«آنسة مِكاي.»«فقط ادعوني آليشا.» تحدثت المرأة، بسكون وأناة.
«أنتِ شقيقة دايزي مِكاي، أخبريني أكثر عنها، هل ذكرت قبلًا السيد فورِست؟» تحدث فوربس برسمية.
ابتلعت لعابها قبل أن تجيب. «لا أعلم. بالأحرى لا أتذكر. دايزي لم تكن الشقيقة المثالية، لم تطلعني على أحوالها لسنوات، وعلمت مؤخرًا بانتقالها من وظيفة لوظيفة باستمرار، وآخرها عند ذلك.. الشخص.»
لم تنطق اسمه، اهتزت شفتاها.
كانت رسمية، ساكنة، ولوهلة بدت غير متأثرة، غير مبالية، لم يتمكن فوربس من تفسير تعابير وجهها، هل لمح للتو.. نظرة ندم؟
لكنه يعتمد على كيث في هذه الشئون، لذا تركيزه يصب في إجابتها.
«ذلك الشخص يدعى آڤيس فورِست.»
«أعلم.»
انتقل بصرها لكيث، الذي كان مستقيمًا. تفقد لوحاتها المعلقة على جدران حوائطها الأربع، وبدا معجبًا.
«هل تعملين كفنانة آنسة مِكاي؟» تعجب كيث، مبتسمًا بانبهار.
انتقل تركيزها إليه، ضحكت على إثره. «ليس تمامًا، أنا أعمل مربية أطفال.»
«هذا مذهل! هل تجدين الوقت المناسب للقيام بهذه الأعمال؟»
عينيها الغامقتين مثبتة على كيث، الذي تحركت قدماه للإقتراب من إحدى اللوحات، والتي كانت أكبرهم حجمًا، و أكثرهم جماليةً.
«بالحقيقة، إنها لوحات قديمة. رسمتها في مراهقتي، وأعدتهم حديثًا إلى ملكيتي.»
عقد حاجبيه. «ماذا عن الآن؟ هل أقلعتِ عن الرسم؟»
«مازلت أتمرن من جديد.»
كانت مسرورة، ابتسامتها صادقة، وتصل لعينها. مشاعر الإطراء تتوهج منها، شعر فوربس أن تلك المرأة ليست بهذا السوء.
«لا أعتذر عن المقاطعة، لكن ماذا تعنين بـ‹أعدتهم حديثًا إلى ملكيتي›؟»
نظر له فوربس بحدة، وبادله رالف الابتسام ببرائة مزيفة.
ترددت في الإجابة. «عندما ماتت دايزي، بعض أملاكها أصبحت ملكي.»
«ولماذا كانت بحوزة شقيقتك لوحاتك؟ ظننت علاقتكم متقطعة»
امتعضت ملامحها، من أسئلة رالف المتسرعة، والتي على نحو ما، يريد استئصال الإجابة التي يودها.
إلا أنها آثرت ألا تجيب. إنه منزلها، مساحتها الخاصة، ولوحاتها، ولا يحق لأي فرد أيًا كان أن يجبرها على إجابة سؤال ليست راضية عنه.
كانت بانتظار سؤال آخر، تفقدت وجه فوربس والذي كان منتظرًا، حتى كيث، جميعهم منتظرين الإجابة.
أنت تقرأ
أنصافُ نِصف | Halves Of Half
Mystery / Thriller"«الخير بالأمام، والشر بالخلف. ماذا يجثم خلف الخلف؟ أليست الأصالة في معناها لا أصالة حتمية؟» كان ليسأل، منيرًا بذلك حدقتيه. تراه هي، لأنها لا ترى غيره. تراه بضوء حديث. لأن من أمامها، لم يكن من ولج لمنزلها منذ عدة أسابيع. مقاس قدميه مختلف." -عينة من...