هل يوجد شيئ إسمه صُدفة..؟
شخصياً أقتنع بعدم وجودها إطلاقاً
أظن أن الصدفة مجرد مسمى ابتكره الإنسان عندما عجز عن تفسير التقائه بما يريد دون جهد
ما معنى أن|
يخطر على بال إحدانا بطيخ، فيدخل والداها نهاية اليوم يحمل البطيخة دون أن تخبره، صدفة..؟
أن تتحدثي مع صديقة في مراجعة اختبار وترجوان وجود السؤال السابع الصفحة ٢٢، يأتي الاختبار وتجدانه موجوداً في رأس الصفحة، صدفة..؟
أن تخططي لشراء كأس أعجبكِ بتصميم معين لكن لا تملكين ثمنه الكافي هذه الفترة، فتخرجين إلى السوق فتجدين ثمنه في أحد المحال بالضبط حسب ما تملكين من مال، صُدفة؟
تخطر على بالكِ رفيقة، فيصلكِ إشعار برسالة منها بعد دقائق، صدفة..؟
كيف..؟
°°°
يمكن أن تكون تلك الحوادث نتيجة الصُدف في تفكير شخص يؤمن أن هذا الكون جاء بشكل عبثي ولا أحد مسؤولٌ عنها، وكل شيئ يحدث هكذا وأنت وحظك..
لكن أنا كمسلمة تؤمن أن من أسماء الله «القريب، المُطلع، السميع، البصير، القادر، والودود» يعلم كل شيئ، قادر على كل شيئ، وليس يعلم كل شيئ وحسب بل ويتحكم في كل شيئ، لا شيئ يخرج عن إرادته، ودودٌ بعباده، رحيمٌ رحمن، أقرب من حبل الوريد
أعرف أنه هو من ساق لكِ كل ما مضى، هو من دبرها، وأنا كل ما مضى كان قَدراً من أقداره
ثم حين بحثت عن معنى إسمه اللطيف وجدت:
من أين تأتي الصُدف ولنا ربٌ كهذا..؟
أتسائل: كم نُسيئ الأدب حين يتودد إلينا رب النجوم في عُلاها بإرسال ما نُحب، فننسب كرمه إلى صُدفة عمياء خرقاء ونمضي..؟
°°°
_اقتنعت بكونها صدفة أو لا ما الفرق؟
بماذا يفيدني هذا عملياً..؟° شخصياّ، حين عرفت أن لا شيئ صدفةً في هذه الحياة وأن كل شيئ مقصود سواء في مستقبلي أو ماضيي تلاشى ٩٩٪ من خوفي وانعدم قلقي وتوتري من المُستقبل _عدا الجُزء البشري الطبيعي منه الذي يدفعني للأخذ بالأسباب بالطبع_
لستُ في أسر الخوف من أي شيئٍ قادم، لأن كل ما سيأتي هو اختيار مقصود لي أنا من الله، والله إسمه اللطيف وهو عادل، وهو موجود دائماً، ويعرف ما هو الخير لي، وفي اللحظة التي سأدعوه بها سيكون موجوداً، فما محل الخوف من الإعراب..؟
لا أخاف احتمال أن تأتي بالصدفة سيارة مسرعة ذات يوم فتؤذيني وتهدم مستقبلي بترك إعاقة دائمة لي، ولا أخشى احتمال أن أتواجد صدفة في طريق أعداء ظالمون متطاولون، ولا أخاف احتمال أن أرسب في إحدى مواد الجامعة لأن السيارة تعطلت بي صباح الاختبار صدفةً دون سبب ظاهري ولم أستطع الوصول، ولا أخاف احتمال الإصابة برصاصة طائشة صدفةً في أحد الشجارات القريبة من منزلنا،
لأنه ببساطة لا يوجد صُدف إنما
«قدّر الله، وما شاء فعل»
فإن حدثت أي من الاحتمالات السابقة فهو من ما اختار الله لي، وعليّ التعامل معه كما يُحب هو، كما ينتظر هووهذا الشعور بالطبع يدفع الشخص للشجاعة والإقدام والمحاولة والمبادرة بكل اطمئنان، فإن لم تكن تخاف شيئاً فلم لن تفعله..؟
كما قال البيت الشعري
وإذا العناية لاحظتك عيونها
نم فالحــــوادث كـلهن أمــانُ°°°
° الشيئ الثاني الذي استفدته من هذه القناعة أنها تقوي العلاقة بالله، جمال الشعور حين أفكر وأرغب بشيئ ولم أخبر به أحداً ثم أراه يحدث مباشرة، أعلم أن الله كان يسمع ما أريد، كان قريباً لدرجة أنه حقق ما لم أبح به، أنه أسعد روحي وجبر خاطري، هو رب الجبال رب هذا الكون رب الأرباب العظيم بكمال صفاته وجمال خصاله وجلال وجهه بعث لي ما يُبهج خاطري، بعثه لي شخصياً من بيان المليارات من عباده
حين يشعر الشخص بهذا هل تظنين أنه من الممكن أن يشعر بالوحدة؟ بالوحشة؟ بشعور العداء تُجاه الحياة أو الأيام..؟ بالطبع لا
قد لا أستطيع إصال حلاوة الشعور الذي أمر به حينها إلا أنه يُشبه شعور ركوب سفينة الملاهي الطائرة، بالضبط تلك الدغدغة التي تصيب القلب حين تهبط السفينة للأسفل..
فالحمد له
°°°
° الشيئ الثالث أن هذه القناعة ترفع من منسوب سعادتي بالتفاصيل التي تحدث، في اللحظة التي يعامل الشخص الموقف بشكل عابر باعتباره صدفة لا قيمة لها، أنا أستمتع وأفرح به بشكل مضاعف، ثم أعتني به باعتباره هدية الله لي والذي ينتظر طريقة تعاملي معه؛ فأتذكر حمده عليّه_بالطبع هناك أوقات أنسى بها كطبع البشر_
ومنذ عرفت أنه لا صُدف في هذه الحياة، صرت أستخدم تعبير «ذات قَدر» بدل صدفة، وكم يُضفي على الشعور والنص هالة سكينة وأمان
°°°
أنت تقرأ
خارجٌ عن السطر
Spiritualوحين غدت سطور القطيع «قيداً» مُغطىً بالسكر، اخترنا مذاق الحُرية اللاذع _الكتاب| خواطر فكرية شخصية_