0.12 (2)

18 6 12
                                    

طلع على غرفته...فتح الباب لتلزق برجله الورقة...مسكها وفتحها...لينصدم بالمكتوب...دموعو مشيو على وجهه...بعمره ما كان يتوقع هاد الحكي من حبو الاول...من حبو البريء...من حب الطفولة تبعو...حس اكل ستين كف...اخد الورقة وصار يصفن فيها قرر يكتبلها رد...مسك قلمو وبلش يرسم حروفو...بدك ابعد عن طريقك؟!!!؟ تكرمي ولو انت تاج القلب مالح ارفضلك طلبك...اخد الورقة وحطها تحت بابها...
#عطول صوت العصافير ما بتتركنا نرتاح وهي على شبك غرفتنا
صحيت على صوت العصافير لتللقي حالها نايمة على طرف التخت...قامت لتاخد حمام سخن قبل ما تبلش يومها لتلاقي ورقة عند الباب...فتحتها لتلاقي جوابه يلي حسته متل سهام وفاتو بقلبها... بعدين فكرت...شو بتتوقع يكون رده؟!لا خليكي حدي بموت بلاقي؟! ماهي قلعتو...حست بوجع يلي عاشته من سنين بس الاحسن انو لسا بتعترف بينها وبين حالها انها بتحبو...نزلت وعلامات الزعل بوجهها...قعدت على طاولتها لتطلب الاكل...لتشوفه قاعد مواجهها...نزلت راسها وطلبت اكلها وهي عم تتجاهل نظراته...قربت صبية حلوة ولبسها على اخر موضة ومكياج...قعدت معه وصارو يحكو ويضحكوا...هي تحس نار وشاعلة فيها بس مافيها تحكي شي هي يلي تخلت...كل حدا فيهم اكل فطوروا...وصار وقت كل واحد يروح على شغله...بس هي كيف بدها تروح وتتركه معها لهي البنت...لسا ما كمل تفكيرها لاقته قام وبعدلها الكرسي لتقوم ويمشو سوى...قامت هي بحجة شغلها كمان ولاحقتهم ركبوا هنن بالسيارة وهي بسيارتها...ماشية وراهم لتشوف لوين هالدرب بدو يوصلهم وهي دموعها على وجهها هاد ملكها مو ملك بنت تانية...شافتهم وقفوا قدام شركة اطمن بالها وراحت هي على شغلها بس بالها وتفكيرها فيه ماعم تحسن توقف هالتقكير وتركز بشغلها...
#اجا اليلي ويا ليل طولت بغيابك
قاعدة تحت بالاستقبال بحجة شرب القهوة...بس شافته فات خلت عيونها بموبايلها...قعد جنبها...
نسيانة تفتحي الموبايل مشان تشتغلي فيه...
ك..ك..كان شغال هلق طفى حاطيته بيطفي فوراً...
غريب مع انك عم تشتغلي فيه المفروض ما يطفي...
وانت شو زاعجك ليكون موبايلك...
لا موبايل ح..رفيقتي القديمة...بس كنت عم انصحك مو اكتر...يلا نسيت انو لازم ابعد عن طريقك...سلامات يا أنسة...
صفنت فيه وهو طالع وهي مصدومة حتى كلمة حبيبتي ما نطقها...قررت خلص فعلا كل حدا يكون بطريقو...راحت على غرفتها...لتنهار بدون ما حدا يشوفها...صارت تكسر وطبش كل يلي حوليها...معقول هاد هو معقول ماحاول حتى يرجعها...كل صرخات الحرقة طلعت بهاليل...
بس حاله ما كان احسن من حالها...بس شب العربي معروف ما بيبكي..حاول يحارب دموعه مشان ما تنزل...بس بقولوا بالحب مافي حدا يكابر عطول المشاعر هي يلي مسيطرة...خانته دموعه وصارت على خدوده...مسحهم وضحك وصار يقول...شكلو تفاح عطش نزل المطر ليرويه...كانت جملتها وقت يكون عم يبكي ...لما كانو صغار...ترك حاله ليسرقه نوم ماعاد بده يفكر بشي....
#معقول الحب بذل لهل درجة...معقول شوية مشاعر تخلي قلبنا يتعب لهالدرجة...معقول هيبتنا كلها تروح قدام الحب...معقول نضعف لهالدرجة قدام الجنس التاني ان كان ذكر او انثى... معقول الانسان ضعيف لهالدرجة...
مرت هالايام متل ورق شجر ايلول...تروح مع الريح...بلونها الباهت...ماحدا بيعرف الايام لوين لح توصله...
صارت تشوفه حوليها وين ما راحت...مالها عرفانة هو صدفة عم تجمعهم؟!....ولا مجرد تهيئ براسها...هو مبسوط بيلي عم يساويه فيها...عم يشوفها محتارة...عم يشوف نظرات الخوف والغيرة بعيونها...كل ما تشوفه واقف مع هديك الصبية تجن وتحس نارها عم تاكلها...بس مالها قادرة تحكي شي...
#تفكير الصبية...
صح هي حلوة...و لبسها موضة...بس عم تلبس شي طويل و مو مكشوف...وهاد يلي هو بحبو...معقول يكون مغروم فيها؟!...بس لا لا هو بحبني انا حبو الاول...و صرنا بشهر ايلول معقول ما يتذكر انو حبنا بلش من هاد الشهر؟!...معقول نسي وعم يقضي نهاره مع هديك البنت...
قررت تنزل لتقعد وتشرب قهوتها بركي يرتاح راسها شوي...وقفت بدها تكبس زر المصعد...لتسبقها ايد من وراها وتكبسه...التفتت لتشوف مين وراها...لتشوفه...حست قلبها وقع...فتح باب المصعد...
تفضلي يا انسة...
لا معلش تفضل انت اول...
لا ما بصير سيدات اولاً...
وقفت هي بزاوية...وهو اخد زاوية تانية...عم تطلع عليه بطرف عينها...مسكت موبايله وعمل حاله عم يحكي اتصال...
مرحبا...وصلتي؟!...يلا انا مسافة طريق وبكون عندك...باي...
حست نار شاعلة جواتها...ماحست بحالها غير وهي رامية حالها بحضنو...
عم شوفك وين ما رحت...مطبوع جواتي...هي ما بتحبك...انا يلي بحبك...هي ماعم تهلوس فيك وين ما راحت انا يلي عم هلوس فيك...صرت وين ما دير وجهي شوفك قدامي...لاتروح لعندها...لاتروح...
ودموعها نازلين...وشهقاتها كبرت...
انتِ ماعم تهلوسي فيني...انا يلي عم الحقك واطلع بوجهك...مشان تعرفي شو يعني كلمة مابدي شوفك بطريقي...انا مافيي ابعد عنك وهي الفكرة انتِ يلي ما عم تستوعبيها...صح فترقنا كل هالسنين...بس انتِ ساكنة جواتي...وماتخليت عنك لهلق اتخلى عنك بعد مالقيتك...
ضمها...بس دايماً الاوقات سعيدة ما بتكمل...فتح باب المصعد...واضطر يبعد عنها ويمشي حدها...
لح تروح لعندها؟!...
لك هبلة مافي حدا عم يستناني...كنت عم خليكي تغاري مو اكتر...
على فكرة انت اكتر حدا شفته بيعرف يخلي الوحدة تجن....
شكراً شكراً هاد شرف الي...تشربي قهوة؟!
اكيد...بس هالمرة على حسابي...
اممم استني فكر...يلا موافق بركي بخسرك كم ليرة...
قعدوا...وصرلهم زمان ما حكوا وتغزلوا ببعض...واتفقوا يرجعوا لبعض وماعاد في فراق...خلص حاج تعب وعذاب لقلوبهم...
انتِ شكلك نسيانة شي...
لا ابداً شو بدي انسى...
نحن بشهر ايلول...الشهر يلي حبي وحبك كبر فيه...وصار الكل بيعرف فيه...قومي قومي يلا لازم نترخ هاد اليوم كمان...
مسكها من ايدها...وصاروا يركضوا متل ايام زمان...فتلو بيروت كلها...وهنن من مطرح لمطرح...
#ومرت هالايام...وهو صار يكتشف شي يلي تغير فيها بسبب الغربة اكتر...ينزعج بس يسكت مافيه يزعلها...ماصدق ايمت رجعت لقلبو...بس بعد السكوت الا ما القلب ينفجر ويحكي...صارحها...خبرها لازم ترجع متل زمان...بس هي كانت رافضة فكرة ترجع متل اول...المشاكل عم تكبر بيناتهم يوم بعد يوم...وما حدا فيهم قادر يوقفها...
#يوم من الايام...رجع من شغله...مبسوط...وقف حدها...
بدي خبرك خبر كتير حلو انا متأكد انك لح تنبسطي فيه...
شو هو؟!..
شركة فتحت فرع الها بسوريا...ولح انتقل لهداك الفرع...بلدنا هي احق فينا انو نطورها من بلاد الغربة...ولح نرجع انا وانتِ ونتجوز...ونخلف بنات وصبيان...
صفت فيه...فلتت اديها يلي ماسكة اديه...
انا ما برجع لسوريا لو شو ماصار...سوريا هي البلد يلي سبب وجعي...مافيي ارجعلها بعد كل هالسنين...بعدين ماحدا لح يتقبلني متل ما انا...انا ما برجع معك...
طلع بعيونها...حس نار وصلت لراسه...التفت وبلش يضب غراضه...خلص وحط غراضه على الباب...
بتعرفي...بعمري ماكنت فكر انك فيكي تستغني بهالسهولة...كنت مفكرك عنجد رجعتي تحبيني...بس كلو كذب بكذب...حب طفولة يلي عاش جوانا...انتِ خليتيه طفل ومنعتيه يكبر...بس انا يلي خليته يكبر...هلق كبر وشاب ولح يموت بوعدك بهالشي...
ومشي بطريقه...وراح متل ما شهر ايلول بجرد شجاره من ورقها...ولا كأنو كان عندها ورق...


بقلم: فرح العقاد
ملهمتي للقصة: Rora__sh
✌️بتمنى تعجبكم القصة ولا تنسى اللايك🥺

همسات حربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن