رائحة الرّبيع

٨ | على شفير اللّعنة.

البشر يعتبرون كل مختلف عنهم متطرف عن دائرتهم، مجنونا.
سأكون مجنونة.
.
- • -- • -

_

يتفاوضون بشأني وكأنني سلعة ؟

وكأنني جارية !

هي نظرت الى رفاييل وأريان، نظرت الى هانادا، حتّى كاي ! وجوه الاربعة تبدو اكثر جدية من الجدية نفسها !

ثمّ صرخت، " عذراً ! تأخذني معك بالقوة ثم ماذا ؟! أ أنا مجرد جماد ليس بقادر على الدفاع عن نفسه او اتخاذ قرار يخصه ؟! "

قاطعها أريان بأكثر النبرات استفزازاً، واكثر التعاليق تدنياً.

" كان ينبغي أن تفكري بذلك قبل هزِّ خصرك للجميع. "

نظرت الى عيناه الداكنَتان، بهما نظرة غاضبة تطغا على اشراقتهما، انتشر الغضب كالعدوى الى قلب ميا في الان ذاته. تعليقه مستفز، ولا حاجة له،وكأنه يلوم الضحية بشأن وضعها الذي لا حول لها فيه ولا قوة !

تحدّث الشاب بعد أن وضع بصره على ميا، وانتبهت ميا الى نظرتِه القوية عليها فاقشعرت،

" تهُزين وركيكِ بطريقة مثالية للغاية، أحببت الطّريقة التي يهتز خصركِ فيها وأحببت اشراقة بشرتكِ اسفل النور الذهبي يا عزيزتي، أحببت كل شيء، لذلك قرّرت أخذكِ، ستروقكِ الساعات التي ستقضينها معي يا ميا، أنا اضمن لكِ ذلك. "

فغرت مِيا فاهها بصدمة وشعرت بالتقزز وهو يستولي على القسط الاكبر من مشاعرها، أو ربما ابتلع التقزز كل شعور حي بها، كلمات هذا الشاب الساقط دليل واضح على وضاعته، هو يخبرها بصراحة سوقية بأنه يريد جسدها لا اكثر.

تصلّب فك رفاييل، رفاييل العَصبي.

صاحت ميا بتساؤل ودفعت الاعناق الى الانجذاب كالمغناطيس اليها، " عذرا ولكن ما الذي أعجبك بي تحديداً ؟ ألستم انتم يا معشر الرجال تهوَون كل فتاة بانحناءات فاسقة ؟ "