١٠. ولي العهد

209 30 8
                                    


لم يحس حين طرق الباب ثلاث طرقات، ولم يحس به يدخل الغرفة، ويقف بجانبه مبتسما وهو ينظر إلى الصورة التي يعرضها الجهاز.

كانت صورة لرجل في منتصف الثلاثين، ذي شعر بلون بني محمر، مخطط بالسواد، ويصل إلى أذنيه، كان بشريا ذو بشرة بيضاء، وعينان صفراوان حادتان مضيئتان، وأنف طويل حاد كحاجبيه السوداوين وفكيه. كان الرجل في الصورة يبتسم بثقة وهدوء، وكانت ملامحه المبتسمة ذات هيبة ووقار كوالده.

"أنت تفكر فيه كثيرا في الآونة الأخيرة"

"لو كان حيا لكان سيكون حاكما عظيما وطيبا، مثلك، لكنه كان وقبل تفاقم الأحداث ما دائما يقول لي أنه يريد أن يعيش حياته بعيدا عن الحكم، كان دائما ما يخبرني أن أجد مرشحا" والتفت إلى ليكسس مطفئا الجهاز وتختفي الصورة.

قال ليكسس بنبرة رجاء "أليس من المبكر أنك قمت بالإعلان؟ لست مستعدا بعد!"

"بل أنت كذلك، ثق بنفسك فقط وستتفاجأ"

ثم نظر من النافذة إلى المدينة المضيئة وأردف "بالإضافة، لم يتبق لي وقت كثير"

ثم التفت إلى ليكسس، وقال له "ستكون بخير يا بني"

أومأ برأسه مبتسما، وقال "سأدعو الله بذلك، طابت ليلتك، سيدي"

وانصرف مغادرا، كان يسير في أروقة مبنى الحكومة الكبير المكون من ألف وأربع مئة طابق زجاجي من الخارج قد عانقته أغصان الأشجار من كل حدب وصوب، ونمت عليه تلك الأغصان ذات الأوراق الخضراء الزهرية الشكل.

كان الوقت ظلاما ينير المكان تلك الأضواء التي ثبتت في منتصف الأوراق التي تشبه الأزهار خماسية البتلات، وبينما كان سائرا وسط تلك التحفة إذ أطفئت الأنوار من حوله.

أمسك غمد سيفه في حذر حين سمع صوتا، حرك عينيه في أرجاء المكان المظلم، علم في تلك اللحظة أنه ليس وحيدا، فاستل سيفه مستعدا للمواجهة، لكن الوخزة التي باغتته من الخلف قد أفقدته الوعي.

آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن