١. غرباء سود

2K 76 5
                                    

"إنهم هنا مجددا" قالها أنسيل بينه وبين نفسه وهو يضع حقيبته على القارب. التفت إلى الخلف متظاهرا بأنه ينظر إلى السماء؛ حتى لا يشكوا. أطلق تنهيدة وحاول التظاهر بالامبالاة معهم كما يفعل دائما.

لقد بدأ الأمر منذ شهر، في البدء ظن أنه يتوهم، ثم بعدها تيقن، وتسائل في سره حينها "ما الذي يريدونه مني؟ ما الذي أمتلكه أنا الرجل الوحيد البسيط والذي يعيش في كوخ قديم بجانب بحيرة وكل ثروته ذلك الكوخ والقارب الذي يحب ركوبه؟"

ثم بعدها علم مالذي يريدونه، لكنه قال في نفسه "مستحيل! قيل لي الخيار، وسأذهب حين أكون مستعدا نفسيا" ثم تفكير آخر غزا عقله "أليس من المفترض أن لا أحد يعلم بمكان تواجدي؟ كيف علموا إذا؟" ثم فسر الأمر بسبب بحثهم عن إنخاها؛ بسبب الأفعال التي ارتكبها في الماضي. طرد ما كان يفكر به قائلا "لا دخل لي بالأمر إذا"

كاد أن يفتح الرباط من على القارب قبل أن يركض باتجاهه شخص ذو بنية رجل كما استنتج؛ لأنه مغطى بالسواد من أوله إلى آخره.

ركض ناحيته بسرعة أجفلته، وكردة فعل أخذ حقيبته من على القارب، وأخذ يعدو سريعا ناحية الغابة، وتبعه الرجل ولكن هذه المرة لم يكن وحده، فحين نظر خلفه خرج رجلان من داخل الأشجار وانضما إلى رفيقهما.

وأثناء ركضه صرخ فيهم قائلا "لقد مات إن كنتم تبحثون عنه"

ثم فكر وهو يركض "بالتأكيد يعلمون أنه مات وإلا لما طاردوني، إذا هو الأمر الثاني، لقد علموا بوجودي!"

فصرخ قائلا "لا أريد، لي الحق" 

تفكير آخر غزا عقله  "ماذا لو كانوا هم؟" 

وفجأة استوقفه أحدهم ظاهرا أمامه، وقف حين حاصروه جميعا من جميع الإتجاهات، أخذ وضعية الإستعداد للقتال في حين كان يفكر فيمن يكونون.

"من تكونون؟" قالها بصرامة وحذر. أتاه الجواب بوخزة في مؤخرة رأسه، فقد على إثرها وعيه.

استيقظ فزعا، حدق في المكان أمامه، إنه في غابة غريبة، غابة ذات أشجار عريضة الأوراق، وقصيرة الساق، أو طويلة الجذوع وطويلة الأوراق، وعلى الرغم من أن الخضار يغلب عليها إلا أن اللون الأزرق يرسم حدودها.

"أين أنا؟" سأل نفسه، وعيناه متسعتان ذهولا. بحث عن حقيبته فلم يجدها.

سمع صوتا من خلفه، فالتفت ليرى مجموعة من الأشخاص الغير بشريين، وعلى الرغم من أن أشكالهم كانت مختلفة إلا أن هناك تعبيران اشتركا فيه معظمهم: الخوف والقلق.

قال أحدهم "يا إلهي! لا تقولوا أننا داخل آكسيري هابراما"

"لا مستحيل" قال أحدهم مستنكرا.

أجابه آخر، وفي صوته بكاء "وهل يوجد غير هذا الإحتمال في حالتنا هذه؟"

"مجموعة اجتمعوا، ولا قاسم مشترك بينهم سوى أنهم اختطفوا"

وهم على حالهم تلك، ظهرت شاشة من اللامكان وعرضت ظل رجل قائلا

"أيها السيدات والسادة، المشاهدين من جميع بقاع الممالك الأربع الشمسية الكبرى وما جاورها، اليوم نبدأ فعالية أخرى جديدة من فعاليات لعبتنا المميزة آخذين شخصيات جديدة"

ثم ركز شيء طائر دائري يشبه الكاميرا على مجموعة من الأشخاص قائلا

"لدينا مجموعة من المجرمين الذين يريد العديد من بقاع الممالك جميعا رؤيتهم يعانون كالعادة؛ بسبب ما اقترفوه، لكن نحن لسنا هنا اليوم لكي نضيع وقتكم من أجلهم.

تذكرون جميعا تلك الثورة التي حدثت قبل قرابة الثلاثين عاما؟ ثورة أستي، التي أودت بحياة أكثر من ثلاثة مليون نسمة من مملكة مجموعة أستينيا الشمسية المتحدة.

تلك الثورة التي قادها ثلاثة مجرمين، ولا تزال آثارها إلى يومنا هذا نتعالج منها.

حسنا اليوم لدينا حفيد مجرم الحرب غيبتو: آرجون"  وأشارت الآلة إلى رجل أصلع الرأس، ذو بشرة رمادية اللون، ومنظر حازم، وبنية قوية.

"ولدينا أم المساعد الأيمن للطاغية سيجون: سيترا وابنه: ساردام" وأشار إلى عجوز قصيرة القامة، زرقاء البشرة، ترتدي عباءة فضفاضة وأطول منها، تجر عربة بها رجل مشلول الجسم، ولا يتحرك منه سوى جفناه.

"وأخيرا، لدينا ابن أكبر طاغية، المسؤول الأول عن تلك الثورة، المصمم للعبتنا هذه، والمتسبب الرئيسي لكل لتلك المعاناة لشعب أستينيا العزيز، ابن إنخاها: أنسيل"

وتوجهت الكاميرا وجميع الأعين نحوه، ناظرين إليه بنظرات بين الدهشة، والصدمة، وعدم التصديق.

أما أنسيل، فتوسعت عيناه البنيتان حيرة وذهولا، قائلا

"هذا ليس ما ظننته يوما"

آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن