( 41 )

2.2K 170 357
                                    


( بسم اللّٰه )

________

في تلك السيارة التي يكمنُ فيها جيمين رفقة عمه !

كان جيمين يلتصقُ حرفياً بالباب من خوفه الشديد ، يرى بتشوش عمه وهو هائج كالثور ويكادُ في أي لحظة ان يقتله.

كان جسده ينتفض مع كل شهقه تخرج منه ومع كل كلمة يقولها الاخر عليه بصراخ ومن قلبه الذي بات يؤلمه .

هو خائف وبشده .. ومن هذا الذي سينقذه من أيدي عمه المتوحش !

كان ينظر إلى عمه بتشويش وبنظراتٍ خائفه وفزعه فـالشاش الذي كان يلتف حول عينيه قد نزعه عمه عنه من إشمئزازه لرؤيته

" فعلتها هااه ، فعلتها واللعنةُ عليك أيها الساقط ... دخلت مجال الفن وأصبحت مشهوراً بمرضك أيها الخسيس ، لكن لتعلم أن حسابكَ سيكون عسيراً.."

كان شين يتحدث بنبرة عالية وصارخه ، فهو للعديد من المرات قد حذر الأصغر بعدم دخوله لهذا المجال لكن جيمين كان يُدخل كلامه من إذن ويخرجه من إذنٍ أخرى.

لم يكن جيمين يهتمُ بتهديدات عمه ولم يكن يعطي لها أية أهمية ، لكنه اليوم قد لعن نفسه ألف مرة لعدم إستماعه لأوامره.

مالذي أستفاده من إنضمامه للشهرة ؟

لم يستفد شيئاً سوى الألم والحزن وزيادةً لمرضه !

" اللعنةُ عليك لتُصمتها !"

صرخ عمه مجدداً في وجهه عندما أرتفع رنينُ ساعته والتي لم يدري ماذا يفعل لها كي يجعلها تصمت.

كانت يديه ترتجف بشده رفقة جسده كاملاً ، قلبه قد بات يضربُ صدره بجنون وتنفسه أصبح صعباً.

وكأن الهواء أنعدم فجاة !

" هاتِها ."

أمر شين بحده في حين يسحبُ يد جيمين التي كانت الساعةُ ملتفةً حولها ، نزعها من يدِ الصغير قبل أن يجعلها أمام ناظريه لفترة بعد أن توقف عن القيادة.

" تبدو غالية ... سأخذها ..."

وفور إنتهائه هو وضع الساعة على يده اليُسرى ليعود للقيادةِ مجدداً.

بعدها هو ألقى نظرةً على ذو الجسد الصغير والذي لم يعد يستمعُ لأي صوتٍ يصدر منه فوجده قد أصبح ساكناً مغمض العينين وصدره يرتفع وينخفض ببطئٍ شديد عندها علم أنه فقد وعيه من ألمه.

أعاد أنظاره للطريق ليطلق ' تشه ' ساخرة من وضعه المثير للشفقة.

عينيه كانت للحظةٍ على الطريق وللحظةٍ على الساعة ، هو بات يراها جميلة وغاليةً جداً ، لم يكن يهتمُ بمقدارِ ذرة لذلك الغائب عن الوعي فهناك من أشغل عقله وعينيه للنظر.

Life Goes Onحيث تعيش القصص. اكتشف الآن