مَـشهـد ••9•• || كَـلِـمـاتٌ افـتِراضـية Des Mots virtuels .

263 31 5
                                    

الـسَّـاعة التـاسِعَـة || بتَـوقـيت أُغـنِـية .

يُـمـسك يَدهـا بَـين خَـاصتِه بِـقوة ، كَـأنه طِفل خَـائفٌ مِن ضَـياعِ أمِه بَـين الحَـشدِ الغَـفير ، يتَـمشَيانِ سَـويَة عَـلى قَـارعَـة الطـريـق الهَـادئ نـسبِيا .
أعيُنها تتفَحـصُ ظَـهره ، شَـعره ، مـنكبَيه و كـل تفـصيلَة صـغيرة بِه .
تـكـادُ لا تـصدِق عَـقلـها المَـجنون الـذي يُخـبرها أنَـها مَـعه ، يُغـرقها بدِفئه و يَمسحُ عَلى رَسغـها بإبهامِه .
مَـرت نَـظرة رِقة ، لُـطف بِداخـل أعينـها ، غَـمرتـها المـشاعر بِحـضرته ، أتَراهُ يمـلك هَذا التـأثِير حُلو الطـعم عَـليها .
باللَّحظة التـي استَـدار لـها وجَدَها تـمشي دُون وِجهَة و تـحدق بِظهره ، ابـتسم و حَـرك يدَها بـين يدِه كَـي يوُقِضها مـن غَـفوَة أحـلامها قَـصيرة المـدى.
=" وَيحـكَ يَـا رَجل ، لِـما تَرُجـنِي هـكذا !"
_" رأَيـتكِ تَـحلمـين بأعـين مَـفتوحة ، أهَذه ظَـاهرة جَديدة لـك ، مِثل النوم فِي أيِ مَـكانٍ تجدِيه!"
="كـنتُ أحـلم بحـياتِي المستَقبـلية لِما تُقاطعنـي ، كَـم أنك مزعج"
أخذَت تمـشي قَـبله مُتظاهـرة انزِعـاجها منه ، ابـتسم عَـلى حَـبيبته الغَـبية ، أتَراها حَقًا تمـلك هـذه الشخـصِية الطُفولـية أينَما حـلت ، أم فَـقط مـعه و أمـام أعيُنيه .
فِـكرة أنه اسـتطَاع مـنحَها السـعادَة التـي تستَحقـها تَـجعله مُمتنًا و أكـثر .
بـينما هِـي كَـانت تبـتسم حـيث أن فـي لَـيلَـة و أقلَ مِن سَـاعـة عَـادَتْ مِياهُ نَـهرهِم لِمجـراها بـعد ضَـياعٍ طَـويل .
أمـسكها مـن كَـتفـيها يَـجعلُها تُقابِله بِـوجهها لِـيقول
_" أَمـا زِلت تَـتذكـرين أغنِـيـتنا سـيٖرَا ؟ تِـلك الأغنِـية الفَـرنسية الهَـادئة!"
اقـتَرن حـاجبيـها مَـعًا فـي دهـشَة ، كـيف لَـها أن تَـنسَـى الأغنِية تـلك ...فَـهيَ تُـعبر عـن حـالتِهم طِوال سِنين الافتـراق .
=" لا ، لـم تُـفارق ذِهني أبـدًا ! لِـما السُـؤال إيان"
_" غَـنِي لـي ."
هـل هُـو يخـبرها أن تُـغني بِمنتـصف الشـارع حـيث مُعظم النـاسِ يَـعرفونَـها ، بِصـوتها الِذي يَـجعل أُذني أي بَشرِي تـنزف... مَـا خـطبُه !
=" مَـاذا ! الآن ، و بِصـوتي المُـزري !"
_" إنـي مُغرَم بـصوتِك و بِبَحته و رقتـه ، مغرم بـكل تفـصيلٍ يخـصك"
قَـلبت عَـينيهَـا عَـلى مـراوغَـاته التـي لا تنتـهـي مـحاولةً تـعديلَ صـوتِها كـي تغنـي له ، و قَـد كـان الحظُ حَـليفها إذا اقتَربا مـن الشاطِئ الخَـالي من إنسٍ .
_" أَودُ أن أخـبِرك بـكلمَـات افتـراضِية .
فـِي أورَاقي تَبدو حـقيقـية .
كـلّ مَـساء ، مِثل الطُـقوس .
أنَـا أنتـظر مِـنكَ كـلمة .
كـلمَة مَرحبًا .
Je te dirais Des mots virtuels
Dans Mon ècran ça paraît rèel
Tous Les soir comme un rituel
J'attends un mot
Un hello.  _"
غَـنت لـه بصـوت حَـاولت أن تـجعله خَـافتـا كـي لا يسـمعها غَـيره كـونه الوحـيد الذي يحـب صـوتها.
كَـان هـوَ كـالملـحد الذِي ينجـذب لِديانَةِ حـبِها أثنَـاء اسـتماعه لـها . سـقط الإلحَـاد عـنهُ و اعتَـنق دِيانتـها.
التَـفتت تنـظر لَه ، ابـتسمت و عَـانقت جـانِب خـصره مُتمشـية معه و هُو تَحت تأثـير سِحر غِنـائِها .
مَـا ان كَـادا يـعبرَا الشَـارع نـاحية الشـاطئ ليَـنفردا بِبعضـهما . قـطعت طَـريقـهما سـيارَة تـوقفت تَـحديدًا أمَـام العَـاشقة المُـتمسِـكة بِرجلـها كـأنها خـائفة مِن فـكرة أنها فِي حلمٍ أو فـي منطـقة اللّاوعي خَـاصتها ، بـيـنما الآخر وضَع يـده عَلى خَـصرها منتـظرا سائق السـيارة أن يفـتح النافذة، و قبل أن يَفعل نـطقت سـيرَا
=" هَـذه سَـيارَة وَالِدي !"
_" و ما الـذي يـفعله سَـائق وَالدك هـنا !"
أجابها إيـان تـحدِيدا مَع خـروج السائِق مُوجـهًا بَصرهُ للأنـثَى قُبالته.
¶ " سـيـرَا ، وَالدك يَـطلبُ حـضورَك حَـالا لِمنـزل العـائلة الكَـبير "
=" و يـظُن أنـني سأحـضر ، كَـيف وجـدتني أوَلا اُونـور !" أونـور ، و قـبل أن يَكون سائق والـدها كـان صـديق الطـفولة من الحـي المُجاور ، و الذي اعـتادَت عـلى الهـروب من المَنزل لِملاقاتِه أثنَـاء مُراهقتهما ، سَواءًا للتدخـين أم جلسة هادئة كَلاهما يمسك بـها كِتابا و يـغذي عَقله
¶" كـنت مَـارًا أمَـام الكـنيسة مُتوجـه لمَـنزلك لـكنَـني رَأيتك رُفقة السيد "
كَـانت تـشك فـي سبَب دَعوة الوَالـد لَها بـهذَا الوَقـت ، و قَـد قَارب مـنتصف اللَّيلِ .
ألـقت بنَظرهَـا عَـلى إيـان لتـلاحظ تـجهم وَجهه ، لا تَدريِ بـسبب السائِق أم وَالدها أم كِلاهُما .
_" أشـك و يَـا عَزيزتـي أن وَالدك الحـبيب زَرع كـاميرا في نَـاحية من أنحـاء جـسدك"
سـخر نِهاية كـلامه و قد مَـرر يـده عـلى ظـهرِها العَـاري نـسبيا و حَـتى خـصرِها بـسَبب تَصميم الفـستـان ، مَـا سبب لَها رَعشةً مُحببةً عَلى مستوى عَمودها الفـقري .

أفـلت العاشِقان نـفسيهما ، لتركـب الأنـثى السـيارة المُرسلة إلـيها ، و تَلاها إنحنـاء رجـلها إلى حد نافذَتها ، ابتـسم و عدّل من خـصلات شعـرها واضعًا إياهم خـلف أذنِها برقَة .
_" لَـنا لقـاء آخر ، طَـبعا ، لا هُراءَ انـفصَال و ابتـعادٍ آخر "
=" إن حـاول والدي التـكلم هـذه المـرة ، أريدُ إخـبارك أن تَـستعد إيـان "
_" استـعداد ، مَا سببه "
=" للعَودَة لِوَطنـك الأُم"
استـغرب جُملتها ، و الابتِسامة التـي أرفقَتها مَعها ، أتنـوِي طَرده من بِلادها ! ..لـكنه صُدم ، و ابتـسم هو و مـعه السائق فـي مُقدمة السـيارة بـعد مَـا أتمت جُملـتها.
=" سـتعودُ لوَطنك و عَـائلتك ، مَـعِـي "

To be continued .

___________
شوفووو فوووق ، كوفر جديد 🙃😭

ابـنَـةُ الـعَـين | Fille de l'oeilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن