الحلقة الخامسة والثلاثون

3.7K 55 9
                                    

القاهرة

احد الحدائق العامة

كان يجلس يتابع حركة الاشخاص وحيوانتهم الاليفة مرة اخري عندما تفاجئ بمن تقف خلفه وتتحدث بنبرة يعلمها جيدا عندما تكون منزعجة...

سلمي : يا ريت تكون محضر حاجات حلوة عشان انا مش ناوية اضيع وقتي علي الفاضي ...

ليلتفت وينظر اليها وابتسامة ساحرة تملئ وجهه تعبيرا عن سعادته بتواجدها امامه ...

لينهض من مكانه ويتجه الي حيث تقف ، ليجذبها ويضمها الي صدره في عناق شديد ، ليغمض عيناه وهو يعود بذاكرته الي تلك الليلة التي علم بها حقيقة سلمي وانها هي حبه الاول والحقيقي ويتذكر عندما عانقها في تلك الليلة وكم تمني ان يعانقها مرة اخري خاصتا وانها بعد ان حضر الطبيب ومرت الليلة علي خير ليأتي الصباح لتعود سلمي الي حالة الجفاء والبعد وعدم تقبل اي شئ يخصه مرة اخري ...

كان يتوقع ان تدفعه بعيدا عنها ولكنه تفاجئ بانها لم تقاومه ولم تدفعه بعيدا عنها ، لتمر لحظات يستمتع بها بهذا الاحساس الذي لم يشعر به الا في تلك الليلة ، ليتركها اخيرا ويمسك بيدها ليتجه بها الي المقعد الذي كان يجلس عليه مرة اخري ...

فهد : انا عرفت ان دا مكانك المفضل ، واضح انك بتحبي تتفرجي علي الناس وهم بيتمشوا سوا ، او وهم بيلعبوا مع كلابهم ...

كان يشعر بأن التواجد معها في هذا المكان يعود به الي تلك الايام القليلة التي قضياها في دار الايتام منذ ستة عشر عاما ، التفت ونظر اليها وهي تجلس بجواره ليتذكر كم كانت هادئة ، وكم كانت ترفض اللعب مع الاطفال الاخرين بل كانت تفضل البقاء معه هو ، لذا كانا دائما يجلسون تحت احد الاشجار التي كانت توجد بالقرب من الملعب ليشاهدا الاطفال الاخرون وهم يلعبون ...

لينتبه من ذكرياته علي صوتها وهي تحدثه ...

سلمي : فعلا ، انا بحب اراقب الناس ، عارف ليه ...

فهد "متعجبا" : ليه ...

سلمي : عشان مراقبة الناس بتخليك تقدر تعرف نقط ضعفهم بمنتهي السهول ، ودا في حد ذاته شئ ممتع ...

فهد : هو هيكون شئ ممتع لو كنتي بمعرفتك لنقط ضعفهم دي هتقدري تساعديهم ، انما لو هتستخدميها ضدهم يبقي الموضوع دخل في منقطة تانية مالهاش اي علاقة بالمتعة ...

سلمي : امممممممم ، ممكن ، المهم قولي انت جايبني هنا ليه يا فهد ...

كان سؤالها مفاجئ له ، فقد علم بأن كل ما قاله وفعله معها خلال الاشهر الماضية لازالت تحتفظ به ، ليعلم بأن الاضرار التي فعلها بها كان تأثيرها اعمق بكثير مما كان يتخيل ، ولكنه قرر ان يظل معها ، اجل فهذه الفتاة التي تجلس بجواره ظل يبحث عنها لسنوات وها هي الان بجواره ، زوجته التي لا يمكن ان يخسرها مقابل اي شئ ...

تزوجت زوج أختي (الجزء الأول والجزء الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن