الفصل 6

74 6 2
                                    

في بعض الاحيان، نتعرض لصدمات في حياتنا تغيرنا، تعلمنا دروسا، لكن اي دروس؟ دروس مؤلمة، قاسية، مخيفة. بالنسبة لي لقد تعرضت لمثل هذه الدروس و هي ما جعلتني هكذا، و باجتماعي بحسام اليوم تذكرت اقسى درس تعلمته في حياتي: الا اثق بالناس و خاصة الرجال.
ارتميت فوق سريري متعبة، مرهقة، غاضبة.
تمنيت لو لم اذهب اليوم الى المكتبة و لم التقي به، لو انني فقط عدت للبيت لما عانيت كل هذا، كل مرة يفتح فيها ذاك الجرح اعجز عن غلقه.
اغلقت عيني و استسلمت للنوم.
نهضت لاجدها الساعة 4 صباحا، تذكرت ما حدث الليلة الفائتة، انه ككل مرة، كلما تذكرت ذاك الحادث انزعج و يتغير مزاجي.
استحممت و غيرت ثيابي، ارتديت سروال جينز ضيق و قميصا ابيض كلاسيكي رافقته بكعب عالي اسود و فردت شعري على غير العادة، تناولت فطوري ثم ذهبت للعمل.
عندما وصلت كان الجميع يحدق بي، اعلم انا جميلة خاصة عندما افرد شعري.
اخر شخص اردت رؤيته امامي، امير. حسنا بهدوء سانسحب كانني لم اراه.
امير: امل
حسنا كنت اتوقع هذا، لا يعقل ان يفوت فرصة اغاضتي ابدا، او العبث معي. حسنا كوني عملية، جريئة.
استدرت ناحيته و تقدمت
امل: اجل؟
انه يتفحصني من رأسي الى اخمص قدمي بتلك النظرات القذرة، انا اكره هذا لكن ماذا افعل؟ انه رئيسي
امير: تبدين…
قاطعته، لم اكن اريده ان يقولها هو، يجعلني اشعر بالاشمئزاز
امل: جميلة؟ مثيرة؟ اعلم، اذا كنت لا تملك شيء اخر لتقوله اعذرني
غادرت دون سماع رده، كانه يعني لي شيئا حتى، مثير للشفقة.
انقضى اليوم بهدوء، عالجت جميع مرضاي و انهيت عملي.
توجهت خارجة من الباب حتى اجد امير ينتظر امام الباب، ينظر الي
امير: اخيرا اتيت
انت تعلم انني انهي عملي الان صحيح؟ و لماذا تنتظرني اساسا، اغرب عن وجهي
تجاهلته و مررت امامه دون ان احدق به، امسكني من يدي و جررني بعيدا، حاولت التحرر لكنه لم يدعني، انه قوي، حاصرني امام باب سيارته
امير بقلق: متى تكفين عن تجاهل الناس؟
اوه، انه منزعج جدا، لكنه ليس خطئي، اخبرته مرارا ان يبتعد عني، لكنه مثل الغراء
امير: تحدثي! كفي عن الصمت و التحدث مع نفسك
كيف علم انني اتحدث مع نفسي؟ هل يعلم انني اشتمه ايضا؟
رفعت احدى حاجبي بتحد: اجبرني
ابتسم ابتسامة ساخرة ثم نظر لي بجد
امير: لما تنظرين لجميع الناس بدونية؟
لست مجبرة على اخباره اي شيء، لكنني اريد اخباره فجاة. لكن لا استطيع، لقد عاهدت نفسي الا ابوح لرجل باسراري.
امل: انت تدرك انني لست مجبرة على اخبارك
امير: لكنك تريدين
كيف..؟ كيف علم بذلك؟
امل: انت تحب نفسك كثيرا صحيح؟
امير: اجل، من لا يحب نفسه؟
يتذاكى، نرجسي احمق
امل: ابتعد
امير: لم تحزري، اجيبي على سؤالي و سابتعد
لا اصدق انه يهددني، لكن ان كان سيلعب هذه اللعبة، سالعبها ايضا.
احطت عنقه بذراعي و همست في اذنه: ليس لدي مشكل في البقاء هكذا ابدا.
لقد تفاجأ و تراجع قليلا ليبتعد عني، انه لطيف على نحو غير متوقع
امير: لم اتوقع انك جريئة لهذه الدرجة
انت لا تعلم شيئا عني يا صغيري
امل: استطيع ان اتجرأ اكثر من هذا بكثير، لذا ابتعد عن طريقي.
تقدم مني مجددا بابتسامة مثيرة: اريد رؤية جرأتك كلها.
و كانني سأريك دون مقابل، رجل اخرق
امير: دعينا نلعب لعبة
رفعت حاجبي متسائلة اي لعبة يتحدث عنها هذا الرجل
امير: واعديني
اوه، فقد عقله، يريد ان اواعده، اعني انا، امل، اواعد هذا الرجل هنا؟ مستحيل!
امير: لمدة ثلاثة اشهر فقط، لانني ساغادر هذا المشفى خلال ثلاثة اشهر، ساجعلك فيها تقعين في حبي.
جن هذا الرجل! لما سالعب معه هذه اللعبة؟ لما اريد اساسا الوقوع في حبه؟!
امل: ماذا استفيد من لعب هذه اللعبة؟
امير: اذا لعبتي معي سواء وقعتي في حبي ام لا سامنحك هذا المشفى
يمنحني المشفى؟! هل جن؟ انه يمزح اكيد
امل: كف عن المزاح و ابتعد عن طريقي
امير: انا لا امزح، انت اكثر سخص اثق انه سينقذ هذا المشفى و لقد تحدثت بالفعل مع عمي و هو لا يملك مشكلة، كما انني لا اريد البقاء هنا بكل الاحوال لذا فكرت في جعل هذه الاشهر مثيرة قليلا
اوه، هكذا اذا، اقنعني
امل: موافقة
ابتسم بخبث و نظر الي بتحد: متشوق لقضاء الوقت معك حبيبتي
دفعته بعيدا، لاتوجه لسيارتي و هذه المرة لم يتبعني.
كان ممتعا اللعب معه، انه اول مرة استمتع فيها مع رجل اخر، لكن بما انه من بدا اللعبة فساحرص على انهائها جيدا
___________________________________________________
اوه ماذا سيحصل الان يا ترى؟
امل تواعد الرئيس! خبر سيهدم الدنيا

عندما ينبض القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن