هذه الحارة بيوتها على أنها مكشوفة لأهاليها، لكنهم يظنون أنهم يملكون خصوصيةً وهم حتى لا يعرفون معناها، فالجميع يعلم بمشاكل بعضهم، ولم يكن ينزعجون من الأمر مع أن سيرة الجميع مستباحة، علكة يتحدث بها كل لسان ويرمون هذه العلكة مع كلمة:"الله يستر عليها وعلينا!"
فالمومس معروفة من هي، و البدوية التي لا تصل للأكابرية يعلمون مشاكلها، و الذي يضرب زوجته ليل نهار يسمعون صياحها ويدعون لها دون مساعدتها، لكنها هي فقط.. من كانت تزعجهم!
الحياة صعبة هنا، لا يمكن للمرء هنا أن يحافظ على شكله من الهموم.. إن الهموم تكبر الإنسان بدون أن يعي ذلك، ويظهر ذلك في وجوه الجميع، في عرس إدريس شعرت بكمية فرق كبيرة، الإرتياح المادي والمعنوي مختلفان تمامًا لكنهما يظهران على وجه الإنسان- واكتشفت أمرًا واحدًا، في هذه البلد، قد تجد المرتاح ماديًا الذي يظهر على ثيابهم، لكن لا أحد مرتاح معنويًا ونفسيًا، نحن شعب يعاني من جفاف عاطفي حاد نمارسه في السر خوفًا من فضيحة، فضيحة العاطفة...
من قد يصدق أنني ابن الشيخ يمارس الزنا؟ ومن أصلًا قد يشك بي؟ ماديًا أنا مرتاح، لي عملي، و حياتي الشخصية الجيدة، و نوعًا ما وسيم، لم قد أفعل شيئًا كهذا؟
أنني قررت قرارًا واحدًا، الآن وحالًا، مرة وللأبد يا إيلين، يا خذيني كما أنا أو فقط إحرقيني!
طرقت باب بيتها، لاسمع صوت خطواتها القادم، صوت خلخالٍ يتراقص، لتفتح البابّ لي، لأرى حورٍ عين أمامي..
سبحت ربي مائة مرة، شعرت أن الثمانية والعشرين حرفًا لم تكفي لأعبر عن جمالها، عن تلك الأنوثة الطاغية التي تجعلني أركع، أردت أن أركع وأن أقبل أقدامها من الأسفل للأعلى، فقط أي شيء يشعرني أنني فقط أرضي هذه الحورية..
«فكرتك حدا تاني.. معلش»
تضع على نفسها المئزر الحريري لتغطي لي عن مفاتنها، بدأت أمسك نفسي عن قول أي شيء، كنت أتنفس ببطء شديد، محاولًا التماسك، لم أنبس بكلمة، لتنتبه هي على نفسها وتفسح لي مجالًا بأن أتفضل.
انزعجت كثيرًا، لم لم أكن الشخص الذي تنتظره؟ كنت علمت أنها تنتظر ذاك العسكري المريب، لأنزعج أكثر من ذي قبل!
جلست على الكرسي الذي يهز لتجلس هي أمامي، تنظر لي بحيرة، كانت تنتظر مني قول أي شيء، وعرفت أنني أسبب لها توتر، لقد بدأت تهز ساقها البيضاء الممشوقة، ليهتز معها خلخالها، وأنا الآن بين خيارين..
أنت تقرأ
وهمّي
Romanceكانت ليلةً صيفية حارةً، سماؤها صافية تتراقص نجومها معًا، جلست مجددًا، على ذات السطح، وأتطلع لذات السماء، لذات النجوم، وكانت والدتي تهمس: لا أدري مابه، كان غير ذلك، قد يكون همًا أرهقه، قد يكون وهمًا يعيشه، وقد يكون همٌّ وهمي ألفه، وعاش معه. لم تكذب ح...