رفع كيث أكتافه عاليًا، وبابتسامة واسعة هتف. «كيف كان أدائي؟»
«رائع. عظيم. مدهش. بديع. خلّاب. خارق!» كان رالف يعلو بالتزامن مع كل كلمة، يغدق عليه باستحسانه. ثم رفع يديه بدرامية يضخم صوته مشيرًا إليه. «وجائزة الأوسكار لهذا العام يحوز عليها ممثلنا الوسيم كيث بيرسون.»
صدح تصفيق حاد، تصفيق خيالي غير مسموع حقًا، لكن جميعهم استطاعوا التقاطه من حرارة اللحظة.
وقف ثلاثتهم أسفل البناية، بعدما حصلوا على معلومات شخص جديد، سيساعدهم بكل تأكيد في القضية.
آندي روسِل. زميل قديم لفُورِست، تخرجا معًا من الثانوية، لكن انقطعت أخبارهما عن بعضهما، إلى أن رآهما كلوڤيس معًا عدة مرات يتبادلان الأحاديث تحت البناية، وحتى أنه زاره مرةً في شقته.
«إذن أتظنون أن هذا مفتاحنا الأخير؟» سأل فوربس مقاطعًا إياهم، لكن تنهد بخيبة أمل عندما وجدهما يداعبان بعضهما البعض بكل حماس. تصحيح: يصفعان بعض.
صفع رالف أولًا ظهر كيث، وما لبث كيث أن صفعه بقوة أكبر، فقبِل رالف التحدي وصفعه أكثر، فآثر كيث الموت على الاستسلام، فصرع الآخر بثلاث صفعات متتاليات مخرجًا منه تأوة مسموعة. هل توقف رالف؟ قرر الختام بصفعة على مؤخرة كيث الذي تورد بصدمة.
«لمّ من بين جميع جهاز الشرطة في بوسطن، يتوجب عليّ مرافقة أسوأهم على الإطلاق؟ تهانينا.» غمغم فوربس مع نفسه بشيء من المرارة. ألقى بنظرة عليهما. «هل أنهيتما مسابقة الصفع، أم ابدأ أنا بصفعكما وصدقاني عندما أقول أني لدي كف بحجم الفيل.»
زفر رالف ضحكة قصيرة وهو يتجنب كيث الذي كان مصممًا على ردّ صفعة أخيرة بمؤخرته، يتحرك لخلف فوربس. «لأصدقك القول، إنه يملك يد لاسعة، هذا الرجل يحوي قوةً خفية لا اعرفها.»
حاول كيث انتشال ياقة رالف فجأة حين انتقل بسرعة لجانبه، لكنه هرب بآخر لحظة، يدوران حول فوربس بحركات مجنونة. لهث كيث. «هيا، بربك لا تكن جبانًا في آخر لحظة، تعال إلى بابا ليعاقبك.»
تمسك رالف بكتف فوربس. يبتسم باستفزاز. «صدقني، بابا لم يكن موجودًا ليعاقبني. ذلك الوغد لم اعرف شكله حتى.»
وقف فوربس، يضم يديه أمامه، محاولًا عدم كسر يديه على هذين الأحمقين. يهز رأسه بإحباطٍ بالغ، يحاول بنفس الوقت دفن ابتسامته من الظهور عندما بلغته فكاهة المشهد. وفكر أنه ليود من تلك اللحظة ألا يبددها شيء، الصفع ليست هواية مفضلة لكيث حقًا، إلا إذا كان رالف المَعني، وهذه قصة أخرى.
«إذن اعتبرني أبيك، هيا خذ آخر صفعة.»
«هل هي صفعة واحدة، أم ستخدعني بعدة صفعات؟ وكن صريحًا سيد بيرسون.» طالبه بحزم مصتنع.
وَعدَ كيث وهو يقلل من حركاته حول فوربس. «صفعة نهائية واحدة. متى كذبت عليك بأي حال؟»
خرج رالف، والتقم صفعة قوية كتم صرخة من أجل النظرات المستغربة التي يلقيها الناس من حولهم.
أنت تقرأ
أنصافُ نِصف | Halves Of Half
Mystery / Thriller"«الخير بالأمام، والشر بالخلف. ماذا يجثم خلف الخلف؟ أليست الأصالة في معناها لا أصالة حتمية؟» كان ليسأل، منيرًا بذلك حدقتيه. تراه هي، لأنها لا ترى غيره. تراه بضوء حديث. لأن من أمامها، لم يكن من ولج لمنزلها منذ عدة أسابيع. مقاس قدميه مختلف." -عينة من...