الفصل 21

73 5 0
                                    

لم انطق بكلمة اخرى و استدرت لنافذة السيارة، اراقب الطريق، ليس كأنني انزعجت حقا من كونه رفض البوح بسببه لكنني الآن املك العديد من التفسيرات التي تكاد تفجر عقلي و لا اعلم ايها الصواب و ايها مجرد وهم! و الاهم من ذلك هل من الممكن ان يكون معجب بي و لهذا اتى؟! احسست بوجهي يشتعل و ضربات قلبي تتسارع اثر هذه الفكرة.
انا لست شابة في الثانوية لاملك هذا التفكير، و اتحمس!
عندها انتبهت الى انعكاسي على الزجاج و لكن لم يكن هذا ما لفت انتباهي و انما التقاء عيني بعيني حسام الذي كان ينظر الي بنظرات غير مفهومة حقا، حزن، ندم و شوق، كان هذا ما احسست به عند التقاء اعيننا.
التفتت اليه لاسأله لكنه ازاح بنظره الى الطريق مجددا كأنه يصدني عن ما عزمت على فعله.
حسام: لماذا التزمت الصمت فجأة؟
امل: ليس كأنك ستجيب عن اسألتي حتى اذا سألتك.
حسام: هناك بعض الأشياء من الافضل ان تظل مخفية، لكل منا جانب مخفي لا يرغب بان يريه لأي شخص.
امل: اعلم و لهذا انا لا اسألك و بالطبع هذا يعني بأنني اتوقع منك المثل، لكنني احس بأنك لا تسأل لأنك تعرفه.
ضحك حسام، كانت ضحكة مظلمة اكثر منها عادية.
حسام: من يعلم
استندت على زجاج النافذة و انا انظر اليه محاولة باستماتة قراءت مشاعره لكن دون جدوى انه يملك وجه مبتسما 24 ساعة جاعلا من المستحيل قراءته
امل: هل سمحت لشخص من قبل ان يقترب منك حقا؟
ارتجفت تعابير وجهه للحظة، عرفت عندها ان اكثر ما يخشاه حسام هو ان يعلم اي احد عن ماضيه، او بالاخص عن ذلك الشخص من ماضيه.
حسام: لا يمكنك ان تعيشي طول حياتك دون ان تقتربي من شخص ما اليس كذلك؟
امل: اتدرك انك بتجنبك للاجابة تجعلني ارغب في معرفتها اكثر؟
حسام: الا تظنين ان ذلك هو هدفي، جعلك تهتمين بي اكثر من اي شخص عرفته؟
امل: اذا كنت تريد ذلك الهدف فاريد اخبارك بانه مستحيل، حسام لست شخصا يرغب بالتدخل بحياة الآخرين و لا ارغب بتدخلهم ايضا و هذا يعني انني لا و لن اهتم باي شخص اكثر مما يمليه علي عقلي، و ايضا لما تريد مني ان اهتم بك؟
حسام: احب ان اكون محط اهتمام الجميع.
ضحكة هذه المرة: لو لم اكن اعرفك لصدقتك، انا و انت نعرف جيدا ان ما تريده اعمق و اعقد من هذا.
حسام: ارأيتي انت تعرفينني لذا لا يمكنك قول انني مليء بالأسرار.
امل: اعرف بأنني اعرف نقطة من بحر عنك و مع ذلك لا زلت ارتاح لك، احدثك كأنك شخص من ماضي الذي لا ارغب بمعرفته.
اوقف حسام السيارة فجأة و نظر لي برعب، كانت اول مرة ارى ذلك التعبير الخائف على وجهه.
امل: حساام! ماذا دهاك؟
حسام: هل قلتي انك لا ترغبين بتذكر ماضيك؟ هل تذكرته؟
لم افهم ما يقصد، او ماذا يحاول ان يقول، كان يعيد نفس الكلمات مجددا و مجددا كأنه دخل في نوبة هلع.
امل: لا اتذكر ما حصل لي و لكنني اعرفه، اعني لا اتذكر الوجوه او التفاصيل لكنني اعلم ما حصل...
لحظة... اذا كان خائفا جدا من تذكري لماضي هل هذا يعني انه كان طرفا فيه؟ لا لا مستحيل انه اكبر مني بكثير.
فكرة ان يكون حسام جزءا من ماضي كانت مرعبة لي، و لهذا تجاهلتها، اعني ان هذا مستحيل
حسام: اسف، لا بد ان ما حدث لك سيء جدا لتلك الدرجة و انا ذكرتك به، اسف.
نظر لي بتأسف لكنني تمكنت من رؤية الارتياح في عينيه.
امل: و كيف تعرف انت؟
حسام: الجد اخبرني.
امل: اه انه يثرثر كثيرا عندما يكون سعيدا، اليس كذلك؟
اومأ لي حسام بابتسامته المعتادة.
انا متأكدة انه يكذب، الجد ليس من النوع الذي قد يتحدث في ماضي اي شخص مهما كان السبب، كان يجب ان امثل انني صدقته لكي لا يشك في شيء لكنني متأكدة انه يعلم جيدا انني لا اصدقه.
حسام من انت حقا؟! اظن انه حان الوقت لاستغلال بعض مواردي لشيء مفيد.
لم انتبه عندما وصلنا الا عندما احسست بيد حسام على كتفي.
امل: اه اسفة كنت غارقة في تفكيري!
حسام: اسف لأنني ذكرتك بماضيك، لا تتعبي نفسك بالتذكر فسيجعلك ذلك متوترة فقط.
امل: لا تخف، لن احاول التذكر لانني اكره الاحساس بالالم~
نزلت من السيارة و في ذهني شيء واحد، سأعلم من انت يا حسام و لو كان اخر شيء اقوم به في حياتي!
*** حسام***
انا اعلم جيدا انك يا امل تشكين بي الآن و لن ترتاحي حتى تعلمي حقيقتي، لكنني آسف لن تتمكني من معرفة اي شيء عن شخص لم يكن موجودا اساسا.
لقد كنت دائما متحكما بنفسي و لكن اللعنة!! هل كان يجب ان تتذكري ماضيك في هذا الوقت؟! كله بسبب ذاك الغبي سام هل كان يجب ان تتصل بي لتخبرني بأنك غبي لتكمل مهمة سهلة بمفردك.
لو انني لم اتركها لم تكن لتذهب برفقة ذاك الغبي الآخر، هل يجب ان اتخلص منه يا ترى؟
ركبت سيارتي متوجها الى بيتي، او بالتحديد الى قبوي اين يوجد سبب هذه المشكلة، بما انني غاضب جدا الآن فقد جاء في وقته فانا احتاج لأفرغ غضبي في شخص ما و اليكس هو المحظوظ اليوم.
وصلت البيت لأجده مظلما و فارغا كالعادة، مجرد خدم وجودهم كعدمه.
سام: سيدي! اليكس في الزنزا...
لم يكمل كلامه حتى لكمته في وجهه جاعلا انفه ينزف
حسام بغضب: هذا لازعاجي عندما كنت مع عزيزتي امل و جعلها تشك بأمري.
دخلت الى الزنزانة لأرى اليكس مكبلا و تعلو وجهه ابتسامة مقرفة كالعادة.
اليكس: انظروا من جاء اليس هذا هو السيد مايكل.
انهلت عليه بالضرب: تجرأ على قول ذلك الاسم مجددا و سأمحيك و عائلتك و عصابتك من على وجه الكون!
سام: سيدي سيموت!!
اوقفني رجالي و ابعدوني عن ذاك القمامة، اتمنى لو اتمكن من قتله و اتخلص من سلالته كلها اليوم قبل الغد!
اليكس: اتخشى ان تعلم عزيزتك بذلك~ هيا اقتلني و دع العالم كله يعرف بحقيقتك!! هيا! هل تخاف لتلك الدرجة من ان تكتشف من انت؟ اتخشى ان ترى حقيقة عزيزها مايكل، القاتل، المجرم و الخائن~
ضربته لمرة اخيرة جعلته يفقد وعيه.
حسام: لن يخرج من هنا حتى آمر بذلك، مفهوم!
الرجال: مفهوم!!
فقط لو لم اتركها بذلك اليوم! فقط لو اخبرتها الحقيقة منذ البداية! كانت ستتقبلني، اعلم بانها كانت ستسامحني لكن بتدخل الجميع لم استطع، لم استطع مواجهتك خاصة كون والدك هو سمير!
احببتك رغما عني، صرت مهووسا بك و لكنني آذيتك اكثر من اي شخص آخر، اسف اسف!
اخرجت العقد الذي منحتني اياه امل في الماضي، كان و لا يزال كنزي و الشيء الوحيد الذي يجعلني امضي ايامي دون ان اقتل نفسي، و عندما تعودين الي سيكون كل شيء بخير، اليس كذلك، امل! املي!

_______________________________________
اسفة على التأخير🥺

عندما ينبض القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن