الأغنية أعلاه، من واقع القائمة الموسيقية لصاحب الفصل. لمزيد من الغوص بالأجواء، من المرجو الاستماع لها. نشكركم على حسن القراءة، والانتظار.
–——
أشباهنا يكرهوننا.
ثمة أحد دخل شقته، تأكد الآن. حذاء لا يطابق بصمته الحذائية ملطخٌ على أطراف سجادته الإيرانية باهظة الثمن. ربما إنه سارق جديد، أو أنها أعشابه تتمرد عليه، تسرق من نفسها، ربما هذا يفسر عدم نمو وريقات النعناع على زَرعَته التي ابتاعها منذ عدة ليال.
هل يدفع هو ثمن لا مبالاته الآن؟ لقد تذكر جيدًا كم أنه أنفق جهدًا جليلًا في العناية بها خصيصًا.
«هذا منزلٌ غريب،»
تفوهت أنيتا، بعد ربع ساعة من التحديق بكل ركن من غرفة المعيشة، بكل ظلٍ متحشرج يلتوي بالجوانب. حدقت إليه. تتبّع رالف تحركات قزحتيها، كأنما تبحث عن شيء، عن والدها ربما.
وأسقطت عينيها إليه، فجوتان هائلان تحملقان به، جفل فجأة. «أرجو أن طلبي لم يضايقك.»
زفر رالف ضحكة قصيرة الأمد، يرمي بعضًا من توتره إلى الأريكة خلفه. «على الإطلاق. وددت أن أريك إياه في يومٍ من الأيام.»
«ظننتك لا تأمن جوانب الناس بسهولة.» حلّقَ نظرها مرةً أخرى، تحط أطوارًا على مختلف بقاع الغرفة، والبلكونة المكتظة بالإخضرار المحملق بها. أذرع النبتات تتحسس بها، تمدها حيث تساندها الحاجة، بالضيفة الهشة.
«أظنني مستعد لخفض دفاعاتي قليلًا.»
«لا أذكر أني دخلت بيوتًا عديدة بعد إجراء عمليتي، لكنّ بيتك أفضلهم دون شك! شيء خفيف يحوم بالجو. كل شيء يدعوني للنظر إليه. يدعوني لتمعنه، لتوسمه جيدًا، وكأنها آخر لحظات حياتي. إنه التمثيل الحي للحياة، الحياة لم تكن بتلك الحيوية كما أراها هذه اللحظة.»
دَقة، دَقة خفيفة على باب رالف، من وجدانه، أحدهم يود الدخول إلى فؤاده. يطرق الباب برقة لا مثيل لها. زفرة شجّية هربت من فاهه. يهرب من كل أنفسه.
عدسته مقربة عليها، متطلعًا بها، وكأنها آخر لحظة في حياته هو الآخر. فكر أن هذه آلهة، إنها حسناء. لكن لماذا يدعوها حسناء؟
ما هو الجمال؟ ولماذا هي حسناء، وهو لا يملك جمال مثلها؟ لعله يناقض نفسه. ففي اعترافه بحقيقة جمالها، فينبغي عليه إحصاء مميزاتها، الخُلقية والخَلقية. وأن يحصي ما تجهره من دمامة حقة؛ لأنه عندما يتعين على المرء أن يخصص من نفسه مقيمًا عن الجمال، لا يمكن نسيان حقيقة وجودية القبح.
لذا منطقيًا لا يجب على رالف تجاهل أنها قبيحة أيضًا. أنها تحوز على شناعة لا يمكن إغفالها. السؤال هنا: بمّ أثِمت؟
أنت تقرأ
أنصافُ نِصف | Halves Of Half
Misterio / Suspenso"«الخير بالأمام، والشر بالخلف. ماذا يجثم خلف الخلف؟ أليست الأصالة في معناها لا أصالة حتمية؟» كان ليسأل، منيرًا بذلك حدقتيه. تراه هي، لأنها لا ترى غيره. تراه بضوء حديث. لأن من أمامها، لم يكن من ولج لمنزلها منذ عدة أسابيع. مقاس قدميه مختلف." -عينة من...