حَـان موعد خروج حـياه من المشفى ، أنهـى فـارس جمع أغـراضها ووضعها في السيَّـارة ، ثُم صعـد مرة أُخـرى إلى غُـرفة حيـاه ليجدها فارغة ليستنبط تواجدها داخل حمام الغُـرفة ، وقف أمام نافذة الغرفة واضعًا يديه داخل جيبي بنطاله ، ينظر إلى حديقة المشفى الخارجية وهو يستعـيد ذكرياته التي مَــرَّ عليها عام ونصف ، يتذكَّـر ذلك الصيف الجميل حينما التقـى بمحبوبته لأول مرة ، تلك المُـتمردة التي سـحرته بثوبها الأزرق ولسانها السَّـليط ، اتسعت ابتسامته حينما تذكَّـر كيف جـرَّها خلفه إلى قسم الشُّـرطة ونيته في زجِّـها داخل السجون ، لم ينسَ أول عقـبة في حياة كليهما حينما عجز حُـبهما عن التعبير عن نفسـه ، تـذكَّر رقصتهما الأولى معًـا وكيف استطاعت امرأة أن تجعله يفعل ما أقسم على تجنُّـبه يومًا !
خـرج من دوامة ذكـرياته حينما استمـع إلى صوتها الهاديء حينما هتفت باسمه ، التفت نحوها لتعتلي الدهشـة ملامحه ، وهو يـراها بتلك الثياب لأول مرة ، مـرر نظراته فوقها ، فقد كانت تـرتدي ثوبًـا من اللون الأبيض مُـزين ببعض الورود في أماكن مُختـلفة ، و حجـابًا من نفس اللون وفوقه تاج فضي رقيق جعلها أمـيرة ، فلقد كانت ومازالت أميـرة استوطنت عرش قلبـه .حمحمـت بإحراج من نظـراته وهتفت بعبوس زائف : أنت ليه جبته أبيض ، والتاج برضو أوڤـر أوي !
اقتـرب منها بحركات هادئـة حتى توقف أمامها ، أمسك كفيـها وأردف بهـدوء : عشان دي أجمل لحظه في العُـمر ، خطوه كبيـره زي دي تستاهل .
انحنى فوق كفيـها يلثمهما برقة ثُـم ارتفع إلى جبهتها يُقبـلها بحُـب وأردف : مـبروك يا حيـاتي .
تجمَّـعت دموع السعادة داخل مُـقلتيها لترتمي داخل أحضـانه تستشعـر أمان العالم كُـله بين أحضانه ، أردفت بسـعادة : أنت أجمـل حاجه حصلت لي في الدنيا يـا فارس !
ربَّت هو الآخر فوق ظهرها بحـنان وهو يُـبادلها حديثها : أنتي هـدية ربنا ليا ، وكرمه عليا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هبطـت رنيـم إلى الأسفل ، تجـوَّلـت بأنظـارها تبحث عنه ، شهقت بصوت عالٍ حينمـا شعرت به يُـعانق خصرها من الخلف ، التفتت لتُـقابل وجهه والعبوس مُـسيطر على ملامحها ، مرر أنامله فوق قسمات وجهها وأردف بمَـرح .
حسَـن : التجاعيد هتأثر عليك سلبي يا دكتوره ، هتعجزي بدري كده !
رفعت حاجبيها لأعلى وأردف هي الأخرى بلماضة صارت مُـقربة لقلبه : معلش يا دكتور لسه معلوماتي على قدي !
غمـز هو الآخر بعينه اليُمنـى وأردف : فيه حاجات كتير ممكن أشرحها لك على فكره !
مـرَّر يده اليُـسرى التي استقرت فوق بطنها وهمس : يعني مثلاً ممكن أشرح لك عمليًا الجنين بيتكون أزاي .
أنت تقرأ
عشق الفارس(الجزء الثاني من سلسلة الحب الأبدي)
Lãng mạnبَعد انتهاء صِلة الدَّم بين أبناء الأُسرة يأتِي الجيل الجديد مِنهم لفتح صفحَات المَاضي مِن جديد وكأنَّ الزمَّان أراد أن يُحي مِن جديد قلوبًا أنهكَها الألم . أبطَال كُتب عليهم اللقاء صُدفة - كما يعتقدون - لينهال عليهم سيلٌ المشاعر المُتناقِض مَابين...