كانت حياةً صعبة وقد جعلها لقاؤك أكثر صعوبة.
-
لا أعرف كم استغرقتُ من الوقت في غفوتي المُرهَقة، ولكنّ حينما فتحتُ عيناي بثقل، أدركت أنّني غفوت من الدّهر ما يكفي لإسقاط أرواح وإحياء أخرى.
نظرتُ حولي، ثمّ نظرت لشُرفة الغُرفة المفتوحة، الرياح تقذِف أطراف الستار من الجانبين، أنا متأكدة من أنّني أغلقتُها قبل خلودي للنّوم !
نظرتُ إلى الساعة الرّقمية على سطح رف المرآة، فأدركت أنّني نمت لأكثر من أربع ساعات ! استقمتُ عن السرير وتجاهلتُ حالة شعري المُزرية الذي بدا لي في حالة فوضى مُنعكساً عبر زُجاج الشرفة.
لَكم أمقُتُه !
أغلقتُ الستائر على مضض، وانهالت علي ذكريات يومي المدرسي القاتم، كانت آمالي مُشرقة بشأنه، لكنّه تحوّل إلى فوضى عارمة. يداية بالصّف المُمل الذي بدا لي كل من فيه بحاجة لتناول مُكملات تزيد هرمون السّعادة، مروراً بالفتاة الثّائرة التي افتعلت معها جدالاً غير ضروري تحوّل إلى معركة شهِدتها أعين الحشود، وقريباً سأغدو مشهورةً في بقاع الثّانوية بأكملها، نهايةً بالفتى المُدلًل النرجسي الذي تنمّر على دانيال.
بلى هُو أخبرني باسمِه. دانيال.
بعد إغلاقي زجاج الشرفة اتجهت إلى مرآة الغرفة، وأخذت أجمع خُصلاتي العسلية في كعكة فوضوية يكاد عُنقي يعوج ويفقد استقامته لشدّة متانَتها وكثافتِها، و تسّمرت يداي وأنا أُراقب انعكاسي على المِرآة، وتذكّرت ما قاله لي دانيال حينما أخذته إلى مشفى الثّانوية.
" ذلك الفتى اللّعين لا شيء بدون ثروة والده، والده رجُل أعمال شهير يُهيمن على سوق العقارات واستثماراته لا تُخطئ ولا تهتز، يستخدِم نفوذه لتنفيذ ما يبتغيه وقت ما يشاء وإن تمّ إيقافه أو معارضته فسيُلاقي الفاعل حتفاً سيئاً .. أُقِر بأنكِ تعرفينه فوالدُه حديث الصّحافة كما هو الحال مع ابنه "
إنحنيتُ ألتقط زي المدرسة الذي كُنت قد خلعتُه ورميته عشوائياً مُباشرةً بعد أن برحت قَدماي أرضية غُرفتي، أخذت أطويه بحرص أسرّح ثنياتِه الصّغيرة بيداي، وتجعّد حاجباي بعدم فهم أحاول استيعاب دانيال، هُنالك نقطة لا أفهمها، إذا كان الفتى الأصهب نفسُه من سبّب له أذى جسدياً بل وأكثره نفسياً لن يُمحى من فؤاده حتى يأخُذ وقتاً طويلاً تعيساً، فلمَ أبى أن يبلغ الشرطة أو يشكو به ؟! أعني، ولو أنّ الفتى ذا نفوذ لا شك فيه، فالدولة لن تتسامح مع هذا النوع من الاعتداء الهمجي، خاصّةً إن كانت كامرات الثانوية الحديثة الي تعمل بنظام مُراقبة أربع وعشرين ساعة، قد التقطت كل شيء ولا منفذ للمُتنمر من الفرار مهما حاول، بالإضافة إلى أنّ لديه أنا، أنا سأشهد لصالحه إن رغِب ! فلمَ يفضل دانيال التزام الصّمت عن كُل الاستبداد الذي تعرّض له ؟
أنت تقرأ
رائحة الرّبيع
Любовные романы» وُضِعْت بين نارَين مُلتهِبتين اثنتين، بينهُما. « » هو يُخبرُني انّه قدري الحتمي، لا مجال للهُروب من مخالبه المتغطرسة ولو افنيت كل حياتي وانا احاول تشويه مشاعري اتجاهه وإنكارها. وفي المُقابل، الآخر يُخبرني أنّه سيكون ظهري وذرعي الحامي مهما طال الدّ...