مَـشـهَد ••4•• || لَمَحَـات مَاضٍ .

586 53 11
                                    

السَـادِسة صَـباحًا || بِتوقِيتِ الذِّكـرَيات.

مُسـتَلـقِية عَـلى فِرَاشِـهَا الوَّثِـير ، خُـصلَاتُهَـا البُنِية  تَلـمع و السَّبَب كَان تِلك الأشِعة الذَّهبِية التِي تَنثُرهَا الشَّمس .
كَـان مَعنى اسـمِهـا يَرمُز لِتـلك الأشِعَة ، خُـيوط  أبُولـو عِنـد الإغرِيق ،الفَـرق الوَحيد بـين مَعنَى اسـمِها و هِي كَان النُّور ، إن اعتُبِرت الشَّمس ضَوء نَهارٍ مَملوءٍ بالأَمـلِ البَشر ، فهِي لَيسَت سِوى سـحابَة سودَاء تَنشُر كَآبَتها عَلى القُراء مِن خِلال مَا ترْسمه أنَاملها الذهبية من حروف ذَات ظِلاَل .
شَارِدة فـي ضَوءِ الشُّروق المُتجَلي أمَامها ، لَم تَنم أكـثَر من ثَلاثِ سَاعَاتٍ لِيُدَاهِمها التَّفكِير بـعدَها ، ما انفَك عَقلُها ينـسَجُ ذِكرَياتٍ حَاولت هِي جَـاهدة فِيـمَا مَضَـى طَـمسَـها .
رُؤيَتُه بَعد دَهرٍ شَتتهَا ، تَشعُر أنَها ضَائِعَة فِي تِلك اللَّحظَة التِي دَاهَمت فِيهَا لَمـحَاتٌ مِن المَاضـي عَقلـها .
نَهَضـت بتَثاقُل من ذَلك الفراش لِتتمَوضع فَوق مَكتَبِها الأبـيض ، تَخُطّ تِلك اللّمَحات عَلى شَكـل كِتَابَات .

لَمَحاتُ مَاضٍ :
- أَنـتَ مَن رَاقَنِي.
- عَرفتُ الحُّبَ و لِذتَه ، بِجنُونِه و أَلمِه مَعك .
- عُيونـك الكُحلِية أَربَكتـنِي .
- خَنقـنِي التَّفكير بِك .
- يَرونَ بِي عِلَّة و دَاءًا ، لكِنك دَوائِي.
- يرَونَني نَرجَسِيَة لَكنَني نَرجسية بِكَ أنـتْ
-عرِفت جَمـال قَصائِدِي عِندَما احـتَوتك .
-حَتىَ و إنّي امرأة مُعَقدَة ، حَاوَلتَنِي
_ كسَرتُـك ، و الرَّبُ عَـالِم مَاهِي نِيَتـي .
_ إنـيّ سَبب بُؤسِك و قَد كُنت فَرحَتِي.
_ أصَابتـنِي عِلَل المُجتَمع ، فَخذلـتك .
_ رُؤيَتِي لأعيُنِك أحيَت بدَاخِلي نَدم الزَّمن .
_ من سَيُطـفِئُ نِيرَان صَدرِي مِن غَيرِك ، أدعَـجِي.!

أطـلَقت سَبِيل قَلـمِها الأَسودِ ، كَان هَدِيَةً مِنه .
لَطالَما أخـبرته كَونـها تَكتب لَا يَستَدعِي احتِوَاء هَدايَاه عَلى أقـلامِ ثـمـينَة ذَات نقوش.
لَكـنه مَا انفَك يـصّر عَلى كَون لا تَصح عَلى أنَاملِها حَملَ أقـلامٍ عَادية ، فَهِي لَيست بتِلك المَرأةِ العَادِية.
ابتَسمـت و مَحَاجِرها تَحمل من الـدمُوع مَا يكفِي لإغراقِ دَواخِلها ، حَفَّ بِها الأَلم مِن كُل حَدَبٍ و صَوت ، لتطلق سَراح دُموعِها الدَّموِية .
أخـبَرها يومًا فِي احدَى جَلساتِ عِلاجها أنها ابـنَةُ العَين ، تَبـكِي و الاله عَالم أنها تـبكي شَقاءَها .
تَعـتبِر حَياتَها رِوايَة من تَخطِيط عَقلِها ، وَضعت نَفسها فِيها طَرفًا شِريرًا .

هُنا لَم يـكن الرَّجل مَن كَسر أُنثَى ، بـل أنـثَى ، كَسرها المُجتَمع ، فَخَذلت رَجُلًا.

ابـنَـةُ الـعَـين | Fille de l'oeilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن