وقف فـارس يلهث بقوَّة وهو يُطالع منظر الأعداء الذين لقوا مصرعهم على يديه هو وجنوده مُنذ دقائق ، يعترف أنه كان شرسًا وبقوَّة هذه المَرة ولكِنه ما كان ليترك أي أحد مِنهم يلوذ بالفِرار .
أحد العساكر : فارس باشا ، لو حضرتك جاهز فأحنا هنتحرك .
أومأ فارس بهدوء ثُم ألقى نظرة أخيرة على الموقع ليتبعهم إلى المُدرَّعة التي ستأخذهم إلى كتيبتهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلسَت حياه مُقابل رحمه في أحد الكافيتيريات تنتظر مِنها أن تتحدث ، لتبدأ رحمه الحديث بابتسامة باهتة .
رحمه : كان دايمًا في كُل مكان بروحه وكنت بسترخمه أوي بس مش هقدر أنكِر إني كنت ببسوطه من جوايا إنه مهتم بيا .
حياه بابتسامة : يعني أنتي كنتي بتحبيه ولا بتحبي اهتمامه ؟
رحمه : كنت فاكره إني بحب اهتمامه مش أكتر ، بَس بعد ما راح عرفت إني كنت بحبه ، قلبي وجعني عليه أوي يا حياه !
مسحَت حياه دمعه سقطت مِن بين جفونها لتُكمل حديثها باتسامة : دي أعمار يا رحمه ومُقدرة ، أحمد مشي شهيد ومكانته عاليه أوي عند ربنا .
رحمه : ونعم بالله .
قاطع حديثهم رنين هاتف حياه لتُخرج هاتفها مِن حقيبتها وترى أنَّ المُتصل هو حسَن .
حياه باستغراب : أخوك بيتصل .
رحمه : مين ؟ أدهم ؟
حياه : لا حسَن .
لتضع الهاتف فوق أذنها وتستمع إلى حديثه الذي أقلقها لتنهض سريعًا مُردفة : رحمه ارجعي أنتي الڤيلا بالعربيه .
رحمه بخوف : حسن جراله حاجه ؟
حياه : لا هو كويس متقلقيش .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ڤيلا الألفي دلف بخُطى ثابتة حتى وصل أمامهم في غُرفة المجلس ، لتنظُر إليه نور بتمعُّن تحاول أن تتبيَّن هيئته المألوفة ليُردف إياد قاطعًا الصَّمت .
إياد : أهلاً يا كريم ، عامل أيه ؟
لينظُر مازن بصدمة جليَّة إلى إياد ، أيُعقل ما حدث ؟! هل عادت العلاقات بينهم بعد رحيله مِن بينهم ؟!
تقدَّم ريَّان نحو والده وهو يُردف : أنا افتكرتك مش هتيجي !
كريم بابتسامة هادئة : اتأخرت شويه بسبب زحمة الطُّرق .
بينما تجوَّا بنظره نحو الجالسين لتسقُط عينيه على مازن الذي يُطالعه ليقف أمامه بينما مَد كفَّه : أزيح يا مازن ، فاتت سنين .
مازن وهو يُطبق على يديه : تصدق محسيتش بها مِن آخر مَره اتقابلنا !
كريم : سمعت إنك عندك فارس ورنيم ، ربنا يبارك لك فيهم ، أنت أكيد اتعرفت بريَّان ابني .
أنت تقرأ
عشق الفارس(الجزء الثاني من سلسلة الحب الأبدي)
Romanceبَعد انتهاء صِلة الدَّم بين أبناء الأُسرة يأتِي الجيل الجديد مِنهم لفتح صفحَات المَاضي مِن جديد وكأنَّ الزمَّان أراد أن يُحي مِن جديد قلوبًا أنهكَها الألم . أبطَال كُتب عليهم اللقاء صُدفة - كما يعتقدون - لينهال عليهم سيلٌ المشاعر المُتناقِض مَابين...