تُخادعين من؟

140 27 11
                                    

اليوم إسمحي لي يا رفيقة الكوكب التي تحبين أن يُطلق عليكِ مُسمى «نسوية» مُتشددة أن أخبركِ بهذا

يا فتاة أنت دائماً ترددين أن هدفكِ هو التحرر من سلطة، تحكم، هيمنة، وظلم الذكر

لكن أفعالكِ تناقض هذا

تُقيمين ضجة على كل شاردةٍ وواردة تصرحين فيها بأنكِ ستصنعين لكِ كياناً مستقلاً بعيداً عن سُلطته وكيانه، ثم تعودين لمراقبة خطواته وتطالبين بمثلها

قاد سيارة، تُطالبين بمثله
عمل في كذا، تريدين عمله
قال شيئاً، تسعين لممثالته
...
صعد إلى القمر، تريدين مركبته

أنتِ بهذه الطلبات تُثبتين أنكِ مازلتِ تدورين في فلكه ليس إلا؛-؛

تماماً كأن يقول شخص أنه يريد التخلص من فوبيا الظلام، وتطوير ذاته بعيداً عن قيد هذا المرض

لكن حين نراه نلاحظ أنه يذكر الموضوع في كل مكان، في كل خطاب، في كل لحظاته اليومية، في صفحاته الشخصية، أنا أكره الظلام، أنا سأتحرر من الظلام، الظلام لا يُخيفني، الظلام ليس مرعباً، أنا أقوى من الظلام، أنا سأنتصر على الظلام، أنا سأمرغ أنف الظلام في الطحين

نعرف حينها أنه يخدع نفسه، لم يتخلص من مشكلته بعد، بل ما زال يعاني من خطبٍ ما مع الموضوع، هو حتى لا يسعى له بل يستمر بالتعمق في مرضه واستحضاره كل لحظة ليس أكثر

وهذا ما تفعلينه بالضبط

فهلا كففتِ..؟؛-؛

لأن الشخصية المستقلة السوية لا تحتاج الكلام في كل ثانيةً لتثبت استقلالها

هي مُطمئنة بذاتها، أفعالها تنطق بذلك، لا تخطر المشكلة التي تخطتها على بالها سوى بشكلٍ متباعدٍ عابر

حين يكون حقاً همكِ تقدمكِ وتطور شخصيتك ونيل حقوقكِ أنتِ سترين هذا الشيئ فقط ولن يعنيكِ على ماذا حصل هو، لن ترصدي كاميرات ملاحظاتكِ لما يفعل وأين يصل

لن تعامليه كفرد من الجيش الإسرائيلي، ولا كشيئٍ عليه الانقراض

بل سترين الأمر بطبيعية فهو مجرد إنسان لا أكثر ولا أقل

لا أن يُرى بمنظار العداء والند والترصد الحاقد في كل لحظة كما تفعلين...

لكن في الحقيقة_واسمحي لي أن أصارحكِ_ أنتِ لا تفكرين بما تحتاجين ويجعل حياتكِ أفضل وتسعين له وتُطالبين به، بل فقط تريدين أن تثبتي له أن أنكِ أفضل منه_وهذا قد يدل على عدم تقديركِ لذاتك.. فاحذري_تريدين الانتصار فضي معركةٍ من اختلاق خيالك ضده، تودين نفيه لكوكب لا يُمكن الوصول له سوى مرة واحدة

حد أنني أعرف نسويات همها الأهم وشغلها الشاغل هي كسر أنف الذكور، إذلالهم، الانتقام لضحايا النساء من القرون السابقة بذكور هذا العصر

أيا ينبوع العدل، أبهرتِني...

في الواقع، هذه ليست حقوقاً يُضحى للمطالبة بها، ولا هدفاً سامياً تُرصد الحياة له، هذا مرض يا سكر، مرض فتاك يحتاج جراحة...

وكُفي عن إطلاق حكم «معادٍ لحقوق المرأة» لكل من لم يرى رأيك ولم يقتنع بطريقتك، كأنا مثلاً، فإن لم أكن مع حقوق الإناث مع من سأكون؟

حقوق الجزر ربما؛-؛

بالنهاية، أنتِ لست إلهاً يحق له التصنيف ولستِ ناطقاً مُنتخباً باسم كل الإناث، بل فقط أنتِ من نصبتِ نفسكِ كذلك، فلا تنسي هذه الحقيقة وتُكفرينا في دينٍ اخترعته وشاع بين الأغلب كموضة وعلامة ثقافة...

°°°

💜

خارجٌ عن السطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن