تَرجُـو أنْ تَنـقَلِبَ عُتـمَتها مَاءًا فَتُغرِقهَـا
____________________________________
السَّـاعة السَّادِسَـة مَسَـاء || بِتَوقِيت العَدَمتَقـفُ لِـوحدِهـا فِي بُقـعَةٍ مُعـتَمة مِـن غُرفـتِها ، تُفَكِر فِـيمَا تَؤولُ إلَيه الحَياةُ.
كَـانت فِي طُفولتها تَظن أن الحَياة مَا هِي إلا أَلوانٌ و أشـرِطَة حَريـرٍ مُزَخـرَفة. لقَد عَظَمُوا أمرَ السَّعادَةِ حَتى أَصبَحت وَهمًا.
خَاب ظَنها ، عَلمتْ كَونَها أُنثَى نُبِذت أن الحَياة صِراعَـات ، الأفكار تَتنَافر ، الرُؤى تَتداخَل ، و المَشاعِر تَتناَقض.
إن الحّياة تُجدِد أغلاَل المَرء کل فَترَة ، تَتركه يَشعر كأنَه مَنبوذٌ بالعَراء ، يُشاهِد شَريطَ حَياتِه المُنكسِر يَمضي ، يَغرق و يَغرق بِلا قُوة لرَفعِ نَفسه للسَطح بحـثًا عَن شواطِـئ النَجاة.
تَأتِي لَحظة نُدرُها كَندرِ البِلَور ، تمـنح فِيها الحَـياةُ المَرء طـوقَ نـجاةٍ ، و ضَوءًا فِي لَيل العَراء.
كـان هُو نَجاتُها و ضـوءَ عُتمَتِها ، كلمَا اهتَزت دَواخِلها بِعُنف يُشعِرها بالتُوه ، تجِده هُناك ، بِحُضن يحمِل كـل الأمَانِ دَاخِله ، و كـلِماتٍ كالمَرهَمِ عَلى قَلبِها النَّازِف .
خَرجـت مِن أفـكارها التِـي تَسحـبها لِأعـماقِ نَفسِها ، مُكـتسِحة الأحـمَر كالعَادة ، مُلـبِية دَعوة الوَالِد لـها.
-لَطَالما كَـان الوحش هو المجـتمع و كَان الوالِد جُزءا مِنه ، هَذا ما أخبَرها بِه عَقلها و هِي ترى و تُصغِي لوالِدها يَتفاخَر بنَجاحِها الذِّي نَزفت من أجلِه ، و هُو لم يَكن دَاعِمًـا لَه .لطالـما رفض فِكرة كونِها كاتِبةً بائِسة .
تَتساءَل بِداخِلها إن كَان بُؤسها سيُؤدي بِها للهَاوية يَومًا.
هِي تحتاجُه هُو و لا غَير ، هو شاَفِيها و مُهلِكها .
هُو من مَلك عِلاجها بَين يدَيه و في عَينَيه النَّـجلاَء .
بدُونِه لا سَعادة لها ، حَتى و إن كانت وهـمًا .•• خُلق المَرء بِنِصف فراغٍ و نِصف حُزن ، و مَا السَّعادة إلا وَهم ||
أنت تقرأ
ابـنَـةُ الـعَـين | Fille de l'oeil
Nouvellesتَـجلِـس تلـگ الأنـثًَى ، يَفوح مِـنها عَبق الحُزن مُلتَحفَةً غِطَاءَ الـألَمِ ، شَـارِدَة فِي سَودَاوية حَياتِها. تَغوصَ فِي عَالمٍ شَيدَته يدَاهـا الطٌَاهِرة. غَـائِرَةٌ أعـيُنها بِلَونِ البُّن ، مُـبتَسمٌ ثَغرها ابـتسامَةً تُخـفِي صَدعًا ، انـكِ...