الفصل 14

46 4 1
                                    

نزلت لمساعدة الجد و حسام، وجدتهم قد انهو بالفعل و يجهزون في الطاولة.
اقتربت بهدوء منهما دون ان يلاحظا، و كان اول شخص يستدير اثر اقترابي هو حسام الذي توسعت عينيه بمجرد رؤيتي، تبعه الجد الذي لاحظ اندهاشه و توقفه عن العمل فاستدار اتجاهي، لكنه لم يتفجأ حقا بل لكتفى بالابتسام و الإيماء لي
الجد: امل هيا يا عزيزتي للعشاء
انه حقا ليس عاديا! ساعدتهما بسرعة متساءلة عن سبب سكوت حسام و عدم ابدائه اي رد فعل، هل ابدو غريبة؟ هل قصصت شعري بطريقة خاطئة؟ هل هناك شيء في وجهي؟
قاطع حبل افكاري صوت الجد
الجد: امل كلي لما تحدقين بصحنك بتعبير مكتئب؟
هل كنت افعل ذلك؟
امل: اه حسنا، اسفة شردت قليلا في حبل افكاري.
تناولت الطعام و انا استرق بضع نظرات اتجاه حسام الذي بدى هادئا جدا، هل هناك شيء خاطئ فيّ؟
دفعت تلك الافكار بعيدا و اكملت طعامي بهدوء.
الجد: انا سأذهب للنوم الآن، خذا راحتكما في الحديث.
غمز اتجاه حسام و غادر و الابتسامة تعلو وجهه، ما خطبه؟
و مرة اخرى بقينا وحدنا، و الصمت ثالثنا، هذا غير مريح… يجب ان اقول شيئا، لكنني لا اعلم ماذا يجب ان اقول! اههه سأجن!
و بينما انا في صراع داخلي مع نفسي حول ما يجب ان اقول سمعت صوتا خفيفا، اعادني الى عالم الواقع
حسام: ا.. انت تبدين جميلة.
هاه؟ ماذا يعني؟
لاحظ تعابير التساؤل على وجهي فاكمل.
حسام: لا اعلم لماذا قصصتي شعرك و لن اسألك لماذا، سأنتظر حتى تفتحي قلبك لي و تخبريني بنفسك، لكن اردت اخبارك بانه يبدو جيدا عليك.
ابتسم بلطف في الأخير، و قام بالتربيت على رأسي بهدوء كأنه يحاول مواساتي دون ان يعلم اي شيء، هل ما يزال هناك اشخاص بهذا اللطف في هذا العالم؟
امسكت يده التي يربت بها على رأسي بكلتا يدي و ابتسمت كرد فعل لدفء يديه و خشونتها من التدريب.
امل: اعدك بانني ساخبرك بكل شيء لكن في الوقت المناسب، و اعدك بانني لن افلت او ارفض يد المساعدة و الحب التي دائما ما تمدها لي…
انه حقا لطيف، محب و متفهم.
قمت بالارتماء في حضنه، و حضنته بقوة وسط اندهاشه.
امل: شكرا على كل شيء، شكرا على وجودك بقربي هذه الفترة القصيرة، مع ذلك احس انني اعرفك منذ وقت طويل، كأننا اصدقاء طفولة او شيء كهذا.
فقط وجودك بقربي يمنحني الهدوء و الاستقرار، لذا ساطلب منك ان تبقى دائما ما دمت تستطيع.
لم اسمع اجابة منه لفترة، لكنه اكتفى بضم يديه حولي فقط.
بعد مدة حاولت فصل العناق لكنه لم يتركني.
امل: حسام؟
لم اسمع رده، بل شدد من العناق فقط، ما به يا ترى؟
بعد مدة فصل العناق و امسك وجهي بكلتا يديه و نظر لي بتمعن، ثم ابتسم
حسام: انت لم و لن تتغيري ايتها المشاغبة، لقد اشتقت لك.
هاه؟! ماذا ماذا؟ ما الذي يحدث هنا؟
امل: ماذا تعني؟! و لما انا مشاغبة؟!
ضحك بلطف، و قام بقرص خدي
حسام: لن اخبرك ابدا، ستتذكرين مع الوقت~
امسكت خدي، و ابديت تعابير الانزعاج الذي خذلتها تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجهي
امل: لا تقرص خد احدهم هكذا! و ايضا ماذا ساتذكر؟!
ابتعد عني و اعطاني ظهره، واثقة انه يضحك عليه!
حسام: ذاكرة الذبابة التي لديك تبهرني حقا!
امل: هل اهنتني للتو؟!
استدار و هو يحاول كتم الضحك و تقليد تعابير الدية
حسام: ل…لا~
انه يسخر مني! اخذت الوسادة التي كانت في الكنبة و رميتها عليه.
حسام: هل تعلنين الحرب علي ايتها الطبية امل؟!
ركضت اتجاه الفناء و انا اردد
امل ضاحكة: اجل ايها الرائد حسام، جهز جنودك!!
ركض ورائي، امضينا فترة في اللعب الى ان امسكني و حملني الى الداخل على كتفه.
حسام: ستمرض الاميرة اذا لعبت في الخارج اكثر
امل بانزعاج: ليس عدلا! لما انت سريع جدا؟!
حسام: ربما لانني رجل و انني املك عضلات كثيرة؟
حملني لغرفتي، و وضعني بلطف على السرير، جلس على كبتيه امامي و وضع راسه على فخذي.
امل: ماذا تفعل؟
حسام بابتسامة ماكرة: انا اشحن طاقتي، فكما تعلمين، حملت شخصا الى غرفته~
امل: هل تلمح الى انني سمينة؟!
حسام: هل فعلت يا ترى؟~
ابتسمت من طريقة حديثه، انه يبدو طفلا صغيرا، لم انتبه كيف وصلت يدي لشعره و بدات تلعب به
امل: شعرك ناعم جدا
همهم كرد علي، يبدو انه احب ذلك… لحظة انه يبدو كجرو صغير… ابتسمت للفكرة و استمررت بفعل ذلك.
حسام: سانام هكذا اذا اكملت ذلك
امل: هل ستنام في غرقة فتاة ايها الرائد؟ يال الفضيحة~
اثر كلماتي رفع رأسه و استلقى على سريري و سحبني معه، حيث ظهري يقابل صدره.
لحظة! ماذا يفعل؟!
حسام: لا احد يراني على كل حال، و لن افعل اي شيء~
امل: لكنني امانع بشدة!!!
حسام: اعتراض مرفوض، انه خطؤك انني ناعس جدا و لا استطيع حتى الذهاب لغرفتي لذا كوني راشدة واعية و تحملي نتائج افعالك~
امل: هذا ل…
قاطعني : ليلة سعيدة.
احاط خصري بذراعيه و نام، كانه يتأكد انني لن اهرب.
هذا الطفل الكبير… حسنا لا املك حلا، سانام عكذا و سيدفع الثمن غدا على اي حال.
استسلمت للنوم تلك الليلة دون مقاومة او تفكير، كانت اول مرة منذ زمن طويل انام طويلا.
Houssem's pov:
كنت اجهز الطاولة اتساءل لما اخذت امل وقتا طويلا حتى تجهز اشياءها، هل حدث شيء ما لها؟
لقد كنت منزعجا منذ الصباح بسبب زيارة ذلك المدعو امير، ما علاقته حقا بها؟ و لما يلاحقها؟ لكنني لم ارد ان اسأل او احرجها، لقد عانت بما يكفي في حياتها و الان هي فقط تستحق السعادة و كل شيء جميل في هذه الحياة، سادفع اي ثمن مقابل ان ارى تلك الابتسامة القديمة على وجهها.
عندها احسست بشخص خلفي فاستدرت لأرى تلك الابتسامة التي كنت افكر فيها و شعرها؟
لقد قامت بقص شعرها تماما كما كانت في تلك الفترة…
ابتسامة لطيفة تعلو وجهها و شعرها القصير يتأرجح اثر اي حركة تقوم بها، لم استطع تصديق عيني و لم استطع الكلام، لم يسعفني الكلام و لا تلك المشاعر الفائضة في قلبي، عقد لساني و احسست بضربات قلبي في اذني تماما كأول مرة.
جلست آكل بهدوء و انا اعلم انها كانت تسترق النظر الي كل مرة، كطفل يريد شيء ما لكنه لن يقول لانه خائف من الرفض.
انهينا الاكل و نظفنا عندها استأذن الجد، و غمز لي، كنت واثقا انه لن يفوت اي فرصة ليغيظني.
جلسنا وحدنا، في صمت، كانت تلعب بيديها الصغيرتين بتوتر، واثق انني اذا لم اتحدث ستنفجر من التوتر.
استجمعت شجاعتي و اخبرتها بانها جميلة، تورد وجهها و اظهرت تلك التعابير التي لم ارها منذ قرون.
فجأة قالت انها تعرفني كاننا اصدقاء طفولة.
حقا! ذاكرة هذه الفتاة هي اسوء شيء حدث لي!
بعدها لا اعلم ما حدث، وجدت نفسي اطاردها و احملها لغرفتها واضعا رأسي على فخذيها و استمتع بدفئها الذي لطالما تقت اليه.
فجأة بدأت تلعب بشعري.. هي لا تعلم انه نقطة ضعفي ام انها تقوم بذلك عن قصد؟
مرة فترة و انا ساكن لكن هذه الوضعية صارت تعذبني، لذا يجب علي النوم و انا لا استطيع التحرك اشعر بالنعاس!
سحبتها للسرير معي و قمت بحضنها، لا اعلم اذا كان يجب ان اسعد ام احزن انها لا تشعر بالتوتر معي، لكن على كل حال انا استمتع بدفئها و وجودها قربي الآن فلا شيء اخر مهم.
قربتها مني لأشتم رائحتها التي اشتقت لها، لطالما احببتها، و لطالما احببت صاحبتها.
في مرحلة ما نمت دون ان اشعر و حل الصباح.
******************************************

عندما ينبض القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن