" أولئِك الذين اعتقدوا أني سهلَة لمُجرّد وقوعِهم في هفوَة سذاجتي، لا يُدركون أن أقسى العواقب، بدأت من هَفوة. وأنا أكون أفظع هفواتهم. "
_
توقّفت الدراجتان قُبالة متجر أزياء ضخم.
حاولتُ التقاط أنفاسي بكد، إذ انّ ارتداد الهواء ضد وجهي وصفعه اياي بقُوّة جعل صدري يضيق كالاسفنجة اذا ما انكمشت جراء حشوها في الماء، كما جعل شعري في حالة فوضى، كنت أعاني لأُبقي تنورتي منخفضة، حتى انه حينما توقّفنا عند إشارة المُرور بالقُوّة، لأنّني توسلت رفاييل الذي أخذ يتخطى كل اشارات المرور كالمجنون، وجدتُ انظار بعض الشبان المحشويين بسيارتهم الترفة وهُم يُحدقون الى ساقاي، فأدركتُ أنّ جُزءً من سروالي الداخلي كان ظاهراً لهم، لحُسن الحظ، ما ارتديت الدلافين هذه المرّة، ارتديت سروالاً داخلياً عليه نقش الأرانب.
ماذا ؟ أحب هذا النوع من السراويل الدّاخلية، أشعُر أنّها لطيفة.
نظرتُ الى هانادا المُتسمرة أمام زجاج المتجر، تُكتّف يديها صوب صدرها، ثغرُها يلتوي في انزعاج تام وإني ارى سبب ذلك، اذ أن كآي لا ينفك عن التحدث إليها والثرثرة بثغر يجري كما تجري دراجتُه، تُهرّب مقلتيها عنه بعشوائية في الأرجاء.
أنا أجدُهم لطيفين للغاية، ابتسمت بقلة حيلة، وفي تلك الاثناء سقط بصر هانادا علي، فأشرق وجهُها، ولوّحت لي بتلهُّف وفي الآن ذاته انتقلت عينا كاي إلي فضحك باتساع حتى ظهرَت أسنانه البيضاء، وضحكتُه الجذّابة الودودَة، ابتسامتُه تُشرق النور في الصدور التي تفترسُها العتمة، وهذا ما حلّ بصدري.
" الحساب علي. " جاء صوتُ رفاييل مُنبعثاً ضد خوذته، قال ذلك حينما استشعر نزولي، فصعد حاجبي وبقِي الثّاني مُنخفضاً.
" عُذراً ؟ " قُلت باستفهام، لا أدرك ما يعنيه حتى الأن.
" الحساب علي. " قال بهدوء،وفي الواقع، ما غيّر رده شيئاً بي.
أنت تقرأ
رائحة الرّبيع
Romance» وُضِعْت بين نارَين مُلتهِبتين اثنتين، بينهُما. « » هو يُخبرُني انّه قدري الحتمي، لا مجال للهُروب من مخالبه المتغطرسة ولو افنيت كل حياتي وانا احاول تشويه مشاعري اتجاهه وإنكارها. وفي المُقابل، الآخر يُخبرني أنّه سيكون ظهري وذرعي الحامي مهما طال الدّ...