٥| السؤال التاسع: ليس للقسوة مكان آمن.

154 22 95
                                    

يده تلفها، يتمايلان يمنةً و يسرةً.

يتبادلان الأنظار، والهمسات بينهما، تنتج ضحكات رقيقة من كليهما.

إنهما زوجا العام.

كان رالف، جالسًا، ومتأثرًا على فراق شقيقته التي تزوجت وتُراقص زوجها أمامه في حفل زفافهما.

بينما كيث يربت عليه بخفة، كاتمًا ضحكاته من مظهر رالف الأحمق.

وتبسم فوربس حين وصوله للزفاف، ملوحًا لرفيقيه.

شق طريقه لطاولتهما، وأعطى كليهما عناقًا شديدًا.

«تماسك رالف.» مازحه فوربس.

«هذه الحمقاء، لم تواعد أي رجل قط، والآن تزوجت، و لا أعلم كيف حتى.»

ضحك الإثنان على قول رالف.

توجه انتباه كيث لفوربس. «ما الذي أخرّك؟»

أشار فوربس لثيابه قبل أن يجيب. «لا أملك بزة رسمية، لذا اضطررت لشرائها.»

كان فوربس، متألقًا هذه الليلة، كما كيث، الذي شدّ انتباه العديد من فتيات الزفاف، و الذي راقص بعضهم أيضًا، بفضل خلعه لنظارته أغلب الوقت، فقد اتضحت ملامح وجهه.

أما رالف، فلم يراقص أي أحد، فضّل مراقبة شقيقته بتأثر وقلق.

«ماذا إن لم يكن المناسب؟» همس رالف لنفسه بفزع.

توقفت الرقصة بينهما، إعلانًا لانتهاء الزفاف، وتجهز الجميع للمغادرة مع قبلات خفيفة من العروس والعريس.

سارعت ناتاليا العروس لطاولة الثلاثي بابتسامة مشرقة على محياها.

اعتبرت ناتاليا فوربس بمثابة عم لها، و قد قَبِل هذا الإعتبار بسرور و محبة، رآها كابنته، كفردٍ قريب لقلبه.

عانقته بقوة هامسة. «ممتنة أنك أتيت فوربس.»

وصافحت كيث، برسمية، شاكرةً إياه على الحضور هو الآخر. تقبلها بابتسامة تشق وجهه بعدما هنأها بحرارة.

وأما رالف، فقد غاصت داخله، مردفًا أثناء العناق. «لن أبكي، لن أفسد مساحيق تجميلي.»

وضحك كل من كان على مقربة.

خرج الجميع، يودعانهما، بينما رالف أشار للعريس بسكين على عنقه كتهديد، وضحك العريس بتوتر.

اختفيا عن الأنظار.

«كان هذا أسرع زفاف حضرته يومًا.» كان فوربس المُتحدث، يأخذ من الهواء ما استطاع.

«أنت من تأخرت، لقد فاتتك هلوسات رالف، وتهديداته للعريس.» ضحك كيث وهو يجيب واضعًا النظارة ليرى الطريق جيدًا.

الوقت ليلًا، الهواء لطيف.

تمشوا معًا، متماشين مع عشوائية رالف. ظل رالف يروي أحداث طفولته مع شقيقته الصغرى التي تزوجت للتو، منعشة تلك الذكريات..

أنصافُ نِصف | Halves Of Halfحيث تعيش القصص. اكتشف الآن