"هل ألقيت هذه المدينة خطأ هنا؟"
"لا، المدينة بهذه الحال عكس بقية جيرانهم؛ لأنهم وافقوا على الأمر بمحض إرادتهم، ولأجل المال"
"هل كان الحال ليشمل قرية الممسوخين؟"
"لا، هم تفاوضوا مع هؤلاء؛ لأنهم يريدون الشيء الذي لا يستطيعون صنعه بسهولة: السباق الخطر.
في الأصل هذه المدينة كانت مشهورة بهذا السباق كجزء من ثقافتهم، سباق خطر قد يودي بحياتك، وحتى الملك يتم اختياره بعد أن يفوز بالسباق الخطر الكبير: دسبيد"
وفي تلك اللحظة ظهرت الشاشة أمامهم قبل دخولهم المدينة "الجولة الخامسة، المكان: مدينة سبيردا، الهدف: الفوز في سباق دسبيد، عدد اللاعبين: ستة"
"لا يوجد مهلة؟" سأل سيرور.
"لأن موعد السباق يحدده الملك"
فقال آرجون "لا نملك سيارة"
"هم سيعطوننا"
فقال آردات في شك "سيضعون بها عطلا بالتأكيد"
"لن يفعلوا؛ لأنهم يحبون السباق لدرجة تمنعهم من الغش حتى مع الغرباء، هذا شيء محظور في دستورهم، ويعاقبون عليه الفاعل، حتى وإن كان من أبناء جلدتهم"
حين دخلوا إلى المدينة وجدوا أنها مليئة بالجسور، جسور تلتف في كل مكان وحتى على ناطحات السحاب كأفعى، وكانت أصوات العجلات تُسمع من كل مكان"
"هذا خطير" قال سيرور في توجس.
"ليس لك خيار، إما اللعب أو الموت"
أتاهم رجل نحيل يرتدي بدلة كاملة تشبه التي يرتديها متسابقوا السيارات الذين كان يراهم أنسيل على الأرض، غير بشرته الزرقاء وأذنيه الطويلتين، وقال بوجه مبتسم، وبنبرة ترحيب "مرحبا بكم في مدينة سبيردا يا لاعبي آكسيري هابراما، اتبعوني من فضلكم"
قادهم إلى مكان يشبه المستودع، به أنواع عديدة من السيارات، التفت إليهم وجال ببصره عليهم قبل أن يقول "إذا سيارة بستة مقاعد"
"ستة مقاعد؟ لا بد أنك تمزح" قال آردات باستغراب شديد.
فابتسم الرجل "أنتم ستخوضون دسبيد، ستحتاجون كل شخص منكم، واحد يقود، والآخرون يحمون العربة والسائق"
ثم سار بين السيارات وقال مشيرا إلى واحدة "هذه مناسبة، يمكنكم التعديل عليها كما تشاؤون"
"أليس غشا؟"
"جميع السيارات في السباق يعدلها أصحابها كما يشاؤون، إن لم يكن سيضر المتسابق الآخر عن طريق وضع قنابل وغازات وأدوات حادة على الجوانب؛ لثقب إطارات المتسابقين الآخرين، وتخريب سياراتهم، فلا بأس بذلك، فالغرض من التعديل هو للنجاة من الخطر"
ثم اقترب منهم قائلا "والفوز عندنا في دسبيد يعني النجاة منه، لكن في حالتكم يعني أن تصبحوا بالمركز الأول"
"ألهذه الدرجة الأمر صعب؟" قال سيرور وفي وجهه أمارات الضيق والإنزعاج.
قال الرجل وهو ينصرف" سأحدد لكم موعدا قريبا، وسنرى اللاعبين الراغبين بالمنافسة ضدكم"
أوقفه أنسيل قائلا "اعذرني، لكننا نريد أن نسابق الملك" قال أنسيل جملته التي جعلت الرجل يقف من الدهشة، في حين قاطع الصمت الذي تلا جملة أنسيل صوت ضحك صادر من الخلف.
التفتوا حيث المصدر، ليجدوا رجلا طويلا، قوي البنية، ذو بشرة زرقاء، وأذنين طويلتين، وشعر أبيض، وكانت التجاعيد قد رسمت حول عينيه الخضراء.
اقترب منهم في حين قال الرجل النحيل بصيغة احترام "سيدي الملك، هل أنهيت سباقك؟"
"نعم، لقد ابتكر سباقا رائعا، كافئ الرجل، وخذ العربة للإصلاح"
ثم وقف أمام المجموعة محدقا في أنسيل قائلا "إذا أنت ابن إنخاها؟ لا تشبهه بتاتا، حتى شخصيتك مختلفة"
"قابلت أبي؟"
"نعم، حين وقعنا العقد"
فابتسم أنسيل وقال "قبل ثلاثين عاما ولازلت الملك؟ إنك خصم لا يستهان به أبدا كما وصفك في اللعبة"
فقهقه الرجل وقال "يال كلماتك أيها الشاب، إنك حقا مختلف في الشخصية أيضا، إن فيك دهاء تحاول إخفاؤه، ولا أعلم لماذا حتى قام بتربيتك بشكل مختلف لدرجة أنك لم تكتسب ولو خصلة صغيرة من شخصيته، إن فيك شخصية شخص آخر"
"شخصية مثل من؟"
"لدي شك، لكنني سأحتفظ به" ثم غير الموضوع قائلا "إذا يا ابن إنخاها، تريد سباقا معي؟"
"نعم، وأنت تعلم ما أريد من جائزة"
أومأ برأسه باسما "طريق الخروج"
"نعم"
"حسنا موافق، سأقول لك طريق الخروج، إن فزت في السباق، أتطلع لأرى هذه الشخصية الماثلة أمامي"
"إذا، سأتطلع للسباق يا سيدي" رادا الإبتسامة.
"سيريكم مساعدي أين ستنامون الليلة، وغدا سأحدد لكم موعد السباق"
وانصرف، أقبل الجميع إلى أنسيل، فقال سيرور في هلع "هل تدرك ما فعلت؟ لقد طلبت نزالا مع الملك، كيف سنهزمه؟"
"سنخوض السباق الخطير على أي حال ضد الملك أو غيره، لنفعلها مرة واحدة ضده"
"بالإضافة، الملك هو الوحيد الذي يعرف طريق الخروج من اللعبة، ولا يقولها إلا للذي يفوز في دسبيد وهو لاعب ضده"
أنت تقرأ
آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)
Ciencia Ficciónماذا ستفعل إذا وجدت نفسك داخل لعبة موت صممها الرجل الذي دائما ما كنت تناديه بأبي؟ التحديث: القصة مكتملة.