استيقظت حياه بنشاط ممزوج ببعض التوتُّر ؛ فقد تحققت أسوأ كوابيسها بأن تعود للعيش في هذه الڤيلا ، ولكِنها مُطمئنَّة قليلاً بوجود فارس ، جلسَت أمام المِرآة تُصفِّف شعرها البُني الذي وصل طوله إلى بداية كتفها ، لتحمل حقيبتها بعد انتهائها وتتجه للخارج .
«ملابس حياه»
أغلقت حياه باب غُرفتها وبينما هي تستدير وجدت رحمه تقف على مُقدمة الدَّرج بينما تُمسك جبهتها ويبدو عليها عدم الاتِّزان ، لتركُض حياه ناحيتها لتُمسك بها قبل أن تفقد توازنها بالكامل .
حياه : أنتي كويسه ؟
رحمه بهدوء : كويسه ، مُتشكره .
حياه : مُتشكره على أيه بس ! لو تعبانه ادخلي الأوضه وأنا هقول لهم يجيبوا لك الفطار .
رحمه بابتسامة واهنه : فطار أيه بس يا حياه ! أنا نازله الجامعه .
حياه بصدمة : بحالتك دي ؟! ، ارتاحي طيب وأي ورق أنتي محتاجاه هجيبه لك وأنا جايه .
رحمه : أنتي رايحه الجامعه ؟
حياه : لا معنديش النهارده بس هروح لفرح أشوفها .
رحمه وقد ترقرقت الدموع في عينيها : فرح اللي هي أخت أحمد !
حياه بحُزن : آه
لترتمي رحمه في أحضانها وتبدأ بالبُكاء بصوت مكتوم بينما جسدها ينتفض لتُبادلها حياه العناق وهي مُتعجِّبة مِن حالتها تلك .
حياه : رحمه أنتي كويسه ؟
رحمه من بين شهقاتها : أنا طلعت بحبه يا حياه ، مكُنتش أعرف إني بحبه كده ، كان مستني مني رد قبل ما يمشي !
لتنظُر حياه للفراغ بتفاجؤ ، كيف حدث كُل ذلك ومتى ؟! ، لكِنها مُتأكدة مِن شيء وحيد ؛ لقد ترك أحمد أثرًا طيبًا في نفوس الجميع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف حسَن في المُدرج يستعد لإلقاء مُحاضرته لتجول عيناه على مَن في المُدرج ويحدث مَا توقَّعه ، هي ليست موجودة ، ليضع اصبعيه السبابة والابهام فوق جبهته يُدلكها بهدوء محاولاً أن يُسيطر على غضبها ، ليُقاطع حركته اتصال هاتفه ليرى هذا الاسم الذي تتمنَّى لو لم يراه الآن .
أنت تقرأ
عشق الفارس(الجزء الثاني من سلسلة الحب الأبدي)
Romanceبَعد انتهاء صِلة الدَّم بين أبناء الأُسرة يأتِي الجيل الجديد مِنهم لفتح صفحَات المَاضي مِن جديد وكأنَّ الزمَّان أراد أن يُحي مِن جديد قلوبًا أنهكَها الألم . أبطَال كُتب عليهم اللقاء صُدفة - كما يعتقدون - لينهال عليهم سيلٌ المشاعر المُتناقِض مَابين...