قبل شهرين، في أحد مكاتب محطة شرطة أستينياكان واقفا أمام لوحة كبيرة بها العديد من الخطوط التي تشير من هنا إلى هناك إلى الكثير من المعطيات، لا أدلة كثيرة لديه وكل ما لديه هو مشتبه به، وقد يكون بريئا.
في تلك اللحظة دخل رجل بدين، ذو بشرية زهرية فاتحة، وشعر بني على نيدلا قائلا
"سيدي المحقق، أتذكر الرجل ذو القناع الأسود الذي اشتبهت به كونه هو من يرسل الأشخاص إلى آكسيري هابراما؟"
"ما به؟"
"لقد قام اليوم بشيء مشبوه للغاية، لقد قام بوضع جهاز على أحد الأشخاص، جهاز تتبع."
برقت عينا نيدلا وقال
"أهو مجرم هارب؟ أو لديه جناية؟"
"لا، ولكنه حفيد مجرم الحرب الكبير غيبتو، واسمه آرجون"
تحير نيدلا ووضع يده على ذقنه مفكرا "حفيد مجرم الحرب؟ هل يريدون أخذه بدلا عن جده الميت؟ ذلك سيحدث ضجة"
ثم أخذ معطفه البني وقال "لنذهب بسرعة ونراقبه"
أخذا نظارة مراقبة، تقرب البعيد وكأنه أمامك مباشرة، ثم جلسا على قمة ناطحة سحاب تبعد آلاف الأمتار عن مقر عمل آرجون.
"لماذا نحن نبعد كل هذه المسافة يا سيدي؟"
"سمعت أن من يدخل اللعبة يصبح مراقبا قبلها، وهم دائما يحسون بأنهم مراقبون، إذا اقتربنا منه سيعرفون بأمرنا ونخسر فرصة"
"لكن هل نحن متأكدون أنهم من اللعبة؟"
"سنرى الآن"
ركزوا حول المحيط الذي يعمل فيه آرجون فوجدوا أنه بالفعل كان مراقبا من قبل رجال مغطين بالسواد.
"ماذا سنفعل الآن؟ لا يمكننا السماح لهم بأخذه ونحن نعلم أنهم سيدخلونه اللعبة"
"سآخذ أنا مكانه"
"كيف؟"
"ألم تلاحظ شبهه الكبير بي؟"
حدق الرجل في نيدلا لبرهة قبل أن يستوعب الأمر أخيرا، وتتوسع عيناه؛ لإكتشافه، ثم قال "لكن كيف ستتبادلان وهو مراقب هكذا؟"
"سأجد نقطة عمياء"
انتظروا أياما ليجدوا تلك النقطة العمياء قبل أن يعرف نيدلا أن أكثر الأوقات خصوصية هو الوقت الذي يكون فيه وسط زحام المدينة.
ولم يكن شخصا يذهب إلى أماكن الزحام كثيرا فانتظروا عدة أيام أخرى قبل أن يسير في الزحام ويأخذه فورا.
توتر آرجون من فعل نيدلا، لكن نيدلا أبرز له هويته كشرطي قائلا له بعدها "أنت مراقب، بالتأكيد عرفت ذلك"
أومأ برأسه أنه يعلم، فقال له نيدلا "أو تعلم من؟ إنهم من آكسيري هابراما"
جحظت عينا آرجون هلعا "ماذا!!"
"يريدونك أن تكون في الجزء القادم من اللعبة، لكن لحسن حظك اكتشفنا أمرك مبكرا، ومن حسن حظك أيضا أنني أشبهك وأريد أخذ مكانك"
"ولكن كيف؟"
"سنخبئك في مكان لن يجدوا فيك، ونوفر لك الحماية، أما أنا فسأقوم بالقيام بأمورك اليومية، وليس بالكثير فأنت تعمل في ورشة طائرات، وتعيش وحيدا في شقة في الحي المجاور للورشة، وتأتي عدة مرات إلى وسط المدينة؛ لتتناول غداءك في المطعم المفضل لديك، هل غفلت عن شيء؟"
هز رأسه نافيا "لا"
ابتسم نيدلا وقال "جيد"
أنت تقرأ
آكسيري هابراما - لعبة الموت (مكتملة)
Ciencia Ficciónماذا ستفعل إذا وجدت نفسك داخل لعبة موت صممها الرجل الذي دائما ما كنت تناديه بأبي؟ التحديث: القصة مكتملة.