الفصل السابع والعشرون

9.3K 213 22
                                    

حَـان موعد خروج حـياه من المشفى ، أنهـى فـارس جمع أغـراضها ووضعها في السيَّـارة ، ثُم صعـد مرة أُخـرى إلى غُـرفة حيـاه ليجدها فارغة ليستنبط تواجدها داخل حمام الغُـرفة ، وقف أمام نافذة الغرفة واضعًا يديه داخل جيبي بنطاله ، ينظر إلى حديقة المشفى الخارجية وهو يستعـيد ذكرياته التي مَــرَّ عليها عام ونصف ، يتذكَّـر ذلك الصيف الجميل حينما التقـى بمحبوبته لأول مرة ، تلك المُـتمردة التي سـحرته بثوبها الأزرق ولسانها السَّـليط ، اتسعت ابتسامته حينما تذكَّـر كيف جـرَّها خلفه إلى قسم الشُّـرطة ونيته في زجِّـها داخل السجون ، لم ينسَ أول عقـبة في حياة كليهما حينما عجز حُـبهما عن التعبير عن نفسـه ، تـذكَّر رقصتهما الأولى معًـا وكيف استطاعت امرأة أن تجعله يفعل ما أقسم على تجنُّـبه يومًا !
خـرج من دوامة ذكـرياته حينما استمـع إلى صوتها الهاديء حينما هتفت باسمه ، التفت نحوها لتعتلي الدهشـة ملامحه ، وهو يـراها بتلك الثياب لأول مرة ، مـرر نظراته فوقها ، فقد كانت تـرتدي ثوبًـا من اللون الأبيض مُـزين ببعض الورود في أماكن مُختـلفة ، و حجـابًا من نفس اللون وفوقه تاج فضي رقيق جعلها أمـيرة ، فلقد كانت ومازالت أميـرة استوطنت عرش قلبـه .

حمحمـت بإحراج من نظـراته وهتفت بعبوس زائف : أنت ليه جبته أبيض ، والتاج برضو أوڤـر أوي !

اقتـرب منها بحركات هادئـة حتى توقف أمامها ، أمسك كفيـها وأردف بهـدوء : عشان دي أجمل لحظه في العُـمر ، خطوه كبيـره زي دي تستاهل .

انحنى فوق كفيـها يلثمهما برقة ثُـم ارتفع إلى جبهتها يُقبـلها بحُـب وأردف : مـبروك يا حيـاتي .

تجمَّـعت دموع السعادة داخل مُـقلتيها لترتمي داخل أحضـانه تستشعـر أمان العالم كُـله بين أحضانه ، أردفت بسـعادة : أنت أجمـل حاجه حصلت لي في الدنيا يـا فارس !

ربَّت هو الآخر فوق ظهرها بحـنان وهو يُـبادلها حديثها : أنتي هـدية ربنا ليا ، وكرمه عليا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هبطـت رنيـم إلى الأسفل ، تجـوَّلـت بأنظـارها تبحث عنه ، شهقت بصوت عالٍ حينمـا شعرت به يُـعانق خصرها من الخلف ، التفتت لتُـقابل وجهه والعبوس مُـسيطر على ملامحها ، مرر أنامله فوق قسمات وجهها وأردف بمَـرح .

حسَـن : التجاعيد هتأثر عليك سلبي يا دكتوره ، هتعجزي بدري كده !

رفعت حاجبيها لأعلى وأردف هي الأخرى بلماضة صارت مُـقربة لقلبه : معلش يا دكتور لسه معلوماتي على قدي !

غمـز هو الآخر بعينه اليُمنـى وأردف : فيه حاجات كتير ممكن أشرحها لك على فكره !

مـرَّر يده اليُـسرى التي استقرت فوق بطنها وهمس : يعني مثلاً ممكن أشرح لك عمليًا الجنين بيتكون أزاي .

عشق الفارس(الجزء الثاني من سلسلة الحب الأبدي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن