الفصل 19

54 3 2
                                    

ركضت هربا من ذاك الوحش الذي يترصد لي، و لأول مرة فرحت لرنين هاتفي و انتهاء فترة الإستراحة، على كل انهيت اليوم على خير و بقي الاشكال كيف يمكنني العود للمنزل دون ان يراني أمير؟ و بينما انا غارقة في محيط افكاري انتبهت لكون أحد يتحدث معي.
ندى: طبيبة أمل المدير يرغب بمقابلتك.
في تلك اللحظة احسست و كأنه افرغ علي احدهم دلو ماء بارد، حاولت الحفاظ على وجهي الخالي من المشاعر كالعادة و لكنني لم استطع.
ندى: هل انت بخير؟
أمل: اه.. اجل بالطبع سأذهب.
انا بالتأكيد لن اذهب!!! جمعت اغراضي بسرعة و غادرت راكضة باتجاه سيارتي... كنت قريبة جدا لكني احسست بيد تسحبني و تسد فمي كي لا اصرخ!
أمل: امممم!!!
أمير: انا حقا احببت كيف ظننت انك ستهربين مني بهذه السهولة.
عندما عرفت أنه أمير، اطمأننت قليلا لكنني تذكرت ما يحاول استجوابي بشأنه و توترت مرة أخرى.
أمير: انا انسان لطيف لن اسألك بشأن ما حدث صباحا لكنكي ستأتين لتناول العشاء برفقتي و لا أقبل الرفض.
عشاء؟! هذا إختطاف!! لكن بما أنه لن يسألني بشأن ذلك فلا ضير من المحاولة.
أمل: امممم.
أمير: تحدثي بكلمات مفهومة
كيف يريد مني الحديث و هو يسد فمي؟!!! نظرت له بغضب مشيرة ليده، ما إن انتبه حتى نزع يده.
أمير: آسف.
تنهدت باستسلام: حسنا سأرافقك لكن ان حاولت اختطافي مجددا فلا اضمن لك ان تعود بكلتا يديك سليمتين.
دفعته بعيدا: اذا أين المكان؟
أمير: لقد حجزت في مطعم *****
أمل: هل تملك مصرفا كبيرا؟ ام سرقت واحدا؟
أمير: بيت الاسد لا يخلو من العظام. غمز عندما أنهى جملته ما جعلني أرغب في صفعه بقوة
أمل: مقرف~ لكن انها 5 فقط، لا يزال الوقت مبكرا على العشاء الا تظن ذلك؟
أمير: اعلم، سنذهب لمكان آخر قبل ذلك؟
أمل: أين؟
أمير و هو يسحبني لسيارته: مفاجأة
أمل: الا تحاول اختطافي؟ لحظة سيارتي!
توقف فجأة ما ادى لاصطدامي به و استدرار لمواجهتي و كان قريبا جدا: لو كنت أستطيع اختطافك لفعلت منذ قرون، اما سيارتك يمكنك قيادتها عندما تكونين عائدة للبيت غدا.
اكمل سيره ساحبا اياي وراءه.
أمل: لكن كيف يمكنني القدوم للمشفى اذا؟
توقف مجددا و استدار و  كانت عيناه مظلمة فيها شعلة جذابة: كلمة اخرى و سأقوم باغلاق فمك بطريقتي.
لم استطع الحديث ليس لأنني خائفة بل كنت مترقبة لكنني كنت مأسورة اكثر بعينيه الجميلة التي تبدو حمراء لانعكاس غروب الشمس عليها.
ابتسم ابتسامة جانبية مستفزة: تعجبينني عندما تكونين مطيعة~
تكمل السير حتى وصلنا الى سيارته ففتح لي الباب لاركب و ركب هو الى مكانه "المفاجئ"، لم يتحدث احد كل ذلك الوقت بل كان صوت الموسيقى الهادئة يتحدث ليغرق كل منا في عالمه الخاص، رغم ان الصمت كان سيد المكان لكن كان هذا مريحا تماما كتلك المرة على السطح، كنا نسترق النظر لبعضنا من خلال انعكاسنا على زجاج نافذتي، التقت اعيننا الكثير من المرات لكنني لم أكره ذلك بل كنت أريد ذلك على نحو غريب.
توقفت السيارة لتعلن انتهاء مهلة تلك التعويذة الساحرة، ارتجل من السيارة و فتح لي الباب نزلت و اتبعته في صمت من خلال الاشجار الكثيفة التي انتهت فجأة و اتفجأ بمنظر شمس الغروب تودع المدينة و تغلفها باشعتها البرتقالية الحمراء و دفئها، تمنيت لو استمرت تلك اللحظات للأبد فجأة انتبهت للشخص الواقف امامي و ينظر لي بنظرة اعحاب كأنني انا تلك الشمس التي تغرب، ابتسم بلطف ما جعلني أظن لوهلة أنه حقا اجمل من ذلك المنظر.
أمير: اعجبتك المفجأة؟
استغرقت مدة لاستوعب السؤال و اصيغ الإجابة لأنني كنت محتجزة في قفص تلك العيون.
أمل: أجل جميل جدا
اشحت نظري بصعوبة من عليه لأركزه من جديد على تلك اللوحة بينما ذلك النسيم يلاعب شعري و ثيابي لكنني متأكدة ان نظره لا يزال علي ما جعل قلبي يرقص داخلي بلطف و دفء غريب يغلفني.
لم احس بمرور الوقت لكنه اخبرني بانه يجب علينا التوجه للمطعم او سوف نتأخر، اومأت و تبعته في صمت مجددا للسيارة و كنت حريصة لحفظ الموقع على هاتفي لأنني متأكدة انني سوف اعود دون ادنى شك لهنا.
ركبنا في السيارة و انطلق مجددا.
أمير: هل انت حقا خائفة من تهديدي؟
أمل: بالطبع لا لكنني احب هذا الصمت المريح الذي بيننا، انت تعرف بالفعل انني لست من النوع الذي يتحدث كثيرا.
أمير: حقا؟~
أمل: لقد كنت استفسر عن معلومات مهمة!
انفجر بالضحك و تبعته انا لكون ضحكته معدية.
أمل: لكن حقا كيف اكتشفت ذلك المكان؟
أمير: كنت في 7 من عمري عندما وجدته، قبل انتقالي للخارج اعتدت العيش هنا و في يوم تشاجرت مع عائلتي و هربت من البيت و عثرت على هذا المكان.
أمل: انت تبدو من النوع الذي سيهرب من المنزل لذلك السبب حقا، لكن ماذا فعلت بعد ذلك؟
أمير: لا اتذكر حقا لكنني ألتقيت بفتاة، رغم انها لم تكن تعرفني و نحن لم نقل لبعضنا اسماءنا حتى لكنها احتضنتني بلطف و قالت لي: قسوة الوالدين من مظاهر الحب، و مسحت دموعي المنهمرة و لم تتركني حتى وعدتها انني ساعود للبيت.
أمل: هذا لطيف حقا.
أمير: بالطبع، لقد كانت اول و آخر حب لي.
تفجأت من ذلك لأنه بالنسبة لي كلمة اول حب تجلب ذكرياتي المظلمة.
أمل: لا أصدق انك وقعت في الحب مرة واحدة فقط
أمير: قلبي ليس فندقا يا آنسة أمل.
أمل: واضح جدا هههه
أمير: و ماذا عنك؟ متى كان حبك الأول؟
ارتبكت و لم أعرف بماذا اجيب، لم ارد الكذب و لم ارد قول الحقيقة، لأن الاعتراف بذلك بلساني سيؤلم كأول مرة بالتأكيد.
أمير: لا تجيبي اذا كان غير مريح، فبعض القصص تكون أفضل اذا بقيت غير مروية و مدفونة في اعماقنا.
ابتسمت بحزن و لكنني كنت سعيدة لتفهمه وضعي.
أمل: شكرا... اذا هل اخبرتها؟
أمير: التقيتها مرة واحدة كيف تريدين مني اخبارها و انا حتى لا اتذكر شكلها و لا اعرف اسمها؟
أمل: قصة حبك حزينة
أمير: لماذا احس بأنك تستهزئين بي؟
أمل ضاحكة: لأنني كذلك.
اكملنا الحديث و الضحك حتى وصلنا للمطعم.
أمير: لدينا حجز باسم أمير و أمل.
الشاب: اه اجل، غرفة خاصة، تفضل معي سيد أمير من هنا.
تبعنا الشاب الذي اخذنا الى غرفة خاصة تتوسطها طاولة كبيرة فخمة عليها شمعدان اسود جميل و جدرانها ذهبية بنافذة كبيرة تطل على المدينة
أمل: يبدو انك معتاد على اخذ النساء للمطاعم.
أمير: كنت مشهورا جدا قبل أن اتي لهنا، كل يوم فتاة جديدة
أمل: لكن لا تزال مشهورا جدا هنا ايضا.
أمير: ما فائدة ذلك اذا كانت الفتاة التي اريدها تريدني كصديق؟
أمل: ساتجاهل هذه الجملة لأنها لا تليق بمستوى غزلك المعتاد
اتى النادل و معه قائمة الطعام فبدأنا بالاختيار.
_______________________________________
نلتقي في فصل جديد المرة القادمة

عندما ينبض القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن