همسات حرب

5

تتوالى الايام و تسقط مع اوراق الاشجار...
وتلكَ الدموع تتكاثر في عينيها كل ليلة...
تقول بتقليب الذكريات هنا و هناك...
ليتألم قلبها اكثر فأكثر...
ماذا ستنتظر من الآخرين ان كانت هي خذلتها و ابتعدت عنها؟!...
هل ستضع ثقتاً بأحد بعد ان خذلتها تلكَ القريبة؟!....
اخذت ترسم خطاها على ارضية منزلها و تتجول هنا و هناك...
اصطدمت بالامرأة التي لطالما اهتمت بها و عاملتها كأبنتها...
بالرغم من وجود الصعاب و المشكلات بينهم....
ولكن المشاكل موجودة حتماً حتى بين والدة و ابنتها فماذا يمكنها القول عن زوجة ابيها؟!...
عذراً لم انتبه لكِ بأنكِ هنا...
لا مشكلة عزيزتي...لما تبكي؟!...
لاشيء سأذهب...
امسكتها من معصمها و اخذتها الى غرفة المعيشة....هي تكلمي ماذا هنا؟!...
فقط اشتقت إليها...هل هي قاسية القلب لهذه الدرجة انني اشك دوماً بأن لديها قلب حتى...
اقتربت منها و احتضنتها...
انتِ محقة صغيرتي لا اعلم اي قلب تملكهُ والدتكِ حقاً...
هي لا تملك قلب فلا تتعبي نفسكِ في التفكير...
حقاً لا اعلم انا ان لم اكلم ابنتي يوماً اشعر بالنقص و عدم الراحة كيف تستطيع ان تعيش هي دون ان تقوم بالاطمئنان عليكي؟!...
تتذكرين عندما سألتني ماذا اريد ان أكل؟!...منذ تلك الدقيقة وانا افكر بها لقد اشتقت لها حقاً...
انا اسفة صغيرتي ربما تمنيتي ان تكون هي من تسألكِ...
لا لم اتمنى فأنتِ افضل منها بمراحل...
اسمعي صغيرتي لن اقول لكِ لا تحزني لان ذلك ليس من حقي...ولكن سأقول لكِ امراً ابتسمي رغم ألمكِ و ذكرياتكِ ابتسمي رغم ان والدتكِ هجرتكِ...كوني قوية لتستطيعيرالعيش بسلام...و سيأتي يوم و ترى اعمالها و جفائها حسرات فأبتسمي لك اعدت ان صغيرة المنزل حزينة هكذا...
عادت لغرفتها و استلقت و هي تبتسم لتذهب لعالم الأحلام...
ومن بعدها عالم الأموات...
ان لله وانا إليه لراجعون...لقد قلتُ لها ابتسمي و ذهبت لبارئها و هي تبتسم ستبقى ابتسامتها ملائكية مهما فعلت...ذهبت لبارئها دون ان ترى والدتها للمرة الاخيرة...

ابتسم فالحياة قصيرة لاشيء يستحق دموعك يا صديقي