البهاق

008

عدت للعيش مع والداي بعد أن اعتنت بي جدتي

الأمر لم يكن مرهقا بل كان لدي شعور غريب

شعور ابتعادك عن والديك هو مؤلم للغاية

صحيح ان جدتي لم تقصر في ذلك

لكن كنت أشعر بالحنين لوالدتي خاصة

لم ارغب الابتعاد عنهما مجددا لذلك اقدمت على دفع طلب في كلية طب قريبة من منزلي

الطبيب بارك لم أقابله مجددا منذ ذلك اليوم

لقد مر بالفعل يومان على آخر مرة

لكن والداي أصرا على أخذ مواعيد مجددا و بدأ العلاج.

ركنت دراجتي النارية و خلعت خودتي

صعدت الدرج كما كنت أفعل في السابق نحو عيادته

سكرتيرته تغيرت عن سابقتها و هذا يبث بعض الطمأنينة في قلبي.

لست أعلم ما أمر به

دخلت الغرفة أقف أمامه أكتف ذراعي أراقبه عسى يولي اهتمامه قليل بي كما يفعل مع أوراقه.

"مرحبا آنسة نامي، يمكنك التمدد على الكرسي المتحرك ريثما انهي بعض الاعمال هنا"

لما لا تنظر لي حتى

و ما هذه اللغة الرسمية الآن

انا أكره هذه الطريقة الوقحة في الحديث

ان كنت ترغب في الحديث معي فإرفع عينيك و ضعهما بعيناي لأتمعن بك جيدا.

ليس لك الحق أن تبعدني عنك

ليتني استطيع قول ذلك له دون الاختباء وراء نفسي الجامدة.

تبعني فور ما انتهى مما كان يشغله عني

جلس على كرسيه، يحمل بين يديه مصباح يتفحصني.