خارجٌ عن السطر

ملتزم أو عادي..؟

من التصنيفات الغير منطقية تصنيف
مسلم
متدين(ملتزم) أو عادي

الأمر غريب حقاً

الإسلام دين وهوية، فحين يوصف شخص بكلمة مسلم أليس من البديهي أن يحمل أفكار وقناعات وأفعال هويته..؟

مثل أن نقول
هذا طبيب

سيكون من الطبيعي أن نتوقع منه التعامل كطبيب، وأن يعرف معرفة الأطباء، ويقتنع بقناعات الأطباء، ويلبس لباس الأطباء

لا نجد أحد يقول:
في المشفى يُقسم الأطباء إلى
طبيب وعادي

هذا غير منطقي، هويتك الطب فأنت ستكون طبيب ببساطة

هكذا الإسلام

هويتك الإسلام فأنت مسلم متدين بإسلامه ببساطة

مسلم يعني أن الطبيعي هو أن يكون الله هو الأول في حياتك، أن تفاصيلك اليومية كلها مصبوغة بأفكار الإسلام، مقياسك هو الإسلام، مرجعك هو الإسلام، قضية حياتك الاولى هي الإسلام

فما معنى أن يوصف المسلمون الطبيعيون الذين يمثلون هوية إسلامهم بـِ إسلاميون أو متدينون

ومن لا يطبق هويته يسمى عادي ..؟

هل سمعنا أحداً قال يوماً هناك بين شتلات الفراولة
فراولة فراولة، وفراولة عادي؟

الأمر وكأن هناك دينين داخل الإسلام، دين المتدينين يُوجب عليهم الصلاة والأخلاق والمحاولة لتزكية النفس باستمرار، الدين الآخر_العادي_ مرفوعة عنهم الصلاة والأخلاق والتزكية

فكأن الأمر متروك للشخص، والمتدين لا يفعل الطبيعي بل هو اختار طريق أصعب باختياره، وكأنه يفعل شيئ زائد 

لكن في الحقيقة العادي هو أن تكون مسلم متدين طبيعي ملتزم بإسلامه، وليس العادي أن يكون الإسلام في واد وأنت على رأس الجبل

كلنا خلقنا نفس الإله، بُعث لنا نفس النبي عليه السلام، نزل علينا نفس الكتاب، مأمورون بنفس الأشياء، منهيون عن نفس الأشياء، موعودون جميعاً بيوم نُحاسب فيه، الحساب لنا جميعاً بنفس الأُسس، الجنة التي من المفترض أن نسعى لها هي نفس الجنة، العدو الحقيقي لنا جميعاً هو نفس العدو «الشيطان»، الحلال حلال للجميع، الحرام حرام على الجميع، فأين الفرق؟ 

لذا أظن أن تصنيف الصحيح_اذا افترضنا أن هناك داعي للتصنيف أو أن التصنيف يصح أساساً_ هو
مسلم
عادي و منفلت

العادي الطبيعي أن نتحدث دائماً بـ «قال الله وقال الرسول» بكل عفوية وأريحية، أن يكون الإسلام اللغة المشتركة لنا لا مجرد خانة نزين بها شهادة الميلاد

الإسلام=دين
مسلم= منتسب لدين الإسلام
إذاً

العادي هو أن تكون متدين

سوى ذلك يُسمى انفلات أو عصيان أو تقصير أي شيئ سوى العادي
°°°