خارجٌ عن السطر

تحفيز أم خداع..؟

فقرة| عبارات يليق بها الإنقراض

فقرة ستحوي عدة عبارات مطروحة متداولة يظن الكثير أنها صحيحة، لكنني أراها محض هراء ينغص الحياة

°°°
من سار على الدرب وصل/ أنت قادر على فعل كل شيئ إن قررت/ ما يمنعك عن حلمك هو فقط قرارك/ لا مستحيل أمام عزيمتك/ الظروف ليست شيئاً أمامك إن صدقت في حلمك/ لا مستحيل مع الأمل

كل تلك العبارات وأمثالها هي من أهم أسباب إحباطنا، شعورنا بالفشل الدائم، كره البعض لذاتهم، حتى إنهاء الكثيرين لحياتهم

°ماذا! لا يا نسمة هذه عبارات تحفيزية!

أجل هي كذلك، لكنها خاطئة، ليست واقعية

أعرف أن أغلبنا تربى عليها، من محاضرات الأهل أو المدرسة، حتى مسلسلات الأنمي كانت تُركز هذه المعاني في أذهاننا بما تعرضه، حيث يسعى أبطال المسلسل في البداية لتحقيق حلم ما ثم يصلون في النهاية رغم الصعاب بحجة الإرادة، وإن نظرتم فحتى الروايات والأفلام تُبنى على هذه المعاني

لكن هذا ليس صحيحاً، الحياة لا تسير وفق هذا المنهج دائماً، الواقع ليس هكذا، أجل هناك من يحصل لهم هذا لكن ليس الجميع

°كم أب كان حلمه توفير حياة كريمة لأطفاله بحيث لا يُضطرون للعمل فمات في حادث عمل وأجبرت الحياة أطفاله على العمل؟

° كم قائد وجيش حاولوا فتح القسطنطينية فلم يستطيعوا حتى جاء محمد الفاتح وجيشه؟

° كم طالب سهر الليالي طوال العام خشيةً للرسوب ثم حدث له حادث مفاجئ ففاته الاختبار ورسب؟

°كم لاعب كان حلمه النجومية وكد لها لشهور ثم نفته إصابةٌ بدون قصد من الملعب كله؟

°كم أمٍ كانت حريصة على طفلها كل الحرص تنشد سعادته وحياته الكريمة، سهرت وتحملت وعملت كل ما بوسعها لتحقق هذا الحلم، ثم تسرب غاز في بضع دقائق أسكنه التراب رغماً عنها؟

والحياة مليئةٌ بأشباه هذا الأمثلة

ما يحدث هو أن الدراسات والاستطلاعات والتجارب ترصد الذين وصلوا ثم تصنف الحياة حسب تجاربهم، لكن لا أحد ينظر للذين خاضوا نفس الطريق ونفس العزيمة ونفس الظروف ولم يصلوا ولم يرهم أحد، ماذا عنهم..؟

°إذاً ما تعنين؟ هل علينا الجلوس فقط لأن هناك احتمال أن أحلامنا مهما سعينا لها لن تتحقق؟

لا أبداً، إنما فقط أن لا تضعوا في أذهانكم أن قيمتكم تُحدد بلحظة تحقيق حُلم، فإن لم يحدث تلاشت قيمتكم

فينتحر من رسب في الثانوية، ويحرق نفسه من خسر في مسابقة عالمية، ويكتئب من فاته حُلم

لا تروا أنفسكم بهذه النظرة المادية، ماذا عن الطريق؟ سنوات السعي؟ أطنان التعب والعمل؟ ليالي السهر؟

لهذا فقط لنقس الحياة بمقياس الله حيث لا ثانية تذهب سداً حين قال

{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى . وأن سعيه سوف يُرى}

نُقاس ونقَيم بسعينا، نياتنا، تخطيطنا، بذلنا طوال الطريق لا في النتائج فقط _الغير مضمونة الحدوث_
°°°

«والي بقولوا مافي مستحيل مع الإرادة القوية، بالله تمسخوا أنفسكم حبة باذنجان أتأكد؟؛-؛»

💜