هبَـط للأسـفل بعـدما استمـع إلى أصوات ضجيج ينبعث مِن المَـطبخ ليُفـاجأ بِهـا جالسـة على أحد مقاعد مِـنضة المطبخ وأمـامها العديد مِـن وجبـات الطَّعـام وهي مُنغمِـسة في الطَّـعام تتنـاول بشـراهة ، انتبهَـت له بينمَا هي تمسـح جانب فمها .
رنيـم : واقف ليه تعالى كُـل !
رفَـع أحد حاجبيه بينمَـا يُطـالعها باستهزاء وأردَف بنبـرة سَـاخرة .
حسَـن : حد ياكل الأكل ده الساعه 3 الفجر ؟!
رنيـم : علـى فكره معروف إن ده وقت أكل أي عروسين بعد الفرح !
رمقهـا باستهتـار وأردف بجـدِّية : عروسين ! كبيره أوي الكلمه دي !
انتهت من مضغ الطَّـعام لتُحرك كتفيها باستخاف قائلة : أنت اللي عندك مشكله في التأقلم مع الموضوع .
لم تستمع لأي إجابه مِنه لتبتسم بثقة وفي لمح البَصر تبدَّلت ابتسامتها ما إن شعَـرت بمحاوطته لها بينما هو يستند بكفَّـيه فوق المِنضدة بانتظار أن تستدير نحوه .
رنيـم وهي تستدير بشجاعة زائفة : مالك ؟
حسَـن بعبث وهو يقـرِّب وجهه مِن وجهها : بحاول أتأقلم على الموضوع !
رنيـم وهي تزدرد ريقها : أزاي ؟!
نظَـر إليها حسَـن بعبث وهو يتطلَّع إلى تعبيرات وجهها بتمعُّن ، حسنًا يعترف أنه إن كان هُنـاك إيجابية في هذا الموضوع فهو أنَّـها لم تتعرَّض للأذى ، لكِن ليس بمقدوره أن يُمـرِّر فعلتها معه مرور الكِـرام حتى وإن فعلتها تحت مُسـمَّى الحُب .
تنهَّـد مُطـوَّلاً ليُـردف بعدها بتحذير : بلاش تشوفيني وأنا وِحش يا رنيم ، بلاش تطلعي أسوأ ما فيا عشان هتكرهيني وقتها بجد .
تنقَّـلت بعينيها فوق عينيه لتُـردف بكلمات دقَّ لهـا قلبه تزامنًا مع دقَّـات قلبها العنيفة التي ظهرت مِن تورُّد وجنتيها : أنـا عُمري ما أكرهك أبدًا ، أنت أكتر حد بحبه في حياتي !
نظَـر إليها ثوان بصمت قبـل أن يزفَـر بضيق بعدمَـا تذكَّـر استغلالها له وأردف بجمود : ياريت تصحي بدري عشان نروح نسلم على عمي قبل ما يسافر !
تركـها وغـادر دون أن يستمـع إلى ردهـا عليه بينما هي زمَّـت شفتيها بحنَق ، فهو لا يتأثر إطلاقًا بكلماتـها ويبدو أنَّـها ستُعاني قليلاً معـه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فـي صبـاح اليوم التَّالي ،،
استيقظت على خيوط أشعة الشَّمس التي داعبت جفونها لتفتح عينيها بضيق وهي تحاول النُّهوض ، تجوَّلت بنظراتها التي توقَّفـت فوق وجه فـارس الذي ينام بهدوء وسلام على عكس نومها الذي راودها بها كابوس مُزعج ، مرَّرت أنـاملها فوق وجهه تتلمَّس ملامحه ، يبدو كالأطفال قليلاً وهو نائم ، طبعَت قُبلة عميقة فوق وجنته فتجده يفتح جفونه ببُطء ، بينما جحظَت عينيها فور استيقاظه لتحاول النُّهوض بينما هو جذبها مرة أُخرى لأحضانه ، نظر لملامح وجهها الخجولة والقلِقة في الوقت ذاته .
أنت تقرأ
عشق الفارس(الجزء الثاني من سلسلة الحب الأبدي)
Romanceبَعد انتهاء صِلة الدَّم بين أبناء الأُسرة يأتِي الجيل الجديد مِنهم لفتح صفحَات المَاضي مِن جديد وكأنَّ الزمَّان أراد أن يُحي مِن جديد قلوبًا أنهكَها الألم . أبطَال كُتب عليهم اللقاء صُدفة - كما يعتقدون - لينهال عليهم سيلٌ المشاعر المُتناقِض مَابين...