الحلقة السابعة والاربعون

2.3K 39 8
                                    

في الحديقة

أمسكت بحقيبة يدها وتنهض من مكانها لتسرع في خطواتها باتجاه سيارتها عندما لفت انتباهها شيئا ما في هذا الظلام ، لتشعر بالخوف ما ان تأكدت من ان هناك احدا ما يراقبها بالفعل ...

سلمي "بحدة وعصبية" : مين ، في حد هنا ...

ليتملك منها الخوف بقوة ما ان بدأت افكارها السوداء تهاجمها ، لتخيل لها ان هذا ما هو الا سفاحا او شخصا مسلحا يريد مهاجمتها ، لترتعب ما ان تسألت متي اصبحت الحديقة غير آمنة ، لذا اطلقت العنان الي ساقيها حتي تهرب من ذلك الظل الخفي في الظلام ...

الصوت من الظلام : اختي ...

لتتجمد ما ان سمعت هذا الصوت الذي جعل دقات قلبها تتسارع ويديها ترتعشان وهي تقاوم الالتفاف ، كانت تشعر بطنين في اذنها لتقسم انها في الثواني القليلة التالية لم تسمع سوي اصداء عالية تتقدم منها ببطء ولكن بثبات ...

استدارت ببطئ لتتسع عيناها وهي تري هذا الوجه المألوف جدا لها والذي يمتلك ذلك الصوت المألوف جدا لها ...

سلمي "بدهشة مصحوبة بصدمة" : سا ، سارة ...

لتنظر لها وابتسامتها التي جعلت شفتاها النحيفتان تبدوان انحف ...

سارة : ازيك يا سلمي ، بقالنا كتير اوي ما شوفناش بعض ...

كانت سلمي تنظر لها بينما تجد صعوبة في الوقوف بثبات حيث كانت ساقيها علي وشك الانهيار ...

سارة : بس ادينا رجعنا واتقابلنا مرة تانية ، يلا بقي قوليلي يا اختي يا حبيبتي ، يا تؤامي ، قوليلي ايه اللي كنتي بتعمليه مع جوزي ، جوز اختك وانا مش موجودة ...

لتشعر سلمي كما لو ان الارض ستنهار من تحتها ...

كانت تنظر لها وعيناها تتفحصها ، فقد بدت مختلفة عما كانت عليه قبل حادثة موتها ، فشعرها الاسود الطويل اصبح الان بني اللون وقصير ، ووجهها الصافي والجميل اصبح الان يحتوي علي العديد من الندبات والتي تبدأ من وجهها وتصل الي رقبتها ، اما العينان والشفاه فكانت كما هي ...

ظلت محدقة بها حتي اعادها صوت سارة لارض الواقع ...

سارة : ايه هتفضلي متنحة كدا كتير ، شكلك بيبقي وحش اوي وانتي فاتحة بوقك وعينيك بالشكل دا ...

لتغلق فمها وهي تحدث نفسها ...

سلمي : هي دي سارة اللي انا اعرفها ، ميته والا عايشة ، لسانها الطويل عمره ما هيتغيير ...

لتبدأ في التحرك باتجاهها ، كانت خطواتها حذرة حتي وهي تقترب منها بشكل لا ارادي ، كانت مع كل خطوة تخطوها بدأت صور غريبة تظهر في عقلها وومضات من الذاكرة ، كانت لقطات موجزة ولكنها استطاعت ان تري تفاصيلها ، فقد كانت تري سارة في تلك اللقطات ، وكانت تري نفسها وهي تقوم بدفع سارة بعيدا عنها او ربما كانت تجذبها نحوها ، لم تكن تستطيع ان تحدد لان تلك الومضات لم تكن واضحة بما فيه الكفاية ولكن ما كان واضحا هو تلك السيارة الحمراء من طراز جاكور والتي كانت تقف امامها وضوء مصابيحها الامامية موجها الي اعين سلمي ...

تزوجت زوج أختي (الجزء الأول والجزء الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن