«يروقني حذائك، على عكس شخصيتك.»تمكث لحظات الصمت، بينما يرمقه المقصود باستمتاع.
«أوه.. أعبر لك عن بالغ شكري سيد روسيه.» أشار رالف بإيماءة محترمة ساخرًا.
تململ كلوڤيس من الجهة الأخرى من الغرفة، الغرفة ذات الجدران الحمراء الدموية. أريكة، ومقعدين، بنفس اللون الأحمر، طاولة صغيرة تقع بمنتصف الغرفة، والتي بالمناسبة يمدد رالف قدميه عليها في هذه اللحظة بكل إرياحية.
أثاث الغرفة كان بسيطًا، لكنه ليس جميلًا، مزعجًا كان، أحمر أحمر أحمر. لاحظ فوربس.
حمحم كيث بحدة، ثم أردف. «سيد روسيه، بكل تأكيد تعلم لهذا الرجل معارف آخرون؟»
«هل بحثتم عن معارفه؟» استفهم كلوڤيس. لكنه بدا وكأنه يعلم الإجابة بالفعل.
تأفف رالف قبل أن يجيب فوربس حتى، وصاح نسبيًا. «هذا الرجل وكأنه سقط من القمر! لا أصدقاء! لا شركاء عمل! لا زملاء من الجامعة حتى!» ثم أعطى نظرة غاضبة لكلوڤيس. «عداكم، جيرانه.»
أعاد التحديقة ببرود، وبصق. «وما ذنبي؟ لقد مات الرجل، حمدًا لله أنه ليس لديه معارف كثيرين ليشعروا بالحرج من جرائمه.»
تشابك كفيّ فوربس بحزم. «اسمع، أنت تعلم لم نحن هنا. ببساطة أنت واحدٌ من القلة الذين كانت تجمعهم علاقة مع المجني عليه، خصوصًا قبل موته بفترة قصيرة؛ لذلك يستحسن بك أن تساندنا هنا قليلًا هاه؟»
استبدأ كيث بالقول. «سيد رو-»
لكنه قوطع بشدة من الآخر. «كلوڤيس. أدعى كلوڤيس.» أنظاره موجهة الآن بشكلٍ كامل إلى كيث. يرمش عدة مرات متتالية بسرعة، وكأنه يخشى من كيث الاختفاء. كأنه يعلم أن وجوده الكامل محتوم باستمراره بالنظر.
خلال النصف ساعة الفارطة، كاد يموت رالف ضحكًا من محاولات الرجل اليائسة لتجاهل رغبته العارمة لإلقاء بصره على كيث كل خمس ثوان. كان يفشل كليًا. بدا الآن محبطًا عندما وجد نفسه يغرق في النظر إلى كيث.
كان يتكئ إلى الحائط، إلى يمينه.
بينما جلس ثلاثتهم، كلوڤيس يلمس قماش الأريكة، يمرر يديه باتجاهات عديدة صغيرة، كأنه يستكشفها للمرة الأولى. رالف على مقعد أحمر ردئ، وكذلك فوربس، الذي ضاق ذرعًا من ذلك الفرنسي الأحمق.
بدا كيث اليوم غريبًا، لم يكن يرتدي جاكيتًا ثقيلًا، ولا سترةٍ ما تقيه من البرد، لقد بقي بقميص أبيض. فقط.
قميص أبيض حليبي، يبرز من تحته هيكل عظمي، أول أزرار القميص مفتوحة. عظام فكه بارزة كنصل السكين. تُظهِر نحفه الذي لطالما أخفاه أسفل كتل الملابس، يتنكر بها. اشتدت نظراته حدة عندما استوعب أخيرًا أنهم كلهم يبصرونه الآن.
أنت تقرأ
أنصافُ نِصف | Halves Of Half
Mystery / Thriller"«الخير بالأمام، والشر بالخلف. ماذا يجثم خلف الخلف؟ أليست الأصالة في معناها لا أصالة حتمية؟» كان ليسأل، منيرًا بذلك حدقتيه. تراه هي، لأنها لا ترى غيره. تراه بضوء حديث. لأن من أمامها، لم يكن من ولج لمنزلها منذ عدة أسابيع. مقاس قدميه مختلف." -عينة من...