الفصل 23

65 3 0
                                    

فقدت الوعي و كان آخر شيء اتذكره صوت ينادي باسمي من بعيد، سقطت في ظلام دامس بعدها.
-------------
سمير: مالذي تعنينه بذلك أمل؟!
كانت امل جالسة على الأريكة تقرأ الجريدة دون اهتمام، اكتفت بوضع ساقها فوق الأخرى و تقليب الورقة كأنه لم يكن موجودا
سمير بغضب: انا اكلمك ردي علي!
امل: لا تصرخ يا والدي العزيز، أو يجب ان اقول الشخص الذي خطفني؟!
قفزت واقفة تنظر لوالدها بحقد كبير: اذا كنت تعلم كل شيء لماذا لم تخبرني بكل شيء من قبل؟! أي أب يرضى برؤية ابنته تتألم ثم يقوم بخطفها فقط ليحطم قلبها؟!
بدت علامات الارتباك على وجه سمير استبدلها بسرعة بعلامات استغراب: انا لا افهم ماذا تعنين.
انفجرت ضاحكة: لا تعلم او لا تريد الاعتراف؟ ابي لديك عادة برفع حاجبك عندما يتم امساكك تكذب، لست غبية! اعلم انك اردتني ان اراه على حقيقته، لكن لما تختطفني؟! كنت نظمت لقاءا بين حلا و .. ذاك الشخص فقط!
بدت علامات الاستغراب على وجهه: حلا و هو؟ هاه؟
امل بنفاذ صبر: اجل فهما يلتقيان سرا في المدرسة ليتبادلا... القبل، و كنت بامكانك ان تخبرني انه من شركة عدوة لنا تقرب مني ليجمع المعلومات!
سمير: اه اجل صحيح، كان يجب ان تري بنفسك لأنك لم تكوني لتصدقيني
امل بحزن: لما لا اصدقك يا ابي؟
سمير: اذا اتت و اخبرتك امك انني قتلت احدا فهل ستصدقينها؟
امل: بالتأكيد سيكون هناك خطأ!
سمير: أرايتي يا عزيزتي، نحن نعمى بالحب و لن نصدق الا اذا رأت اعيننا.
امل: اذا سأسأل جان ان يجمع حوله معلومات و سأمسكه! لن أدعه يغادر حيا أبدا
سمير: اياك، فقط دعي الأمر يمر عزيزتي، من اجلي؟
حضن سالم ابنته التي اختبأت في حضنه "اسفة يا ابي و لكنني لن اتوقف حتى اجعله يتألم مثلما افعل الآن"
صعدت امل الى غرفتها و نظرات الحقد تعلوا وجهها، كأن كل ذلك الحب الكبير تحول الى حقد و كره سيلون كل عالمها بالأسود.
اتصلت بجان
جان: انسة امل، مر...
امل: اختصر، لدي لك مهمة.
جان: كالعادة، حسنا.
امل: تتبع لي مكان الهاتف الذي يحمل هذا الرقم **********
جان: اليس هذ..
امل: اجل! فقط اعرف مكانه، و حاول معرفة اخر موقع زاره من خلال كاميرات المراقبة، او حتى اذا كان هناك حجز بذاك الاسم.
جان: علم.
اغلقت امل الهاتف، على رغم اتخاذها القرار كانت لا تزال مترددة، ماذا يمكن ان يحدث اذا التقته ثانية؟ هل ستضعف؟ هل ستستطيع مواجهته دون ان تبكي؟! 
مرت الأيام و اتى الاتصال المنتظر من طرف جان.
امل: اذا؟
جان: لم استطع تتبع هاتفه لأنه تخلص منه بطبيعة الحال و لكنني تمكنت من رؤيته في فندق **** و كان حجزه تحت اسم فتاة تدعى ساندي، الغرفة رقم 702.
امل: شكرا لك.
جان: امل توخي الحذر، اذا اردت سآتي معك...
امل: سأكون بخير لا تقلق.
اغلقت الخط، و توجهت الى خزانتها، اختارت اكثر ثيابا كان مايك يكرهها و هي ثوبها الأسود القصير، تأنقت كانها ذاهبة لحفلة و خرجت.
وصلت الى الفندق حوالي الساعة 6 مساءا، دخلت و توجهت الى الاستقبال.
امل: امل مرحبا، لدي موعد مع ساندي ايمكنني معرفة مكانها؟
بدت علامات الارتباك على وجه الموظفة: اسفة يا سيدتي لكن الآنسة ساندي ليست هنا الآن.
امل: ايمكنني التحدث الى رفيقها، ارجوك الموضوع مستعجل.
الموظفة: سيدتي لا يمكنني ذلك، ارجوك تفهمي ذلك.
نفذ صبر امل: ارجوك. اخرجت مبلغا من المال من حقيبتها.
لمعت عينا الموظفة و اقتربت منها لتهمس في اذنها: انه في البار الخاص بالفندق.
ابتسمت امل بسخرية، و سلمت المال للموظفة و غادرت.
دخلت البار تبحث عنه باستماتة، فوجدته جالسا في كرسي امام البار يشرب وحيدا.
جلست امامه بكل برود: اريد واحدا مثله رجاءا.
تجمد مايك من سماع صوت اعتاد سماعه، صوت احبه، اشتاق له، استدار لينظر، فيجدها امامه بكل انوثتها و جمالها.
امل: هل شبعت ام تريد النظر اكثر؟
مايك: ماذا تفعلين هنا؟
امل بابتسامة ساخرة: ابحث عن حبيب جديد، اي اقتراحات؟
كسر الكأس الذي كان في يده من شدة ضغطه الشديد عليه، برزت عروق اليده من شدة شده عليها: لم اسمعك جيدا.
امل: سأدفع نصف عمري لأرى هذه النظرة تعلو وجهك للأبد، و سأدفع النصف الآخر لأرى جثتك تحت قدمي.
مايك: لا اريدك ان تموتي لهذا لن يتحقق اي من ما قلتيه. ابتسم و استدار لها: لذا استمتعي بحياتك بعيدا عني.
امل بضعف: و هل لي حياتك بعدك؟ لقد حطمتني.
في هذه الأثناء قدم لها الساقي كأسها، و قبل ان تصل يدها اليه خطفته يد مايك.
مايك: انه قوي بالنسبة لكي.
سحبته من بقوة: و ما ادراك ما مقدار قوتي؟ ليس لك الحق بالتقريى عني!
شربت الكأس مرة واحدة و توجهت الى ساحة الرقص لتبدأ بالرقص مشعلا نيران الغيرة في قلب مايك خاصة كون الشباب الآخرين يراقبونها، و انفجر عندما رآى احدهم يقترب منها، و بسرعة البرق لكمه لكمة اسقطته ارضا و سحبها معه الى غرفته.
اكيد هي لم تذهب دون مقاومة، حاولت عض يده.
مايك بغضب: يمكنك كسرها لكنني لن اتركك!
امل: دعني و شأني لما تسحبني معك؟! دعني و شأني! الست أنت من تخليت عني!
لم يجبها و انما اكتفى بسحبها وراءه حتى دخل غرفته تركها.
مايك: لما اتيتي حقا؟!
امل دون اكتراث: اذا هنا تمكث انت و ساندي؟ الغرفة رائعة جدا بصراحة، لكن ظننت حبيبتك حلا، اليس كذلك؟ فقد كنتما تتبادلان القبل في الحديقة. هل هوايتك اللعب بالفتيات؟
مايك: امل انا احدثك! لما اتيتي؟
جلست على السرير واضعة قدم على اخرى: اليس هذا واضحا؟ لرؤية حبيبي.
بدت علامات الارتباك على وجهه: لست غبيا لتصديق ذلك.
امل بابتسامة: و لا انا، اخبرني كيف احسست عندما خدعتني؟ كيف كان احساسك عندما كنت تخبرني انك تحبني؟ من علمك الكذب؟ لا شك ان والديك ربوك جيدا!
امسكها بقوة من كتفيها: لا تجري والدي لهذا و انت لا تعلمين شيئا! شخص مثلك نما مغلفا بالحب لن يفهمني!
امل بحقد: و مخادع مثلك لن يفهم يوما ما هو الحب! انت لا تستحقه حتى! مايك.. لحظة هل هذا اسمك الحقيقي حتى؟ ايها المخادع انا اكرهك، اكرهك اكثر من اي شيء، اكرهك!
تركها و ابتعد: جيد الآن انت تفهمين غادري اذا! دعيني و شأني!
امل: هكذا؟! دون ان اجعلك تتألك؟ دون ان انتقم منك؟ انت تحلم.
مايك: انت حقا لا تعلمين شيئا و لا تفهمين شيئا!
احست امل بدمائها تغلي، و رأت مسدسا فوق الطاولة، فأخذته بسرعة و وجهته الى مايك الذي وقف مذهولا ثم تغيرت ملامحه الى ابتسامة حزينة.
مايك: حسنا اطلقي علي، اذا كان هذا سيساعدك اطلقي علي، اقتليني و شاهدي جثتي تحت قدمك كما قلتي، هيا!
اقترب منها بهدوء.
امل: توقف او اطلق عليك!!!
لم يتوقف و انما استمر بالاقتراب منها، حتى لامس صدره فوهة المسدس، وضع يديه فوق يديها المرتجفتين.
مايك بهدوء: هيا اطلقي.
امل: ماذا تفعل؟! اتركني!
مايك: انت لا يمكنك قتلي اليس كذلك؟ لا يمكنك كرهي بعد كل شيء، انت تحبينني... امل.
توقف الوقت فجأة عندما نادى اسمها، احست انها خسرت، ضعفت و فقدت قوتها، كانت ستستسلم لكنها تذكرت انه الشخص الذي تخلى عنها و كان سيتركها تموت دون حتى ان يسأل عنها فضغطت على الزناد فجأة و قبل ان تستوعب ما فعلته سقط مايك، و سقطت هي مغشيا عليها من شدة الصدمة، استيقظت بعدها في المشفى لا تتذكر اي شيء عن ما فعلته، فقدت ما تبقى من ذاكرتها عن ما حدث لها في آخر شهرين و كلما حاولت التذكر اجتاحها صداع مؤلم.
تغيرت حياتها بعدها، و غادرت الألوان حياتها، دائما تحس انها تفتقد شيئا، و لا تدري ما هو.
_______________________________________
فصل آخر اكتمل بنجاح، استمتعوا





عندما ينبض القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن