جلست أحدق في الشارع من النافذة، وأنا موقن تمامًا أن مايجري الآن ليسَّ سوى مهزلة أخرى من المهازل التي يفتعلها عقلي، وأنا لا أعرف سوى أمران: الأول أنني معجب تمامًا بإيلين، والثاني أنني يجب أن تجعلها تحبني، وأن أغيرَّ بها من حالها.كنت أخاف عليها بصراحة، أخاف عليها كيف هي قلبها يبدو معلقًا بأمور عديدةٍ ماعدا الله، لم أشعر من قبل أنها تخاف منه، ولا حتى تفكر بأي طريقة دينية، كان حتى الذين في الحيَّ يشكون في دينها، ومعتقداتها، و حتى يحاولون سحب الكلام منها، لكنها كانت شعلةً من الذكاء، كانت ذكيةً جدًا جدًا، كانت تجيبهم بما يجعلهم يكرهونها كثيرًا، أو يحبونها كثيرًا، لا أعلم إلى متى سأستمر هكذا..
لقد مضت أسابيع، كنت أراقبها من بعيد، لم أقترب منها، لكن عيني لم تنم عنها مطلقًا، أول ما أستيقظ أذهب وأرى هل نوافذها مفتوحة أم لا، وأحيانًا أتبعها بالسر، لم تعلم هي عني أي شيء، وربما كانت تعلم لكنها لا تأبه، كانت تذهب للحديقة، وأحيانا للنوادي الليلية مع أصدقائها، وأحيانًا أخرى هم من يأتون لعندها، ويأتي مجموعة أطفال لعندها في أيام العطل!
الساعة الآن تشير للواحدة والنصف ليلًا، وكنت جالسًا على السطح، و علمت الآن حان وقت استحمامها مع النوافذ والستائر المفتوحة، وفعليًا بدأت تفعل ذلك وهي تشغل مقطوعةً موسيقيةً ما، وتغني معها، وأنا أراقب..
أراقب الفتنة، الكمالَّ الأنثوي غير المصطنع، وددت لو رأيت أجمل منها، لكنه كمال أنثوي، يأتي بعفويةٍ، بضحكةٍ جميلة بأسنان صفراء، بشعر كستنائي قد زاد طوله تحت كتفيها، ونهدان كالرُمان في تدويرهما، وددت لو كانت يدايَّ هما ما تلمسان، كانت بعيدةً جدًا وقريبة جدًا، حلوة بمرارةٍ عجيبة تأتي في حلقي، وكان ريقي ينشفُ، والآن أكون بورطةٍ حقيقيةٍ كبيرة في الأسفل، يطول شيء ما في هذا المنظر الليلي الماجن..
لمست نفسي في الأسفل، كنت أمتع كل شيء بي، أحرك يدي ببطءٍ، والرياح الصيفية كانت تلامس جلدي، ووخزات في داخلي أشعر بها، كيف سيكون جلدها حين ألمسه؟ ما ملمسه؟ كيف أصلًا رائحتها؟ وماذا ستخبرني حين أود أن ألثمها بحميمية؟ هل ستناديني باسمي وتأمرني؟
زادت سرعة يدي، وأنا أنظر لعرضٍ مثيرٍ لكل حواسي، كيف قد تجلس فوقي وتحضنني، خذيني إيلين بالله عليكِ!كانت خيالاتي تزيد غرابةً، تزيد سوءًا، ولا تصبح سوى أكثر إباحيةً، لكنني لم أعد أشعر بشيء من النشوة، نشوة الخيال لوحدها كانت رائعةً، جعلتني أعيد رأسي للخلف، لم أهتم للمكان أنني جالس على السطح!
الخيال، الخيال لوحده كان ممتعًا، كان جميلًا، ساحر والشيطان ينظر لنا، كيف يكون بيننا ويخبرنا، يهمس بأذننا أن نفعلها أكثر، إزني، إلمس، استمتع بنعيم الدنيا، الدنيّا التي بخطاياها ستحرق، اللعنة لكن الدنيا جميلة! هي كانت تغذي الكثير بي، كان المنظر لوحده كافيًا، كيف حين يطبق؟
زادت أنفاسي، وشعرت بدموع تتجمع بعينايّ، كانت دموع الذنب ربما، أو دموع المتعة، أو كلاهما، كانت أحاسيس غريبةً لم أحسها منذ زمنٍ طويل، نظرت للنافذة وهي قد انهت استحمامها، كما انهتني، ولكن حصلَّ مالم يكن بالحسبان، لقد نظرت لي في عيني، وأنا كذلك، وكانت هذه نقطة لم أتمنى أن أصلَّ لها!
أنت تقرأ
وهمّي
Romantizmكانت ليلةً صيفية حارةً، سماؤها صافية تتراقص نجومها معًا، جلست مجددًا، على ذات السطح، وأتطلع لذات السماء، لذات النجوم، وكانت والدتي تهمس: لا أدري مابه، كان غير ذلك، قد يكون همًا أرهقه، قد يكون وهمًا يعيشه، وقد يكون همٌّ وهمي ألفه، وعاش معه. لم تكذب ح...