بَـارت خـاص : مَـا بَعد المُنتَهى

476 39 13
                                    

         حُـب سَـرمَـدي .
  دَائِمٌ، أَبَدِيٌّ أَوْرَثَهُمْ عَـذَابًا ثُمَّ أغرَقـَهُم هَناءًا.
         السَّرْمَدُ  الذي لا ينقطِع
       مَا لَا أوّلَ لَـه ولَا آخِـر
       خَـارج عَـن مَقـولة الزّمـان
      خَـارِقٌ  لِمَـقولةِ المَـكان .
         وَ مَـوجُـود بِلَا بَـدء ولَا نِـهايَة ٰ.
             
                  سِـيرَا ve إيـان .

                                 سِـيرَا ve إيـان

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_____________________________________

أخَـذت مَـايرا وَ بِلمـساتٍ هَـادئة تُعـدل مِن طَـرحةِ فُـستان سـيرَا تُعـطيها ابتـسامةً هادِئة أخـذتها الأخـرى كَعلامَةٍ لِتنهـض من عـلى مَقعـدها تُـحدق بانـعِكاسـها البَهـي على مِرآتـها ... تَـبدو كَمـلاكٍ مُـظلِم بِفسـتان زِفافـها الأسوَد مع طَرحتـها الطَويلة و تَبرجِها  ، نَـعم لَقد كـان يَومها المـنتظر ، زِفافـها مِن مَحـبوبهـا بَـهي النـظَر .
عـانت لِـشهـرين مُنذ لَيلـة الحَـادثـة المَـشؤومَة تـلك ، مـرةً أخـرى عَاد لـها اضـطراب بَعد الصـدمة بِشكلٍ أقـوى ، فَقـدت قُدرَتها عـلى المـشي مـا يُقارِب الشهر ، مَع بـقاء إيـان بِجانبـها كل يَوم و لَيلـة فَلم يَتزحـزح من أمـامها حـتى إن كـان لِعمله المـتراكم ، أخـذتها ذاكـرتها بِجـولة ناحـية يـوم الحـادثة عنـدما استَفاقت بـعد خُروجـها من غُرفة العمـليات فـي المـشفى الذي يعمـل به مَحبوبها.

قَـبل ثَلاثِ شُـهور || الخـامس عَشر من نُوفمـبر :
رَائحـة غـير مُحـببة لِتلـك الأنثـى المُستلـقية بِوهَن على فِراشٍ أبيض ، تُجـاهد لِفـتح أعـينها و الصُـداع الشَديد يَفتك بِها .
رَائحـة مُعقـماتٍ و أدوية طـاغية عـلى الجـو ، هـي في المُستشـفى .
جَـالت بِأعـينها حـول مُحيـطها تـحاول تـذكـر ما جَرى مَعها ، نـظرت بالنـافذة تَرى السمـاء مُصبـغة بِلون بُرتقـالي مَائل للحُـمرة ، أتَراه شُروقٌ أم غُروب ؟!
رَفعت يـدها المُرتجـفة تتلـمس الشَـاش الطِبي المُلتف حـول رأسـها و إبرَة المـغذي المُلتـصق بِيدِها ، تتـذكر الآن ما جـرى ، أيـقنت ما حـدث بعد اصـطدامها بالسـيارة .
أدَارت رأسَها لِجـهتها اليُسرى تَرى رَجـلها جَالسًا على كُـرسيٍ غير مُريحٍ يُغمـض عـيناه بِتعبٍ بادٍ على قَسماتِ وجـهه البَـهي .
هـل بقَى مَعها طـول فـترة نَومـها بعد ما جـرى ؟ أقـسمت أنها لـمحت آثار دمـوع على وجـنته ! أخَاف أن يـتذوق مَرارة الفـقدان كَرةً أخـرى !
=" إيـان ..."
هَـمست بصـوت مُتحـشرج جَراء جـفاف حـلقها ...انتفـض إيـان من مقـعده يفتـح عـينيهِ الكـحلية بسـرعةٍ يـراهَا تـحاول ضـبط جـلستِها و علامات التألـم بادِية على وجـهها الشاحِب.
هـلّم ناحـيتها يساعدها في جُلوسها يعدِل لهـا المـخدة وراءَ ظهـرها ... أحـاط وجـهها بكَفيه يحدِق بها بِنظَراتٍ قلقـة .
_" هـل أنت بِخير ، كـيف تشعُرين !"
رَمشت مـراتٍ عـدة ثـم حـركت رأسها تُجيبه بِنعم ، تسنـد رأسها عـلى كَفه تحدق به بِنظَراتٍ تلـمع بسبب عـبراتها التي تُهدد بالسقـوط.
=" لـم أتوقـع أن يكون هـذا شعور ما بعد حوادث الاصطـدام ، إنـه مؤلـم حَقًا"
قالـت تبتَسم آخر كـلامها بينما إيـان قـبل جَبينـها و أخذ يـتكلم برجـفةِ صوتٍ لاحـظتها الأخرى .
_" كـان الأمـر مُؤلـما ، تألمـت أنا عـند رؤية جـثمانـك مُخضـب بِدمائه ، تألمت عند آخر كـلمة نَطقت بها شفتاكِ ، آلمنـي قلبي عند آخر ابتسامـة وجهـتها لي ... في يَوم ذقـت طعم مـرارة الفقـدان ، ألم الحـب و غيرِها .."
استـلقت تـحدق بالسقـف تترك دموعـها لتتخذ طـريقها على وجنتـيها بينما نطـقت بكـلمة آسفـة لِيحضنـها الآخر مُربتا على شَعرها المُسترسِل بِهدوء ..الأهـم أنها عـادَت .
بـعد ما يقارب السـاعة حـاولت النـهوض من فراشـها لحَمام غرفـة المَشفى ، حـيث أن إيـان ذهـب ليستَشير الطبيب المسؤول على حـالتها عن مَوعد خـروجها .
نـزعت غِطاء السَرير دافِعةً برجـليها نحو الأسفل كَي تَقف ، إنها مـتعبة لهذا تـرتجف ..هذا ما فكرت بـه و هي تتشبـث بِملاءات السرير تـحاول الانتصـاب على قـدميـها و لازالت ترتجـف .. خـارت قـواها لوهـلة لتسقط جـالسة على الأرض و قد خـرج منهـا صـوت إن دَل يدل عنِ الألـم .
قـاطع مـحاولة وقوفـها الثَانية بعـيون تَكاد تـبكي دُخول إيـان مُسرعًا بعد سماعه لصوتـها من خلف الباب .
حـملها كَطفلة صـغيرة واضِعًا إياها على السرير ، رفـعت رأسها له تمـسك قميصه الأسود بِقبضتها
=" أنا ... أنا لا أستـطيع الوقـوف إيـان ، لا أستطـيع الوقوف"
نـبرتها حملت من الرعـب و الألم ما يجـعل إيان في مـوقف لا يحـسد عليه هـو الآخر من الخـوف عليها رغم عـلمه بالسبب .
_"لا تقـلقي يا أبنـة العَين و لا تذرَفي دموعـك ، ستتحَسـنين "
.
.
عَـودة للحـاضر :
استَفاقت من شـرودها على لَمساتِ عَمتها و التـي لم تَنتبه لِدخولها أصلا ، بعد حـادثها و مكوثها في المـشفى لعـلاج مشكـلة المشي تـلك قررت يومًا أن تتركَ إيـان يخـبر عائلتـها و بالأخص والـدها عن مَكانها و حادثها أيضًا ، فبعـد يومـين من إخبارهم وجدت والدَها و عمتـها يطـلان على غرفتِها بالمـشفى بوجوهٍ قلقـة ، بقوا مـعها و رغم اعتراضِ والـدها على فـكرة الزواج و فكـرة ارتباطـها بإيـان إلا أنه في الأخير أقنـعته عمتـها بطـريقة لا تعلمـها لحد الآن .
_" والـدك ينتـظر أمام الباب ليوصـلك لحـد رَجلـك"
رفعـت سيرا حَاجـبها متعـجبة، هـي لن تتبـع تلك العـادة صحـيح ...  لاحـضت ملامح عمتهـا الجـادة كأنها تخـبرها دون أي نقاشٍ أن تمشي أمامها بِمشية فـكتوريا المُتبخـترة .
=" يـا الهـي ...صبرًا "
خـرجت تتأبط يـد والدِها الذي أعطاها ابتـسامة ، أول لِنقل شـبه ابتـسامة يجـرها معه نـحو مـحبوبها .
رأته يَقف مُقابلا لها بِبدلةٍ بيضـاء ، أيقنـت فجأة أنهـما أعاثَا في العـاداتِ خرابًا ، أليس الأبيضُ لون العـروس و الأسود للعَريس ..كـيف تَغيرا الآن !
يضـع يدَيه يجـيوبه يحـدق فقط بأعيـن البّن خاصـتها ساهِيًا عن العالمِ حـوله ، يُغرقها بنـظرات الحـب و الاهتمام عن بعدٍ .
وصـلت له تتأبط ذراعه ، بينـما هو أومَأ لوالـدها بـخفة مُستـديرا لها يطبه قبلةً على جَبينها حيث صفقَ لهما كل الحضور من عائلته و عائلتـها و بضع الأحبـاب .
_" كـل شيءٍ يلـيق بامـرأتي ، تَبدين مُتألقة مُتلألئة يـا رَبة الحُسن و البـهاء"
ابتـسمت بتوسُع بينـما أثر كـلماته ظهر على وجـنتيها المحـمرة و التي استغـرب إيـان سببها ...سـيرا تَخـجل !
=" هـل أخـبرتُك أن الأبيض خُلق لـك من قـبل يا رَجل ، ويـحك لِما تَزداد وَسامـة، هذا خـطير عَلى قـلبي !"
أخبرته بنـبرتها المُعتادَة تتغـزل به و أعينـها تقيـمة من أعلى لأسفل .
تَـوقفا عـن التَهـامس و التَسامر بِكلمات الغـزل على رجـل الدٓين الذي سيبدأ تزويجـهم 
حـدقت سيرا بإيـان ثم برجل الدين الذي بدأ كلـماته التي بَدت لِسـيرا لا تنتـهي
=" سيـدي ، لو لـم نكـن سنـقبل الزواج لم نـكن لِنستدعـيك كل هذه المـسافة ، طـبعا نَقبل ..يمـكنني تَقبيلُ العَريس ؟! "
انـطلقت ضحـكات الحضور من كل حدبٍ في تـلك الحـديقة المَملوءة بِورود الجـوري الأسـود و الأبيض .
بـينما إيـان يحـاول معرفة مـن أين تُفكـر هذه المـرأة !
_____________________________

انتهـيناااا 😭😭😭😭

ابـنَـةُ الـعَـين | Fille de l'oeilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن