السَّـاعة السَّادِسَـة مَسَـاء|| بِتوقِيتِ رِسـالَة :
يَـدخـل أونُـور بِـخطى مُـسرعة نَـحو حَـديقة مَـنزل العَـائلة ، وِجـهته كَـانت مَـقعد الابـن الأكـبر آصـلان ، وَالد سـيـرَا .
_" سَـيـد آصلان ، هُـناك رِسـالَة عَـليهَـا اسَـمك وَجدتـها صَـباحا فـي سَـيارَتك الخَـاصة"
استَـغرب الآخر ، فَـمن المُـتخلف الذِي يَـبعث بِرسالَة ورَقية ، و فـي سَيارته أيضًا"
_" مَـن المُـرسل؟"
سأَل آصلان و هُـو يَمد يَده لِيأخـذ الرِسـالة ذَات الغِـلاف الأحـمر .
_" سـيَـرا ... هِـي مَن تسـتعمل هَذه الـطرق و هَذا النَوع مـن الوَرق"
قَالت أونور و هـو ينـظر بِلون الوَرق العَتيق الذي كُتبت عَـليه الرِسالة ، الحَديث بـينهما يَدور و العائلة تُراقـب مِن الجَدة إلى أصـغر حَفيدٍ بَينهم .
_" تَـوقعت ، لِنرى مَـا كَتبته تـلك الفَـتاة"
أخـذ يَـقرأ بِصوت لا يُـسمع الأحـرف التِـي خَطتها ابـنَته بِحبرٍ أسـود كَالعـادة .
[ لَـست مِن مُحـبي الكَلام و المُقدِمات المُملـة أبتَـاه ، تُريد صُلب المَـوضوع و سأعـطيه لَك .
إنـي مُـسافرة ، خَـارج البِلاد كُـليا ، ابـحث عَنـي و لَن أعود حـينها .
ضَـاقت بِي الدُنـيا و أنتـم حَولي ، أحـتاج رَاحـة طَويلة .
أعمـالي سأكـملها بَعيدًا ، و سَتلـحقك أولُ نُـسخة مـن كِتابي عند نَشره ، إن كـنت تتساءَل إن هربت مَـعه ... لـا أستَطيع إعطاءَك إجـابة لا أعرِفها ، إنـي لست مَعه ، حَاليا طَبعا ، لـكن لـن أتركَه بِسبب كَلام إنـسي جَـاهل لِـمعانـي الحُـب ، أخـبرتك مَرة أنَك لم تَفهـمني و لَن تـفعل ، لَست كَباقـي بَنات العَائلة ، أنَـا ابـنة أمِـي ، لَم أتحَدث عـنها يَوما مـعك ، قِيل أنك كـنت تَهواهـا ، إذن لِـما لم تَفهم مَشاعري اتجاهَ إيـان .
أبـي ، أعلم لـست من مـحِبي إظهار مَشاعرِك ، لَكن أولادُك يَحـتاجونَها ، فـكرة أن تنـمو وَحدك ،تَرى وَالدك حـولك لـكن دون التـماس عَاطفة مـنه أمر مُؤلم ، أخـتي الصُغرى فلتَعتني بِها ، أو سَتكمل أعوامَها فـي عيادَة إيـان و تَقع بِحب أخـيه الأصغَـر ، اسأل عن أيامهم أحوالهم و شعورِهم ... لا تَـجعلهم مِثلي عَلى الأقَل ، إنـي مُـستنزفَة للآخـر ، اكتـئاب وراءَ آخر ، تقنـيا ستَفقد نـفسك تَدريجـيا .
لا تقـرأ هَذا أمـام عَائلتك ...عائلتي الفُضولـية ، اعتَني بِسائقك إنه صديقي و أيضًا هو وَسيم .
اعتَـني بَنفسك ، نَـلتقِي يَوما مَا أبـي ...]كَان هَذا مَا احتـوته رِسالـتها التـي أكمَلها وَالدها فـي غرفَته ، بتأنـيب ضَمير عالٍ ، لَـم يُحافظ عَلى أمـانة زَوجته الرَاحـلة ، خَذلـها .
طَوى الوَرقة و وَضعـها تَحت وِسادَته ، تَـبقى ابـنته الكـبرى و لَها مَكانة خَفـية بقَلـبه ، لا يَدري مَـتى سَيراها مرة أخرى ، هـل سَتكون سَنة أن اثـنتان ، أم لَـن يَفعل ... !
____________________________________
تَـقف فـي مَـطار اسـطنبول الدُولِي تُحدق بِساعتها ، تَجر حَقيبـتها السَودَاء وَراءَها تَتجه للطَـائرة ، تُغادِر وَطنها لِوطن آخر .
فـكرت أن وَالدها سَيكون قـد تَلقى رِسالـتها بِحلول الآن ، لـقد مَرت السَادسة .
رجـعت بِذاكـرتها لِصباح هَذا الـيوم ...
أنت تقرأ
ابـنَـةُ الـعَـين | Fille de l'oeil
Nouvellesتَـجلِـس تلـگ الأنـثًَى ، يَفوح مِـنها عَبق الحُزن مُلتَحفَةً غِطَاءَ الـألَمِ ، شَـارِدَة فِي سَودَاوية حَياتِها. تَغوصَ فِي عَالمٍ شَيدَته يدَاهـا الطٌَاهِرة. غَـائِرَةٌ أعـيُنها بِلَونِ البُّن ، مُـبتَسمٌ ثَغرها ابـتسامَةً تُخـفِي صَدعًا ، انـكِ...