استيقظت على صوت الآذان الأول الذي صدّح من المسجد القريب من البيت، تذكرت ما حصل في الليل، استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، لم يكن ربما عليَّ التفكير بتلك الطريقة أو النظر، لكنني بالنهاية رجل.. رجل وأملك شهوات بالنهاية، غلطةٌ وذنب سيغفر بإذن الله.لو علم والدي، لكان ربما خاب ظنه، أجل هو بالرجل الشديد بصراحة، لكنه لم يكن ليضربني جسديًا، كان ليضربني بكلامه نفسيًا كما يفعل دومًا، وكما حصل أول مرةٍ حين خرجت عن تقاليد الجميع، خرجت عن طريقتهم وعن كل شيء يشبههم، حين صرت عاريًا سبب ذلك لي الكثير من المشاكل، لذا على الأقل أخبئ جزءًا مني أمامهم، بالنهاية والداي يحبانني ولم يقصرا معي.
لدي واجبات دينية ودنيوية، لذا قمت، واستحممت، و تطيبتُ بعطرٍ وخرجت لأصلي الجمعة، وكانت الخطبة الدينية تتحدث عن التدخين وآثاره عن المجتمع، رباه كيف يتحدثون عنه كأنه همنا الوحيد، وليس الفساد، وليس السرقات، ولا حتى أي شيء آخر.
انتهيت من واجباتي؟ أجل، اشتريت شوكولاتةً من البقالة، أكلتها وبدأت أتمشى وأنا غير مركز البتة بأي شيء، اليوم الشمسُ محجوبة بغيوم، كان الجو لطيفًا على العموم، والأطفال يلعبون مع بعضهم البعض، مررت أمام منزلي لأنظر لمنزل المقابل.. لأراها لكن هذه المرة مستورة..نوعًا ما، وواضح وجهها هذه المرة!
يا أيتها الجارة الغريبة الجديدة، لم لا تبتسمين لي؟ ولا تبتسمين سوى بخفةٍ؟ لم لا تتكرمين علينا بابتسامة؟ تزينين وجهكِ بالعبوس، أو مشغول بالكِ بشيء ما، أو حتى احتمال أن تكون هذه ملامحك، تملكين عيونًا لا يمكن تمييز لونهم مطلقًا من شدة سوادهم، ومن سوادهم تظنها تنظر لك بنظرات قاتلة، تزين عيونها بالكحل الأسود، وتفرد شعرها الناعم المموج على كتفيها، وترتدي فستانًا طويلًا ذو لون رمادي، تقف وتعدل بيديها اللتان لا تزينهما أي شيء شعرها بسبب شغب الرياح مع شعرها.
ما بالكِ يا امرأة؟ إضحكي قليلًا، ما هذه البومة الجميلة التي أتت؟
انهى العمال نقل أغراضها، فأعطتهم المال وابتسمت بلطف، حتى ابتسامتها بدون أسنان كانت لطيفة جدًا معهم، لم تعاملهم بغطرسة، وكانت تعامل المنزل معاملة هادئة، فقط أردت الحديث معها قليلًا، مشيت بهدوء وأنا أفكر بنفسي: ماذا قد يكون دينها؟
المسألة لم تكن مشكلةً لي، فقط إحترت، فكرت كثيرًا وتنفست الصعداء، همست لنفسي أن أفعلها، ليس الأمر بذاك السوء، إلا إذا ظنت أنني أحاول فعل شيء ما لها.
ابتسمت لها، اقتربت منها ووقفت أمامها.
«صباح الوردِ، ممكن أسألك سؤال، بس ماتاخديه عمحمل شخصي أو شي..»
أنت تقرأ
وهمّي
Romansaكانت ليلةً صيفية حارةً، سماؤها صافية تتراقص نجومها معًا، جلست مجددًا، على ذات السطح، وأتطلع لذات السماء، لذات النجوم، وكانت والدتي تهمس: لا أدري مابه، كان غير ذلك، قد يكون همًا أرهقه، قد يكون وهمًا يعيشه، وقد يكون همٌّ وهمي ألفه، وعاش معه. لم تكذب ح...