٢٣. سجلات الغرفة السرية

181 21 1
                                    

"احتفظ دائما بسجلات لكل شيء وكل شخص تتعامل معه، احتفظ دائما بورقة رابحة تستخدمها في وقت الحاجة"

كانت تلك واحدة من المواعظ التي قدمها إنخاها لأنسيل أيام تعليمه له حتى يستطيع مواجهة الكثير بعد عودته إلى دياره.

"هل لديك مثل هذه؟" سأله أنسيل.

"بالطبع أحتفظ بأدلة لكل شيء حتى إذا ما تم خداعي أو إتهامي، فإنني أبرزها"

"وأين ذلك؟"

تذكر أنسيل تلك الذكرى وهو يتفحص الأدلة التي وجدها في الغرفة السرية. حين أقام إنخاها ثورة قبل ثلاثين عاما لم يقمها وحده بل ساعده بعض الوزراء الذين كانوا يطمحون في أخذ بعض صلاحيات الحاكم حتى يعلن الحاكم الجديد، ولأنهم أرادوا الإبقاء على سلطتهم لو نجحوا، قاموا بتسميم ولي العهد أليخيو ابن أنيليو بسم ذي علاج نادر لم يستطيعوا إيجاده.

كان إنخاها ذكيا للغاية رغم أنه كان دمية في يدهم، هو أقام ثورة لتحسين الحياة كما أوهموه وخدعوه الوزراء في الماضي، لكنه مع ذلك احتفظ بكل معاملاته معهم.

حدق أنسيل في صورة رجل يرتدي بذلة بيضاء، يشبه البشر بشعر أسود اللون، وبشرة بيضاء "إذا هذا الوحيد الذي كان يتعامل مع إنخاها مباشرة وينقل له الأوامر من الوزراء المجهولين الآخرين" باختصار علم أنسيل أنه هو الآخر يكون كبش فداء سيتم التخلص منه في أقرب مصيبة، ومع ذلك هو تذكرته للوصول إلى الباقين، ورغم أن إنخاها وضع أسماء لمن يشتبه بهم فالأمر ليس أكيدا، وأنسيل يحتاج إلى خطة منظمة لإظهارهم قبل إسقاط دميتهم.

ثم التفت يمينا حيث وضع المفتاح مكعب المدخل، والذي عليه خطوط زرقاء، حين عانقه ليكسس آخر مرة لم يهمس في أذنه فقط بل وضع المفتاح في قلنسوته قائلا "كل شيء بحثت عنه هنا"

علم ببعض أبحاثه أن هذا المفتاح أحد المفاتيح لشركة خزانة سرية، حيث يحتفظ بها أي شخص لا يريد من أحد أن يعلم بما معه من ممتلكات، وعرف أنسيل ببعض الأبحاث أي شركة تكون، وأين موقع خزنة ليكسس.

دخل إلى المبنى وإلى مكان الخزنة، فتحها ليجد بها صندوقا واحدا فقط، فتحه ليجد بداخله قرصا صغيرا، حزر أنسيل أنه كاليو إس بي عند البشر، فأخذه واتجه إلى القصر وشغله على الجهاز الذي امتلكه إنخاها.

"لم تتغير التكنولوجيا عندهم كثيرا" قالها أنسيل بعد أن شغل القرص بسلاسة.

ظهرت على الشاشة ملفات خاصة بالوزراء وأبناء العائلات الكبرى، وبعضها كتبها ليكسس تحت المراقبة المشددة، وذكر تحت كل شخص ما يشتبه ليكسس بأنه وراءه، وهذا بعد فترة من البحث، لكن هو أيضا لم يكن يمتلك أدلة، وكل ما كان معه كان من أقوال أشخاص وشهود قد يتم التخلص منهم في أية لحظة.

لكن هناك شيء واحد مشترك بين مشتبهي إنخاها وأبحاث ليكسس، من وضعهم ليكسس تحت المراقبة المشددة هم نفسهم الذين ذكرهم إنخاها في تقريره أنهم قد يكونون خلف دميتهم المسماة بالوزير لافريج: الوزراء الأربعة الكبار.

فكر أنسيل مطولا "لقد استفادوا كثيرا من الثورة، وأصبحت لهم صلاحيات كانت للحاكم" لذلك هو يحتاج إلى خطة محكمة، ليس صدفة أن يتشابه مشتبهون بهم في تقريرين يفصل عن كل منهما أكثر من عشرين عاما.

"عليّ اللعب بلافريج بالأدلة التي معي، ومراقبة تصرفاته، هو حتما يمتلك شيئا أستطيع إخراجهم به جميعا"

آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن