الفصل الرابع عشر: حنين

629 55 11
                                    




عدت لتوي من عملي، ١٤ ساعة من العمل، العالم يتقدم بسرعة مخيفة، اشتقت لأيامي البسيطة.. أقسم أنني كنت سأبكي من كمية التعب، لكن ليس وقته، دخلت لغرفتنا النوم، لأجد حنين تبكي..

كنت أعلم أن بكائها لم يكن طبيعيًا، حنين بطبعها صبورة، وحتى بكاء كانت تبكي بهدوء، لكن كانت دموعها تنهمر بشدة على يديها المليئتان بالجروح، جلست بجانبها لأجد أنها قد قرأت كل شيء، مكاتيبها التي أحتفظت بها، مكاتيبي عنها، وتهيئاتي وتصوراتي اللواتي لم ينتهين.. كانت تعيش معي، ومافعلته وأستوعبته أنني حولت امرأة لا تشبهها إليها، وأردتها هي لكنها فقط لم تشبها أبدًا!

هي لم تعلم عن إيلين، لم أتحدث أصلًا عنها، وحتى لو حاولت فهم كتاباتي ستجن، وهي حاولت وجنت، وأظنني أستحق أن أُحرق..

ربتُ على ظهرها ببطء، رفعت رأسها وواجهت عينيها العسليتين، كان من الواضح أن قد بكت لساعات ولكن هذه المرة بسببي، أمسكت بيدي بقوة وهي تتلعثم، كانت هذه المرة الأولى التي شعرت بها بحقارتي..

«يعني.. على الأقل.. خبرني! يعني والله تعبت معك يا إياس! والله تعبت! بكل شي يا إياس! أنا بحياة ولادك أكثر منك!! أنت بعمرك ماكنت معنا! أنا ماعم ببكي من مكاتيبك ولا مكاتيبها! لا أبدًا عم ببكي علينا! وعلييّ! أنا يا إياس قضيت عمري ألحقك!.. بتعرف كيف؟»

مسحت دموعها بيدي وهي تمسك بيدايَّ أقوى، أعدت شعرها للخلف وهي تبكي أكثر، وأنا استمع.. لأنني لا أدري ما الذي يجري.. وماذا فهمت..

«يعني.. طول عمرك شغلك أهم، ومشغول بالكتابة.. قلت تمام.. أنت شخص طبيعته هيك.. من يوم يلي انخطبنا، قلت هو رح يتغير.. واستنيتك، و تحملت أنك كشخص طبعك هادي، عادي!! كل الرجال هيك ما؟ يا إياس أنا تحملت عصبيتك وجنانك وشهواتك يلي ماقدرت أفهمها لهلأ و تعبيراتك المجازية وأهمالك لولادنا! بس أنا عم ببكي لأني تحملت! أمي بتقلي أنتي مرأة! حافظي عجوزكي! بس أنت.. مابعرف إياس لمرة وحدة جاوبني مين أنت

وهمّيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن