تحت ضوضاء كبيرة أصوات قذائف و رصاص طائش في تلكَـ السماء
أصوات بكاء هنا و هناك
دماء جارية في أرجاء الشوارع
صوت صراخ أم على ولدها
صوت طفلة تنادي لإيقاظ والدتها ووالدها الذين يغطي وجههما الدماء
أمي انهضي كفاكِ نوماً ، أبي استيقظ و اجعل أمي تنهض كفاكما نوماً هيا
جاء من خلفها شاب ، حملها و قبلَّ جبينها
لا تبكي يا صغيرتي أن والديكِ اصبحا عند الله و هما سعدان هناك و الآن أنتِ يجب أن تصبحي كبيرة و تفعلي أشياء جميلة و تبقي مبتسمة لكي يكونا سعيدين بكِ في الأعلى
سمعا صوت صراخ و بكاء في آنٍ واحد و لكن ليس لِـ أمرأة بل لِـ رجل حمل الطفلة بين يديه و دفع الشاب بقوة ليبتعد عنها جلس أمام جثت والدي الفتاة و بدأ يقول
لماذا يا أخي ذهبت ألا تريد رؤية صغيرتكَ وهي تكبر ؟!
ألاتريد الجلوس بقربها لتكمل لها تعليمها؟!
ألا تريد مسح دموعها عندما تبكي؟!
ألا تريد تزويجها ؟!
ألا تريد رؤية أطفالها؟!
هيااا أنهض
اقتربت منهُ و عانقتهُ و طبعت قبلة على وجنتهُ
لا تحزن عمي أنهم أصبحوا عند الله تعالى وهم بخير و سعدان هيا ابتسم أرجوك
ابتسم بلطف لها حملها و ذهب إلى منزلهِ
صوت القرآن يعم المكان و الدموع هي شريكتهُ
عظم الله أجركم....
شكر الله سعيكم...
كانت تلكَـ الجمل التي تخرق صوت القرآن فقط
بعد مرور أشهر ...
صغيرتي هيا تعالي إلى الطعام
شكراً لكِ خالتي...
صغيرتي أنني أتعجب من أمركِـ أنكِ صغيرة و يجب أن تبقي حزينة لموت والديكِـ و لكنكِـ تبتسمين منذ ذلكَـ اليوم لماذا ألستِ حزينة؟!
بالتأكيد أنا حزينة خالتي لقد فقتُ والدي فقدتُ والدتي التي كانت تروي لي قصة قبل النوم التي كانت تطعمني التي كانت تغني معي و تلعب معي و فقدتُ والدي الذي كان يفعل ما أشاء لكي أكون سعيدة لقد فقدتهم و أنا فقط في سن السادسة من عمري.....
ولكن يا خالتي أخبرني شاب لطيف يوم موت والدي بأن والدي عند الله تعالى يعيشان بسعادة ولكن سعادتهما لن تكتمل أن بقيت حزينة و أبكي بل يجب أن أبتسم و أفعل ماكانا يريداني أن أفعل وهذا ما أفعلهُ...
نظرت لها بغرابة و ذهبت لتكمل ترتيب منزلها
بعد مرور سنوات و سنوات...
واقفة بشموخ وسط الجامعة و تتحدث بأكبر أبتسامة تملكها...
وقف مجموعة من طلاب الجامعة بجانبها و أحداهن قالت ألستِ أنتِ الفتاة اليتيمة ؟!
أجل أنا هي
أتعلمين أحزن عليكِ عزيزتي لقد كبرتِ دون والدان
شكراً على حزنكِ صديقتي هذا يعني لي الكثير
أخذت ترسم خطواتها إلى خارج الجامعة لتعود لمنزل عمها....
مضت الأيام...
كانت تجلس تحت شجرة بحديقة الجامعة جلس بجانبها شاب
هل لي بسؤال؟!
بالتأكيد تفضل
الجميع يقول بأنكِ يتيمة منذ صغركِـ ولا تتذكرين عائلتكِـ سوى بالقليل من اللحظات ولكن الذي أتعجب منهُ بأنكِـ سعيدة و لا تبالي بشيء سوى سعادتكِـ ما السبب؟!
سأقول لكَـ شيئاً أننا لا نملك سوى عائلاتنا وأنا فقدتها فَـ الآن أنا لا أملك شيئاً لكي أخسرهُ...عند موت والدي أخبرني شاب بأن لا أبكي لأن والداي أصبحان عند الله و هما سعدين هناك و الآن أنا يجب أن أصبح كبيرة و أفعل أشياء جميلة و أبقى مبتسمة لكي يكونا سعيدين بي في الأعلى لذلك أنا مبتسمة و أفعل كل شيء بأبتسامة سأقول لكَ أمراً يا صديقي أبقى محافظاً على والديكَـ لأنهم أغلى من ذلكَـ الذهب الذي يشترونهُ بأثمان غالية و أبقى مبتسماً لأن أبتسامتكَـ في زمن حرب شفاء لأرواح كثيرةتم بقلم فرح العقاد🖤
أتمنى لكم قراءة ممتعة
وياريت شوف مشاركتكم عندي🥺🤍
أنت تقرأ
همسات حرب
Actionحرب أهلية لم تتوقف الا عندما تأكدت بأننا تجردنا من انسانيتنا...حرب أهلية انهكت روحنا...زرعت الخوف بداخل قلوبنا...جعلت مننا مجرد آلات للقتل...سنعود يوماً إلى حالنا؟!... قصص واقعية عن آلام و مأسات الحرب الأهلية...