم، و كفي عن محاولة تغيير الموضوع لأنها تقنيا لم تكن السبب بل كانت من اشار للسبب.
لم أعرف كيف اتهرب من السؤال لكن الحمد لله دق هاتفي معلنا عن نهاية استراحتي، دفعته بعيدا و كلي سعادة.
أمل: الواجب ينادي ايها المدير! غمزت و جربت باتجاه الباب كيلا يمسكني من جديد.
أمير: لن تهربي للأبد أمل!
_______________________________________
آسفة على الانقطاع🥺👈👉

عندما ينبض القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن