الفصل الثامن: سهرة ليلية

463 47 11
                                    




لم يعد عقلي بقادر على تحليل الأمور، أنا أمامها، تخبرني أنها تريد أن نذهب لمنزلها، وبالطبع أغلب الحيّ فارغ، لأن الجميع في الزفاف، أي مهما حصل لن يرانّا أحد، لكنني لم أردها أن تظن أنني أود استغلالها، لا، لم يكن هدفي أصلًا، لست دنيئًا لذاك الحد الذي أجعلها تكرهني.

نظرت لها، حاولت أخبارها لتمسك بيدي وتمشي بي، كانت تتعثر بعض الشيء ونظرت لي، ابتسمت ووضعت يدي على يدها، أحركها من الأسفل للأعلى، اقتربت..

كانت تلك الأضواء الخافتة هي ما تخفي كل مانفعله، وذاك الهدوء هو الهدوء القاتل، كان أي صوت سيتردد سيسمعه من بقي في بيته، أردت قول الكثير، الكثير من الأشياء التي لا تُقال عمومًا في منتصف حارةٍ شعبية.

إيلين، أخبريني، حين سقطتي من السماء، كيف كانت السقطة؟

نظرت لي هي فجأة، وتركتني أكمل ما أفعله، أتحسس بشرتها الناعمة، همست لي هي:
«إياس، شو عم يصير معك؟»

ماذا يحدث لي؟ الكثير! صدقيني رأسي بداخله العديد من الأفكار، الجيدة منها والسيئة، نظرت للسماء، لم أرد عليها، أخذت نفسًا عميقًا، وهنا قررت..
لمرة واحدة، سأتصرف بتلقائية، لا لف ودوران، فقط تكلم، ما أسوأ شيء قد يحصل؟

لا أدري والله، لكن طالما لن يكلفنا الأمر شيئًا، علي أن أكون شجاعًا، اللعنة على التربية الشرقية المهلكة والمستنزفة لمشاعر الإنسان، لا أدري لم الإنسان حتى الكلمة الصغيرة لا يدري كيف يعبر عنّها!

ابتلعت ريقي، كل فكرة الآن في رأسي تخبرني أن أقبلها، أن أتذوق التوتَّ الذي على شفتيها ناضج، لن يرانا أحد و لن يعرفوا، لن يعرفوا عن مذاق الزنا في شفتيها، سيكون مذاقًا رهيبًا، نكهات كثيرة في حارة بقي فيها القلة، ألتقطت يدها مجددًا، تأملت كل التفاصيل الجميلة..

الأظافر المقلمة، والخواتم والأساور من ذهب، نعومة اليدين، الجرح السطحي جراء خرمشة قطة ما، وللأعلى ألمس، قربتها مني بعنف شرقي خفيف، لم أكن هنا في وعييّ ربما، وربما كذلك كنت أجربها.

«آه، عم توجعنّي..»

عبارة قد تؤخذ من عدة نواحي، والتي أردت سماعها منها دومًا. أكملت معها المشي لمنزلها، في شوارع مليئة بالتراب، وبعضها الآخر كان عاديًا، لحتى وصلنا، كان حتى منزلنا غير مضاء، نظرت هي لي وفتحت الباب لتخبرني أن أدخل، لأفعل مجددًا.

دخلت هي، تنظر لشكلها في المرآة وتتحسس يدها جراء مسكي القوي لها، لكن شيء ما حصل، لم يكن بالحسبان مطلقًا!

وهمّيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن